موقع أنصار الله - متابعات – 5 محرم 1447هـ

خصصت "صحيفة هآرتس" الصهيونية افتتاحيتها الرئيسية، اليوم الاثنين، للتعليق على حادثتين عنيفتين ارتكبهما مستوطنون يهود الأسبوع الماضي في الضفة الغربية المحتلة، وأسفرت إحداهما عن استشهاد 3 فلسطينيين، في حين اعتدوا في الأخرى بعد يومين على جنود صهاينة كانوا قد أُرسلوا لإجلائهم من بؤرة استيطانية غير قانونية.

وكان المستوطنون قد هاجموا الأربعاء الماضي قرية كفر مالك شمال شرق رام الله بالضفة الغربية، وهذا أدى إلى استشهاد 3 فلسطينيين، أضرموا النار في منازل وسيارات.

وبعدها بيومين، اعتدى مستوطنون على جنود صهيانة كانوا قد أُرسلوا لإخراجهم من البؤرة الاستيطانية التي جاء منها مرتكبو هجوم الأربعاء. وتسببت الحادثة التي وقعت مساء الجمعة في أضرار لمركبات عسكرية قبل أن تتمكن قوات العدو من تفريق المعتدين واعتقال 6 منهم.

ورغم فظاعة الحادثتين -كما تقول "هآرتس"- فإن واحدة منهما فقط طالتها إدانة سلطات الكيان الصهيوني الغاصب، وهي التي تعرض فيها اليهود للأذى.

ووفقا للمقال الافتتاحي، فقد كانت مسألة وقت فقط قبل أن يقوم المستوطنون الصهاينة الذين وصفتهم بأباطرة الفصل العنصري الخارجين عن القانون في المناطق، بتوجيه عنفهم ضد الجنود صهاينة الذين يمنعونهم من تنفيذ مخططاتهم “الشريرة” ضد الفلسطينيين.

وانتقدت الصحيفة سياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها "جيش" العدو الصهيوني، حيث ظل لسنوات يسمح بالنمو الجامح للبؤر الاستيطانية غير القانونية، ولم يطبق القانون عندما يتعلق الأمر بالعنف ضد الفلسطينيين، وأوهم سكان البؤر الاستيطانية أنهم يتمتعون بحصانة جنائية، وأضعف نظام إنفاذ القانون الضعيف أصلا.

لكنها قالت إن "الجيش" يواجه الآن مستوطنين معتدين يهاجمون جنوده أيضا بعد أن اكتسبوا الشجاعة ودون أن يكبح جماحهم أي رادع، مضيفة أنه عندما يستهدف عنف المستوطنين الجنود، ينبري فجأة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لإدانة العنف في “المناطق”، هكذا دون تعريف.

وأشارت الافتتاحية إلى أن اعتداءات المستوطنين على الجنود الصهاينة كانت تُقابل بإدانات من اليسار واليمين على حد سواء، أما اليوم، في ظل حكومة مجرم الحرب نتنياهو والمستوطنين، لم يعد هناك إجماع حتى على هذه القضية.

وعزت ذلك إلى أن كبار أعضاء "المجلس الوزاري المصغر" يريدون من الجنود الصهاينة أن يفهموا أنه من الأفضل لهم عدم كبح جماح “شباب التلال”، وهي مجموعة من المستوطنين الصهاينة المتطرفين يعيش معظم أفرادها في بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت أنه عندما يكون هذا هو نهج كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني، فإن كل من لا يزال يخطر بباله اعتقال شباب التلال العنيفين، فعليه أن يفكر مرتين قبل أن يُقدِم على ذلك.

كل هذا -برأي الصحيفة- يضمن أن أوامر الإخلاء التي أصدرها قائد المنطقة الوسطى في "جيش" العدو الصهيوني لن تُنفذ، وأوامر المنطقة العسكرية المغلقة ستكون حبرا على ورق فقط، وستُنشر من أجل إدراجها ضمن القواعد والبروتوكول.

وخلصت الافتتاحية إلى أن الرسالة التي يبعثها كبار الساسة في الكيان الصهيوني إلى مليشيات شباب التلال هي: “نفذوا أي مذبحة بهدوء”.

وختمت بالقول إنه حري بنا أن نفهم كيف اكتسب "جيش" العدو الصهيوني سمعته باعتباره جيشا يسمح بارتكاب المذابح بدلا من أن يمنعها، وكيف انتهت حادثة اعتداء المستوطنين على قرية فلسطينية بمقتل 3 أشخاص برصاص الجنود.

وبدعم أمريكي مطلق يرتكب العدو منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 189 ألف مواطن بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلًا عن دمار كبير في البنية التحتية والمنازل.. كما يشن عدوانا على الضفة الغربية والقدس المحتلتين.