موقع أنصار الله | من هدي القرآن الكريم | 

 

مهمة إبراهيم وآل إبراهيم هي مهمة مرتبطة بالأمة ومرتبطة بالدين، مهمة حمل الدين، حمل الرسالة، هداية الأمة كما قال الله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِـالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} (الأعراف:181).

فنحن في الصلاة نقول: أي امنح محمداً وآل محمد ما منحته إبراهيم وآل إبراهيم من الرفعة، من الثناء، من المجد، من الرعاية، والمكانة. أشياء كثيرة التي منحها إبراهيم وآل إبراهيم.

ونحن نقول في الأخير وهذا مما يدل على أن تفسير الدعاء ما ذكرناه، أو أن الذكر كما جاء من عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في آخره: إنك حميد، فأنت مصدر الحمد؛ لأن الحمد هو: الثناء. مجيد، فمنك المجد وأنت مصدر المجد، امنحهم من المجد وامنحهم من الثناء فأنت الحميد، وأنت المجيد.

تتكرر على ألسنة المسلمين كل يوم؛ كي تترسخ في نفوسهم أهمية ارتباطهم بمحمد وآل محمد، ولكنا نصلي وننسى، بل بعضهم يصلي ويخرج يلعن آل محمد، وهو قبل قليل يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد! لكن إما أن تكون صلاة لا يدري ماذا يقول، أو يدري ما يقول ولا يعي معنى ما يقول.

ولهذا لا أحد - فيما نعلم - من المسلمين يصلي إلا وهو يصلي على محمد وعلى آل محمد، وبهذا الشكل الذي لا زيادة فيه ولا نقصان - لاحظوا - لا زيادة فيه، هل أدخل فيه في الصلاة عليهم أحد من الآخرين؟ لم يدخل الصحابة أبداً، ولم يدخل أحداً من الأولياء؛ لأن هذه الصلاة هي لها دلالة خاصة، هي مرتبطة بمهمة محمد وآل محمد، مرتبطة بمهمتهم، بمسئوليتهم في الأمة، مرتبطة بعلاقة الأمة الخاصة بهم.

بقية المؤمنين هناك ارتباطات أخرى، قد أتولاك باعتبارك مؤمناً، وأحبك باعتبارك مؤمناً، لكن هل أنت ممن يجب عليّ إتباعهم؟ هذا شيء آخر. ألسنا ملزمين بمحبة المؤمنين؟ نحن نحب رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ونحب الإمام علياً، ونحب المؤمنين أيضاً، لكن هل حبي لعمار بن ياسر مثلاً وحبي لعلي بن أبي طالب, هل هو مستوي؟ في علاقتي بعلي بن أبي طالب وعلاقتي بعمار هل هي مستوية؟ لا.. أنا أحب عمار بن ياسر كمؤمن, كولي من أولياء الله.

علي بن أبي طالب علاقتي به علاقة أخرى، أنا أحبه أيضاً كمؤمن، هو أيضاً يجب عليّ إتباعه، ويجب علي الإقتداء به، الإرتباط به، أن أسير على نهجه. عمار بن ياسر الذي أنا أحبه هو يحب علياً على هذا النحو، فيفرق في نظرته نحو علي، وفي علاقته بعلي، وفي ارتباطه بعلي يفرق بينه وبين ارتباطه بالمقداد أو بسلمان أو بأي شخص آخر من المؤمنين.

فعندما نزلت الآية: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} (الأحزاب:56) قالوا أنهم سألوا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فقالوا: قد عرفنا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟. فجاء بهذا اللفظ: قولوا: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)). ولم يضف أحداً في هذه الصلاة.

جاء الآخرون الذين هم أكثر تنبهاً من النبي - يعدون أنفسهم تقريباً هكذا!! - فأضافوا وأصحابه، عندما يصلون على النبي هكذا أثناء كلمة أو أثناء كتابة موضوع، لكن لم يستطيعوا أن يزيدوا حرفاً واحداً في الصلاة على النبي وآله داخل الصلاة، هكذا داخل الصلاة حفظت الصلاة على النبي وعلى آله بهذا الشكل، لا أحد يدخل وأصحابه أبداً؛ لتبقى حجة على الناس، فكل مسلم يصلي ويقول داخل الصلاة: ((اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)). هكذا يذكرهم دون غيرهم، وإن كان يذكر غيرهم في بقية المناسبات عندما يخطب عندما يتحدث فيصل إلى ذكر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فيصلي على النبي وعلى آله وأصحابه.. ما هكذا يعملون؟.

طيب: هل هؤلاء أكثر تنبهاً من النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)؟! والصحابة إن كانوا جديرين بأن يُشركوا في هذه الصلاة فَلِمَ لم يصل عليهم؟. فهل نقول: بأنه لم يتنبه للقضية، إذاً فهو قصّر؟ أو ربما أنه غفل فنحن جئنا بها، وأن الواقع يفرض أن نجيء بها؟ لا.. هو يعرف، وهو في حبه للمؤمنين من أصحابه أكثر حباً منا لهم. أو أنه يرى أنهم غير جديرين نهائياً بالدخول في الصلاة، باعتبار أي وضعية كانوا عليها، فلماذا يضيفون الصلاة على الصحابة؟.

لا مبرر لها إطلاقاً، هذه هي بدعة؛ لأنهم هم يروون الحديث، ويروي البخاري نفسه الصلاة على النبي وآله دون إضافة: وأصحابه. في تفسير الآية: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} فهو عَلّمَهم، أليسوا يقولون: إنه مبين، فبين لهم كيف نصلي عليه، قال قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. بل جعل الصلاة على آله جزءاً من الصلاة عليه؛ لأنها ورد في الآية صلوا على محمد {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ} فالصلاة عليه إنما تتم بأن تصلي عليه وعلى آله كما علمك هو. أن تضيف أشخاصاً آخرين باعتبار أنك تراهم مؤمنين هذه قضية ليس لها علاقة بهذا الموضوع.

هي لم تأت الصلاة على آل محمد باعتبار أنهم هم وحدهم المؤمنون فقط، ليس لهذا, أنهم هم وحدهم المؤمنون والباقي ليسوا مؤمنين، ليس لهذا، هناك مؤمنون من غير آل محمد، إنما الصلاة على محمد وعلى آل محمد، آل محمد فقط، لها دلالتها المهمة فيما توحيه لنا بضرورة أن نرتبط بمحمد وآل محمد. ما هي مسألة أنه بها الباقي: وعلى أصحابه، وعلى أزواجه، وذريته، وعلينا معهم، وعلى التابعين وعلى أهل ما هي هكذا؟ تأتي توزيع؟.

النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) هو حكيم، والصلاة هذه ذكرت داخل الصلاة التي هي من أفضل الأعمال في الإسلام، أليس المؤذن يقول في الأذان - الذي شرع - : ((حي على خير العمل)) الصلاة خير الأعمال، و هي فعلاً من خير الأعمال ومن أهم الأعمال، لو أننا ننتبه للصلاة وما تعطيه الصلاة من دلالات، وما لها من قيمة في النفوس لكنّا على وضعية أفضل مما نحن عليه، ولما تساءل أحد عن شيء: من هم أهل الحق؟ ما أدري كيف يمكن نعرف أهل الحق؟ أو ما عاد عرفنا كذا..!.

دروس من هدي القرآن الكريم 

معنى الصلاة على محمد وآله

السيد / حسين بدر الدين الحوثي