موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||

تُبدل كلمة بكلمة فمن هو مجاهد فهو إرهابي، ومعنى أنه إرهابي أنه من قد وقع من جانبه ما يعطي أمريكا شرعية أن تضربه، ما يعطي عميلًا من عملاء أمريكا شرعية أن يضربه، ونحن من نبارك تلك الضربة، سنقول: .

أليست الأمور تتغير وتنعكس؟ فالمصطلحات تتغير، نحن نتغير! علينا أن نقعد وهم الذين يتحركون في البر والبحر، وجهادنا عليه أن يُمسخ وتوضع بدلًا عنه كلمة ؛ لننظر إلى الجهاد أنه سبّة، وأنه عملية تعطي الشرعية لأولئك أن يضربوا المسلمين، بدل أن يكون هو مبدأ يعطي الشرعية للمسلمين أن يضربوا أولئك المجرمين الذين هم إرهابيون حقيقيون.

ألم يقل الله سبحانه وتعالى: {قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ} (التوبة: من الآية29) لمن هو هذا الخطاب؟ أليس للعرب والمسلمين؟ {قاتِلوا} ما هو القتال في سبيل الله؟ أليس هو الجهاد؟ ها هو يقول للمسلمين إن الجهاد هو هكذا: {قاتِلُوا الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسولُهُ وَلا يَدينونَ دينَ الحَقِّ مِنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ حَتّىٰ يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ وَهُم صاغِرونَ} (التوبة:29) هذا هو الجهاد.

الجهاد شرعية لنا نتحرك على أساسه في ضرب أولئك المفسدين، الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، وهم في واقعهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله، وهم لا يدينون دين الحق، إن من واجب الأمة أن تحاربهم، أن تقاتلهم أي أن تجاهدهم - والجهاد شرعية لهم هنا - حتى يعطي أولئك الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. أليس الواقع يتغير الآن؟

إن كلمة الآن تتحول إلى كلمة فالمجاهد هو إرهابي، وكلمة هي كلمة .

إذًا فإذا ما سمحنا نحن المسلمين للأمور أن تتغير من حولنا، فإنه المكر، المكر في كل شيء، المكر في واقع حياتنا، المكر حتى لمفردات لغتنا العربية.. كلمة هي كلمة عربية، وحتى كلمة هي كلمة عربية، أولسنا نسمع زعماء العرب هم من يطالبون الرئيس الأمريكي - وهو إنجليزي في لغته - يطالبونه بأن يفتح قاموس لغته ليفسر للعرب مفردة عربية هي كلمة ؟

كلمة (إرهاب) هي كلمة داخل كتاب عربي، عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم} (الأنفال: من الآية60) أصبحنا في واقعنا لا نعرف معاني مفرداتنا العربية، يطالب زعماء العرب الرئيس الأمريكي - وهو ليس عربي - أن تفسر سماحته وفضيلته مفردة عربية هي كلمة (إرهاب) أليس هذا هو السؤال الذي يتردد؟

لماذا لا نرجع نحن إلى القرآن وإلى لغتنا لنعرف ما هي كلمة ؟ وما علاقتنا بها؟ وأمام من يجب أن يكون الناس إرهابيين؟ وما هو الإرهاب المشروع؟ وما هو الإرهاب الذي ليس بمشروع؟ حتى نحن كلنا مثقفونا وزعماؤنا لم نجرؤ على أن نقاوم ذلك الانحراف في معنى هذه الكلمة أن نقاومه وأن نرسخ معناه القرآني. {تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم} (الأنفال: من الآية60) كلمة في القرآن الكريم تعني أن على المسلمين أن يعدوا القوة بكل ما يستطيعون، بل وأن يلحظوا حتى الشكليات وأن يلحظوا حتى التي هي في الأخير ستزرع الهزيمة في نفس العدو {تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم} (الأنفال: من الآية60).

