أكد عزت الرشق رئيس المكتب الإعلامي، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس أن “الإبادة في الخطاب الصهيوني برنامج عمل وحشي يثبت أن العدو الصهيوني خطر على البشرية جمعاء”.
وتساءل الرشق في مقال صحفي نشر اليوم الخميس على “الجزيرة نت”، هل ما نراه في غزة مجرد عدوان عسكري؟ أم أننا أمام مشروع متكامل للإبادة والتطهير العرقي على أسس عنصرية متجذرة؟
وقال مجيبا إن “السلاح الأمريكي -على اختلاف مسمياته واليد التي تحمله- الذي نفّذ جريمته ضد الإنسانية في هيروشيما وناجازاكي قبل ثمانين عاما، ما زال مصرًا على استكمال فصول الجريمة؛ هذه المرة ضد الشعب الفلسطيني وبيد صهيونية مجرّدة من الحس الإنساني”.
وأضاف: “في الحالة اليابانية كان الهدف الأمريكي من الهجوم الذري اللاإنساني إجبار اليابان على الاستسلام والرضوخ الكامل دون شروط، حتى لو كان الثمن أكثر من مئتي ألف قتيل، وملايين الإصابات المتوارثة عبر الأجيال جراء التسمم الإشعاعي”.
وتابع: “لسنا هنا في مقام المقارنة بين شعبين ضحيتين، بل لتوضيح كيف أن الأدوات ذاتها تُستعمل بأيدٍ مختلفة لخدمة نفس المنظومة الاستعمارية المتوحشة”.
وأكد أن “التاريخ لا يرحم، والأشد تأكيدا على الإطلاق أن سنة الله في الطغاة الظالمين ماضية، كلما زاد الطغيان والظلم كلما كانت النهاية شافية لصدور المؤمنين”.
وأوضح قائلا: “بنى الاحتلال الصهيوني، الذي تعجز اللغة عن وصف وحشيته، خطابه على عدة مرتكزات، منها تجريد المواطن الفلسطيني من صفة “الإنسانية”، ليفتح الطريق أمام مئات الآلاف من الجنود الذين تجمعوا من شتات الأرض تحت ظل دولة استعمارية طارئة، وهم مجبولون على ممارسة القتل السادي والتلذذ فيه، مستندين على حبل السلاح الأمريكي المدمر، وعلى الأسس النظرية الاعتقادية التي يعيد ساسة الكيان الصهيوني المارق إنتاجها على شكل تبريرات وحملات دعاية وتسويق سياسي واهٍ، ليس أوقح منه إلا من يصدقه ويتساوق معه”.
وأضاف الرشق: “أذكركم بتصريحات وزير الحرب الصهيوني السابق يوآف غالانت في أكتوبر 2023 التي قال فيها “نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك”. وسأنقل جزءا يسيرا فقط من رصد التصريحات المتجددة والكافية وحدها، لو كان هناك عدالة دولية ناجزة، أن ترمي قائليها وراء القضبان باعتبارهم خطرا على الوجود الإنساني برمّته، فما بالكم وقد ترجمت هذه التصريحات حممًا من الموت المحقق يرمى على المدنيين العزل ويستهدف الأطفال في قطاع غزة!.
وتابع: “وزير المالية الإسرائيلي المنقطع عن التاريخ، بتسلئيل سموتريتش، الأوكراني الذي يقيم في مغتصبة أدوميم غرب نابلس في الضفة الغربية، هذه الأرض التي كانت محطة قطار سبسطية العائدة بتاريخها إلى الفترة العثمانية، وكان يسكنها شعب فلسطين العربي قبل قيام دول الاحتلال الإسرائيلي، وبالتأكيد قبل قيام أوكرانيا نفسها كدولة.. يقول في تصريحات متفرقة “لا يوجد شعب فلسطيني”، “ترك سكان قطاع غزة يموتون جوعا يمكن أن يكون أمرا مبررا وأخلاقيا”، “إن فتح أبواب جهنم ليس شعارا بل إنه سيحدث”، “نحن نفكك غزة بالكامل منذ سنة ونصف، وسنتركها ركاما، الجيش لن يبقي فيها حجرا على حجر”.
“نسيم فتوري، نائب رئيس الكنيست وأبرز المشرّعين لجرائم الإبادة الجماعية يقول بالحرف حسب القناة ١٣ العبرية “الحل الوحيد هو إحراق كل غزة بأهلها مرة واحدة” ويقول مخاطبا الجيش الوحشي “هدفنا المشترك هو محو قطاع غزة من على وجه الأرض”، “احرقوا غزة فورا”.. قلتُ مرارا إن النازية ما هي إلا تلميذ بسيط في مدرسة الصهيونية اللاإنسانية”.
