موقع أنصار الله - متابعات – 13 محرم 1447هـ

تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد أن كانت قد سجلت مكاسب بنحو 2% في الجلسة السابقة، وذلك مع إعادة تقييم المستثمرين للتطورات المتعلقة بالرسوم الجمركية الأميركية وقرار “أوبك+” المفاجئ بزيادة إنتاج النفط في أغسطس/آب بأكثر من المتوقع.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتاً لتصل إلى 69.37 دولاراً للبرميل، بحلول الساعة 00:41 بتوقيت غرينتش، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 24 سنتاً مسجلاً 67.69 دولاراً للبرميل.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد بدأ، يوم الإثنين، في إخطار شركاء تجاريين رئيسيين، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، إلى جانب دول أخرى أصغر كصربيا وتايلاند وتونس، بأن بلاده ستبدأ تطبيق رسوم جمركية مرتفعة اعتباراً من الأول من أغسطس، مما يمثل تصعيداً جديداً في الحرب التجارية التي أطلقها هذا العام.

أحدثت هذه الرسوم حالة من الضبابية في الأسواق، وسط مخاوف متزايدة من انعكاساتها السلبية على الاقتصاد العالمي، وبالتالي على الطلب العالمي على النفط، الذي يُعد أحد أبرز ضحايا أي تباطؤ اقتصادي محتمل.

رغم ذلك، أظهرت بعض المؤشرات أن الطلب على النفط لا يزال قوياً، خاصة في الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر مستهلك للنفط في العالم. فقد كشفت بيانات صادرة عن مجموعة السفر “AAA” الأسبوع الماضي أن نحو 72.2 مليون أميركي سيقومون برحلات تزيد عن 80 كيلومتراً خلال عطلة الرابع من يوليو، وهو رقم قياسي يعكس نشاطاً سياحياً مرتفعاً.

وعزز هذا التفاؤل أيضًا بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأميركية، والتي أظهرت أن مديري الأموال قد رفعوا مراكزهم الشرائية الصافية في عقود النفط الآجلة والخيارات خلال الأسبوع المنتهي في الأول من يوليو، في مؤشر على توقعات إيجابية بشأن الطلب.

من ناحية المعروض، وافقت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وشركاؤها في تحالف “أوبك+”، يوم السبت الماضي، على زيادة الإنتاج بنحو 548 ألف برميل يومياً خلال أغسطس، متجاوزين بذلك الزيادات التدريجية السابقة البالغة 411 ألف برميل يومياً في كل من الأشهر الثلاثة الماضية.

ويُعد هذا القرار بمثابة إنهاء لكامل التخفيضات الطوعية التي بلغت نحو 2.2 مليون برميل يومياً. وتوقع محللو “غولدمان ساكس” أن يُعلن التحالف عن زيادة إضافية بمقدار 550 ألف برميل يومياً لشهر سبتمبر في اجتماعه المقبل المزمع عقده في 3 أغسطس.

ورغم هذا الإعلان، أشار بعض المحللين إلى أن الزيادة الفعلية في الإنتاج من جانب “أوبك+” لم تصل حتى الآن إلى المستويات المعلنة، مما قد يحدّ من أثر هذه القرارات على السوق العالمية.