لسنا بحاجةٍ إلى نقاشات طويلة ولا تحليلات متكلفة لنفهم الحقيقة الأوضح من شمس تموز...
ولا نهدر وقتنا في مجادلة الخائبين...
فالأمر محسوم، والمعركة واضحة، والفرز نهائي:
السيد القائد يدعونا إلى الجنة، وهم – بكل وقاحة يدعوننا إلى النار!
وهذه ليست مبالغة... بل هي خلاصة المشهد، وزبدة الصراع، ولُبّ الحكاية.
نحن أمام رجل يدعونا إلى الله، وهم أمامَ قطيع يسوقُنا إلى الشيطان.
ندعَى إلى الجهاد في سبيل الله، وهم لا يكلّون من دعوات الجهاد في سبيل واشنطن وتل أبيب!
ويجمعون الفتاوى من فم شيوخ البلاط، ويوزعونها في صناديق ذخيرة مكتوب عليها "صُنع في أمريكا".
ندعى إلى موقف حق، إلى نصرة فلسطين، إلى أن نكون كما يجب أن نكون...
وهم يدعوننا إلى موقف باطل، إلى خذلان القدس، إلى التماهي مع نتنياهو وتحت الطاولة مع ترامب!
السيد القائد يقول: أثبتوا واصمدوا...
وهم يقولون: اركعوا وخافوا!
يدعونا إلى عزة خالدة وكرامة مؤبَّدة...
وهم يدعوننا إلى حياة الذل الموقّعة باتّفاقيات خيانة منقوشة بأسماء سماسرة الخليج!
يدعونا إلى أن نكون أحرارًا كما خلقنا الله، وهم يدعوننا إلى السجود لحاخام صهيوني يتحدث من تل أبيب!
يدعونا إلى علي... إلى وصي رسول الله... إلى إمام الحق!
وهم يدعوننا إلى معاوية ويزيد... إلى رموز الكذب، وسدنة الباطل، وأمراء الانحراف!
يدعونا إلى بياض الوجوه يوم القيامة... وهم لا يملكون إلا أن يقودونا إلى السواد، إلى يومٍ يُكشف فيه المستور، وتُفضح فيه الوجوه!
يدعونا إلى التمسك بالقرآن... وهم يدعوننا إلى تفسيره بما يرضي السفارات.
يتفننون في تحريف معانيه كما يتفنن الإعلامي المرتزِق في قلب الحقائق.
فأي فُرقةٍ هذه؟! وأي مفترق طرق نحن عليه؟!
نحن على بيّنة... وهم على ظلمة!
نحن نرى الله في معركتنا، وهم يرون الصهاينة سادةً وأربابًا!
نحن نغتسل بنور الوحي، وهم يتلطخون بوحل العمالة والخيانة!
نحن نُعدّ العدة ليومٍ نلقى فيه وجه الله...
"وهم يجمعون أموالهم، ويُعدّون نفطهم، ويُهيئون عواصمهم لاستقبال الصهيوني والأمريكي، ليباركوا خيانتهم في حفلات التطبيع الممتدة من المنامة إلى جدة، ومن نيوم إلى أنقرة!"
نحن في صف القائد... في صف الله... في صف النور
وهم في صف الطاغوت... في صف البهتان... في صف العار المتواصل!
هل هذا صراع سياسي؟ هل هذه أزمة فكرية؟
كلا والله... إنها الحرب بين النور والظلام، بين الهداية والضياع، بين الجنة والجحيم!
فاختر موقعك... ولا تكن في الهامش.
فنحن أُمَّـة قرّرت أن تكون في الصف الإلهي، في معسكر الهدى، خلف قائد يقاتل؛ مِن أجلِ كرامتنا، يصنع مجدنا، ويقودنا إلى برّ النجاة.
فلا تسألني بعد اليوم: لماذا نقاتل؟
ولا تجهد نفسك في البحث عن أسباب صمودنا...
فما دمنا مع الله، وفي صف الله، وتحت راية من يدعونا إلى الله،
فكل طغيان هذا العالم إلى زوال...
ونحن إلى الخلود.