إن عليكم أيها المسلمون - هكذا يقول القرآن الكريم - إن عليكم أيها المؤمنون أن تعملوا بكل ما تستطيعون على أن ترهبوا أعداء الله، هذا هو الإرهاب المشروع، لكننا بدل أن نتحدث عن الإرهاب المشروع نحن من نسمع في وسائل الإعلام والزعماء، ونسمح بأن تتردد كلمة (إرهاب) بمعناها الأمريكي وليس بمعناها القرآني، أليس هذا من الغباء؟ أليس هذا من مظاهر تغير الأمور وتعكيس الحقائق؟

إن علينا - أيها الإخوة - أن نتحدث دائمًا عن الجهاد، حتى أولئك الذين ليس لديهم أي روح جهادية عليهم أن يتحدثوا عن كلمة (جهاد)؛ لأن كلمة في نفسها، كلمة في معناها هي تتعرض لحرب، أصبحنا نحن نُحارب كأشخاص، وتُحارب أرضنا كأرض، وتُحارب أفكارنا كأفكار، بل أصبحت الحرب تصل إلى مفرداتنا، أصبحت ألفاظنا حتى هي تُحارب، كل شيء من قِبَل أعدائنا يتوجه إلى حربنا في كل شيء في ساحتنا، إلينا شخصيًا، إلى اقتصادنا، إلى ثقافتنا، إلى أخلاقنا، إلى قِيَمِنا، إلى لغتنا، إلى مصطلحاتنا القرآنية، إلى مصطلحاتنا العربية.

ألا نسمح أن تتغير الأمور وأن تنعكس الحقائق إلى هذا الحد، فتغيب كلمة القرآنية، وتغيب كلمة القرآنية ليحل محلها كلمة الأمريكية.

وهذه الكلمة تعني أن كل من يتحرك بل كل من يصيح تحت وطأة أقدام اليهود سيسمى ، أن كل من يصيح غضبًا لله ولدينه، غضبًا لكتابه، غضبًا للمستضعفين من عباده الكل سيسمون ، ومتى ما قيل عنك: أنك إرهابي؛ فإن هناك من يتحرك لينفذ ليعمل ضدك على أساس هذه الشرعية التي قد وُضِعَت من جديد.

نحن نختلف عن أولئك، نحن نمتلك شرعية إلهية قرآنية، ونقعد عن التحرك في سبيل أداءها، وفي التحرك على أساسها، ونرى كيف أن أولئك يحتاجون هم إلى أن يؤصِّلوا من جديد، وأن يعملوا على أن يخلقوا شرعية من جديد، ثم متى ما وُجِدت هذه الشرعية فإنهم لا يقعدون كما نقعد إنهم يتحركون، أوليس هذا هو ما نشاهد؟ لقد تبدل كل شيء، لقد تغير كل شيء فنحن من نقعد والشرعية الإلهية موجودة، وهم من يتحركون على غير أساسٍ من شرعية فيُشَرِّعُون ويُؤصِّلُون ثم يتحركون ولا يقعدون.

إن علينا - أيها الإخوة - أن نتحدث دائمًا حتى لا نترك كلمة بمعناها الأمريكي أن تترسخ في بلادنا، أن تسيطر على أذهان الناس في بلادنا، أن تسبق إلى أذهان الناس، علينا أن نحارب أن تترسخ هذه الكلمة، لأن وراء ترسخها ماذا؟ وراء ترسخها تضحية بالدين، وتضحية بالكرامة وبالعزة وبكل شيء. حينئذٍ سيُضرب أي عالم من علمائنا سيقاد علماؤنا بأقدامهم إلى أعماق السجون، ثم يعذبون على أيدي خبراء اليهود، الذين يمتلكون أفتك وسائل التعذيب على أساس ماذا؟ . فيكون الناس جميعًا هم من أصبحوا يسلمون بأن كلمة هي كلمةٌ مَن أُطلقت عليه - بحق أو بغير حق - هو من يصبح أهلًا لأن يُنَفِّذ بحقه من؟ المسلمون أو من؟ الأمريكيون أو عملاؤهم ما يريدون عمله فيعذبون علماءنا.

وكل من يصرخ ليعيد الناس إلى العمل بكتاب الله هو أيضًا إرهابي، وكل من يدرس الناس في مدرسة علوم القران هو أيضًا عندهم إرهابي، أي كتاب يتحدث عن أن الأمة هذه عليها أن تعود إلى واجبها، أو تستشعر مسؤوليتها هو أيضًا إرهابي.

#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم


#الإرهاب_والسلام


ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي


بتاريخ: 8/3/2002م


اليمن - صعدة


الله أكبر


الموت لأمريكا


الموت لإسرائيل


اللعنة على اليهود


النصر للإسلام