“أما وزير ما يسمى بالتراث الإسرائيلي (التراث المصطنع بطبيعة الحال) وزير عميحاي إلياهو، الذي لم يستطع إخفاء شماتته بضحايا زلزال تركيا وسوريا في فبراير 2023 ووصفه بأنه “عدالة إلهية”، يقول بكل سادية فاقت التصور البشري “على الجيش إيجاد طرق مؤلمة أكثر من الموت للمواطنين في قطاع غزة”، “القيام بقتلهم (قتل أهل غزة) ليس كافيا”.
“أما ايتمار بن غفير، العراقي والعراق وأهله منه براء، فقال “لن نسمح بدخول جرام واحد من المساعدات إلى قطاع غزة حتى يركع أهلها يتوسلوا”، “غزة يجب أن تسوى بالأرض، لا يوجد شيء اسمه أبرياء”.
“أما موشيه فيغلن زعيم حزب زيهوت المتطرف، فقال بكل وضوح “كل طفل، كل طفل في غزة هو عدو”، “علينا احتلال غزة حتى لا يبقى فيها طفل واحد، لا يوجد نصر آخر”.
وتساءل: هل كانت هذه التصريحات كلمات عابرة أم تحولت إلى جريمة إبادة جماعية هي الأكثر وحشية في التاريخ الحديث؟ وقال: إن هذه اللغة ليست انفعالية أو فردية، بل تمثل عقيدة سياسية مترسخة في بنية الدولة الصهيونية، وتُترجم يوميًا إلى سياسات إبادة ميدانية، في ظل صمتٍ دولي مشين. وأضاف: خلال أكثر من 600 يوم من الإبادة، تم تدمير 90% من قطاع غزة تدميرا شاملا، حتى منطقة المواصي التي صنفها الاحتلال “منطقة آمنة، قام بقصفها 46 مرة. “أكثر من 63 ألف شهيد ومفقود من المدنيين، بينهم أكثر من 18 ألف طفل، ونحو 12400 شهيدة من النساء، بينهنّ 7950 أمّا شهيدة”.
وأشار إلى أن “الجيش الصهيوني أباد بشكل كامل 2483 عائلة فلسطينية، مسحت من السجل المدني”. ونوه إلى أن “نسبة الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن زادت على 60%، فيما خلفت حرب الإبادة أكثر من 42 ألف طفل يتيم، قتل الجيش الصهيوني أحد والديهم أو كلاهما”.
وتابع الرشق: “يشكل الأطفال في قطاع غزة نسبة تزيد على 47% من مجموع السكان، ما يزيد عن مليون نفس بشرية، لم يترك الجيش الصهيوني منهم طفلا واحدا إلا واعتدى عليه؛ بالقتل المباشر أو التشويه والاختطاف والإجبار على النزوح والحرمان من الرعاية الصحية بحكم تدمير المشافي والمراكز الصحية، ومن نافلة القول أن الجيش الوحشي الذي حرم الأطفال من حق الحياة لن يراعي باقي حقوقهم كالتعليم والاستشفاء”.
وأكد أن الجريمة اكتملت بشكلها الذي لا يوصف عندما أطبقت دولة الاحتلال حصارها على القطاع بشكل كامل، والحصار بشكل خاص لا يستهدف المقاومين بالدرجة الأولى؛ إنما يستهدف الأطفال حديثي الولادة وكبار السن والمرضى الذين ترتبط حياتهم بمستلزمات الرعاية الصحية.
وقال إن ما تمارسه دولة الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين يندرج بوضوح ضمن تعريف جريمة الإبادة الجماعية الوارد في المادة 2 من اتفاقية منع الإبادة لعام 1948، والتي تشمل: القتل الجماعي، الإضرار الجسدي والنفسي، وفرض ظروف معيشية تؤدي للفناء. وكل هذه الأركان متحققة ميدانيًا في قطاع غزة.
ونوه إلى أن السلاح الأمريكي الذي نفذ هجومه النووي على هيروشيما وناجازاكي كان لفرض استسلام اليابان، وفكرة الاستسلام غير موجودة في قاموس أصحاب الأرض الفلسطينية وسكانها الأصليين.
وشدد على أن “ألم حصار غزة تجاوز ما جرى في لينينغراد، ومدة حرب الإبادة عليها ومقاومة كل مشاريع إخضاعها تجاوزت معركة ستالينغراد، ونصرها القادم بإذن الله سيشفي صدور قوم مؤمنين،غزَّةُ هي الشِّعْبُ الَّذي سَيَنثر بُذورَ الحرية، ويعلن نهاية المشروع الصهيوني في منطقتنا “وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون”
وختم الرشق بالقول: “على العالم أن يختار: إما الوقوف إلى جانب الإنسانية والعدالة، أو أن يكون شريكًا في أكبر جريمة إبادة في القرن الحادي والعشرين”.