موقع أنصار الله - فلسطين – 16 محرم 1447هـ

وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، مقطع الفيديو الذي بثّته كتائب القسام لعملية استهداف جنودٍ وآلياتٍ إسرائيلية شرق خان يونس، بأنه "فضيحة جديدة"، مشيرة إلى أنها المرة الثانية خلال شهر واحد التي يُترك فيها الجنود الصهاينة مكشوفين من دون تغطية نارية أو حماية كافية، وعلى مسافة صفر، ومن دون أن يُرصد أي وجود لقوة عسكرية داعمة في محيط العملية.
وتوقفت الصحيفة عند ما اعتبرته إخفاقاً أمنياً ميدانياً متكرّراً، حيث تُظهر المشاهد المصوّرة عناصر القسام وهم يتحرّكون في وضح النهار بين آليات عسكرية كانت تنفّذ عمليات هدم في المدينة، بينما تُرك الجنود وأسلحتهم بلا حماية، مستعيدةً حادثة ناقلة الجند المدرّعة "بوما" التي أسفرت عن مقتل 7 من عناصر وحدة الهندسة.
وفي لهجة غاضبة، تساءلت الصحيفة: "ما هذا الهراء بشأن مركبة هندسية غير محمية؟ من هذه المسافة يمكن تعطيلها بقذيفة آر بي جي. أين الأمن؟"، معتبرةً أن ما جرى يُظهر "تقصيراً قيادياً خطيراً واستهانة بدماء الجنود".
الصحيفة أشارت كذلك إلى ما وصفته بـ "ظاهرة مقلقة" تتمثل في "اضطرار الجيش إلى الاستعانة بآليات وجرافات مستأجرة من مقاولين يعملون مع الجيش، في ظل تآكل المعدّات العسكرية منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر، ما أدى إلى نقص حاد في الآليات المحصّنة".
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد نشرت أمس مشاهد مصوّرة ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود"، وثّقت لحظة تنفيذ إحدى عملياتها في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأظهر الفيديو استهداف قافلة عسكرية إسرائيلية تضم جنوداً وآليات ثقيلة، بينها جرافات ومركبات هندسية.
وتُظهر اللقطات اشتباكاً مباشراً جرى في وضح النهار، وثّق فرار أحد الجنود من ساحة الاشتباك، وسط غيابٍ كامل لأي تغطية نارية من القوات الإسرائيلية الأخرى، فيما حاول مقاتلو القسام أسر الجندي، قبل أن يُقتل ويتم الاستحواذ على سلاحه. 
ووصفت مواقع صهيونية المقطع بأنه "فضيحة استخباراتية"، مشيرة إلى أن أحد الجنود ظهر وهو يفرّ من موقع الاشتباك، فيما لاحقه مقاتلو القسام، في مشهد يناقض الرواية الرسمية التي قدّمها "الجيش" بشأن الحادثة.
وتحدّث الإعلام العبري أن اللقطات التي بثّتها القسام بدت بمثابة تفنيد ميداني للرواية العسكرية الإسرائيلية، التي حاولت التقليل من حجم العملية وخسائرها، في وقتٍ اعتبر أن ما جرى يمثّل "ضربة قاسية" للثقة بقيادة الجيش الميدانية.
في السياق ذاته، علّق الكاتب الصهيوني "زئيف روبنشتاين" على المقطع بالقول: "حماس تنشر مقطعاً قاسياً من حادثة الحفار في خان يونس، في نهايته، يكون سلاح الجندي بيد العدو، وبأعجوبة لم تقع جثته في أيديهم"، معرباً عن صدمته من تمكّن مقاتلي القسام من "التحرك بهذه الحرية في الميدان، ومعهم سلاح وكاميرات توثيق"، واصفاً ما جرى بأنه "محبط جداً".