موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

لن نؤمن لك يا حسين، لن نؤمن لك يا علي إلا بعد أن نرى يزيد فوق منبرنا، لن نؤمن لك إلا بعد أن نرى سيف يزيد مشهورًا على رقابنا، لن نؤمن لك حتى نرى أمريكا ونرى الأمريكي يوجه بندقيته إلى صدورنا، لن نؤمن لك حتى نرى نساءنا يخرجن متبرجات كالأوربيات في شوارعنا، لن نؤمن لك حتى نرى القرآن تُمَزَّق صفحاته في مساجدنا، لن نؤمن؛ لن نؤمن؛ هي الحالة العربية التي ضربت العرب، وضربت القرآن، وضربت الدين، نحن نعيشها

نحن - أيها الإخوة - يجب أن ننسف هذه الكلمة من مشاعرنا، ومن عقولنا، ومن أذهاننا إذا كنت من هذا النوع إذًا أمامك على طاولة التاريخ الشواهد الحية لهذه، ألا يكفيك شواهد حية على مدى ؟ ألا تكفيك شواهد إذا كنت ممن يريد أن يرى الأشياء أولًا هاهي أمامك كربلاء، هاهي أمامك ، هاهي أمامك ضرب الكعبة، هاهي أمامك الأحداث، تلك الأحداث، هي مثلٌ على كل ما نحدثك عنه.

إذا كنت لا تريد أن تكتفي بهذه الشواهد - التي هي شواهد حية، أحداث تجسدت في التاريخ بل تريد جديدًا من الأحداث - فأنت أيضًا أسوء ممن قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} أولئك الذين خرجوا ليشهروا سيوفهم في وجه الحسين هو ملعونون، ألسنا نلعنهم.

نعتبر أنهم ارتكبوا جريمة من أفضع جرائم البشرية على طول تاريخها، لكنهم في الواقع لم يكن أمامهم رصيد من الأحداث، والأمثلة الحية، وهم كمثلنا نحن وهم عرب ممن يعيشون في أنفسهم وتترسخ في أنفسهم . نحن نشاهد في التاريخ الأمثال الكثيرة، إذا كنت أنت تريد أمثالًا جديدة فإنك أنت أيضًا تعيش حالة يجب أن تسخر فيها من نفسك، تريد جديدًا من الأحداث، تلك أحداث ماضية بالية، أحداث ماضية أنا أريد أحداثًا جديدة، أريد أن أرى تلك الأحداث ماثلة أمام عيني فألمسها وأشاهدها، وأحس بوطأتها أنا!

لا يجوز بحال - أيها الإخوة - أن نظل قاصرين في وعينا إلى هذه الدرجة وأمامنا هذا الرصيد المهم من الأحداث طوال التاريخ.

 



دروس من هدي القرآن


دروس من وحي عاشوراء


ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي


بتاريخ: 10/1/1423 ه‍  الموافق: 23/3/2002م


اليمن – صعدة