موقع أنصار الله - متابعات – 7 ذو الحجة 1446هـ

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، عن تصاعد حدة الظروف القاسية والمهينة التي يعاني منها الأسرى في سجن "عوفر"، خاصةً منذ أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وزار محامي الهيئة، الأسيرين حمزة حامد وعمار محمد، حيث يتعرضان لانتهاكات جسيمة داخل المعتقل، تشمل الإهانات والتجويع المتعمد.

وأفاد الأسير حمزة حامد، (22 عاماً)، من قرية بيت دجن بمحافظة نابلس، والذي اعتُقل في آب/أغسطس الماضي، أن أوضاع الاعتقال في سجن "عوفر" غاية في السوء، وجرى تقليص مدة "الفورة"، أي خروج الأسرى إلى ساحة خارجية، إلى نصف ساعة يخصصها الأسرى للاستحمام.

 

وقال حامد، إنّ "التفتيشات مستمرة لغرف الأسرى ويتعامل السجان مع الأسير بطريقة مهينة غير مسبوقة"، بحيث يفرض عليهم الركوع على الأرض ورؤوسهم إلى الأسفل، أثناء التعداد والتفتيش، وفي حال رفض أي أسير أو اعتراضه يُعاقب كل من في الغرفة.

وفيما يتعلق بالطعام فإن إدارة سجن "عوفر" مستمرة في سياسة التجويع، كما أن جودة الطعام "سيئة جداً"، ما أدى إلى انخفاض كبير في أوزان الأسرى جميعهم.

وتتعمد إدارة السجن مصادرة مستلزمات الأسرى كافة، حيث لا يملك أي أسير سوى ملابسه التي يرتديها ولا تتوفر في غرف الأسرى المياه الساخنة أو مستلزمات النظافة.

من جانبه، كشف الأسير الإداري الطفل عمار محمد، (14 عاماً)، من بلدة عبوين بمحافظة رام الله، لمحامي الهيئة، عن الظروف القاسية التي يعيشها الأطفال الأسرى داخل سجن "عوفر"، والتي تسببت بتدهور كبير في حالتهم النفسية.

وأوضح أن الإهانات والشتائم المتكررة، إلى جانب الحرمان من الزيارات والتواصل مع العالم الخارجي، ومنع الطعام بذريعة "حالة الطوارئ"، فاقمت معاناة الأطفال داخل المعتقل.

وأشار عمار إلى أن الرعاية الطبية شبه معدومة، حيث لا يُقدَّم أي علاج سوى المسكنات، ولا تُجرى الفحوصات الطبية إلا في "الحالات الضرورية جداً".

 

حماس: العدو يشرعن القتل والتعذيب داخل السجون

وفي هذا السياق، قالت حركة حماس، إنّ " عمليات التعذيب والتنكيل تتواصل بحق أسرانا البواسل داخل سجون الاحتلال، وتتوالى الشهادات المروّعة التي توثّق حجم المعاناة، وكان آخرها ما يتعرّض له أسرى سجن عوفر من ظروف اعتقالية قاسية ومهينة".

وأكّدت حماس، في بيان، الثلاثاء، أن "هذه الممارسات الوحشية بحق الأسرى تُعد امتداداً لجرائم الاحتلال المستمرة بحق كل ما هو فلسطيني، ضمن حرب الإبادة التي يشنّها على شعبنا وأرضنا".

وحذّرت من خطورة الوضع الكارثي الذي يعيشه الأسرى داخل السجون، ولا سيما في ظل تصاعد سياسة الإهمال الطبي، والجرائم الممنهجة التي تشمل أساليب التعذيب القاسية، وحرمان المعتقلين من احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.

كما رأت الحركة، أن "هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية تستوجب من جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية التحرّك العاجل والجاد للضغط على الاحتلال لوقف هذه الجرائم"، مشددةً على ضرورة "محاسبة حكومة الاحتلال الفاشية التي تشرعن القتل والتعذيب داخل السجون".

ودعت حركة حماس الفلسطينيين في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 إلى تكثيف الحراك الداعم والمساند للأسرى، وتصعيد كل أشكال المقاومة والمواجهة لتدفيع الاحتلال ثمن جرائمه.

 

ما هو سجن "عوفر" الصهيوني؟

يُعد سجن "عوفر" من أكبر السجون الصهيونية في الضفة الغربية ويُستخدم لاحتجاز الأسرى الفلسطينيين، خاصة المعتقلين إدارياً، والأطفال، والمشاركين في أنشطة سياسية أو شعبية.

ارتبط اسم "عوفر" في الإعلام والمنظمات الحقوقية بـظروف قاسية جداً، منها التعذيب وسوء المعاملة، والاكتظاظ الشديد، واستهداف الأطفال الأسرى. كما أنّ كثيراً من الشهادات الحقوقية والإنسانية تصف "عوفر" بأنه من أخطر أماكن الاعتقال الإسرائيلية من حيث الانتهاكات المتواصلة.