الإمام زيدٌ "عَلَيْهِ السَّلَامُ" كان من العناوين التي ركَّز عليها في إطار هذا العنوان الجامع: عنوان (البصيرة) ويعني: الوعي، ((البَصِيرَةُ البَصِيرَة))، كان ينادي في الناس: ((عِبَادَ الله، البَصِيرَةُ البَصِيرَة))، الأُمَّة بحاجة إلى الوعي، من أهم ما تحتاج إليه الأُمَّة هو الوعي، الوعي القرآني الذي يعطي الأُمَّة بصيرةً عالية، وفهماً صحيحاً، عن الإسلام، عن مسؤوليتها عن أعدائها، عن واجباتها، عن المخاطر الحقيقية عليها، الوعي الذي تحتاج إليه الأُمَّة في مواجهة كل فئات الضلال، كل فئات الباطل، كل الظالمين والمستكبرين والطغاة، والأُمَّة بحاجة ماسَّة إلى الوعي، وإلى البصيرة، ومن أهم عطاءات القرآن الكريم هو الوعي العالي، الذي يُحَصِّن الأُمَّة من كل أشكال الاستهداف بما يسمَّى بالحرب الناعمة: الاستهداف الفكري، الاستهداف الإعلامي، الاستهداف الثقافي... كل أشكال الاستهداف التي تندرج بكلها تحت عنوان الضلال والإضلال، وهي من أخطر ما تُستهدف به الأُمَّة من فئات الضلال من اليهود، والنصارى، وسائر الكافرين، وفئات الضلال المحسوبة على الأُمَّة، والتي تعمل بما يخدم أعداء الأُمَّة.
الله قال عن القرآن الكريم: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا}، الأُمَّة بحاجة إلى البصيرة، إلى الوعي، من خلال القرآن الكريم، بدون البصيرة تعمى القلوب، وتغيب عن الناس الكثير من الحقائق، تكون الأُمَّة ويكون الكثير من أبناء الأُمَّة في قابلية تامَّة لأن يُخْدَعوا، لأن يُضِلَّهم المضلُّون، لأن تؤثِّر عليهم كل الأنشطة التي تأتي من أعدائهم بهدف إضلالهم، عُرضة للتأثر بالحملات الدعائية، عُرضة للتأثر بالحملات ذات الطابع التثقيفي والفكري، التي هي مليئةٌ بالشُّبَه والأباطيل؛ لإضلال الكثير من الناس، في حالة الفراغ من التَّحَصُّن بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَاَلَى"، ومفاهيم القرآن، وبصيرة القرآن، تعمى القلب، {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي " يحفظه الله " في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام 1447هـ