موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

والله سبحانه وتعالى قال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه:124) هو أعمى في الدنيا وأعمى في الآخرة، لا يستطيع أن يصل إلى حل، ولا يهتدي إلى حل، ولا يهتدي إلى ما فيه عزّ له وشرف ورفعة وقوة، هذا هو ما تعاني منه الأمة.

ونحن إذا ما تعلمنا على هذا النحو إذا ما تعلم الإنسان وازدادت معرفته على هذا النحو يستطيع أن يكون مؤثرا، يستطيع أن يكون مؤثرا في الآخرين، يستطيع الناس أن يجعلوا من أنفسهم أمة يكون لها دورها، يكون لها أثرها، يكون لها فائدتها العظيمة بالنسبة للدين وبالنسبة لعباد الله.

الله سبحانه وتعالى عندما أمر الناس لم يأمر الشخصيات الكبيرة أو يأمر أصحاب رؤوس الأموال فقط خاطب الناس جميعا، خاطبنا نحن هؤلاء الذين نقول: أليس هكذا نقول؟ لكن لماذا يخاطبنا الله؟ هو لم يخاطبنا إلا وهو يعلم أن باستطاعتنا أن نعمل شيئا وإلا لكان من تحميل ما لا يطاق.

فالإنسان قد يردُّ على الله هو يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} لكن لو سألت أي واحد منا عن أول الآية هل أنت من الذين آمنوا؟ لقال: نعم. مَنْ الذي يمكن أن يقول: لا؟

إذًا الله يقول لك كواحد من بقية المؤمنين: {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} أنت في هذه الحالة تتعامل مع الله تعاملا يدل على جهلك بالله، يدل على أن الله ليس له مكانة في نفسك.

أنت يجب أن تفهم أنه بمجرد أن يقول: {كونوا أنصارًا لله} أنه لا يأمرنا أن نكون أنصارا له إلا وهو يعلم أن باستطاعتنا أن نكون أنصارا له وهو يعلم الغيب، أليس هو الذي يعلم الغيب؟ يعلم الغيب والشهادة هو عالم بكل الوسائل التي يمكن أن نستخدمها فنكون أنصارا لدينه، هو عالم وهدانا فعلا إلى الطريقة التي يمكن من خلالها أن نؤهل أنفسنا حتى نكون أنصارا له وأنها كلها بمتناولنا.

الله لا يأمر الناس بشيء إلا وهو في متناولهم أن يعملوه إما مباشرة أو في متناولهم أن يهيئوا أنفسهم لأن يصلوا إلى العمل به وإلا لكان من تكليف ما لا يطاق والرحيم لا يكلف الناس بما لا يطيقون أبدا

 



محياي ومماتي لله


دروس من هدي القرآن


ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي


29/8/2003م


اليمن – صعدة