موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

كانت خسارة حمزة تعتبر خسارة رهيبة؛ لأنه - حقيقة - أعظم خسارة على الأمة هي عظماؤها، أيُّ أمة تخسر أيَّ خسارة أخرى يمكن أن تعوَّض، كوارث طبيعية تتعرض للمساكن، أو للمزارع، أو لأي شيء آخر، لكن العظماء هم إذا ما فقدوا خسارة لا تعوض، فكان حمزة يعتبر خسارة كبيرة جدًا.

من أين جاءت هذه الخسارة؟ هل الخسارة على النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وحده أم خسارة على الكل؟ كانت خسارة على الكل؛ لأن أولئك الذين تثاقلوا - كما قال الله عنهم - تنازعوا، وفشلوا، وعصوا، استحقوا أن يؤدبوا، استحقوا أن يؤدبوا فعلًا، والأدب يأتي عامّ؛ لأن الآخرين سكتوا، ألم ينزل هؤلاء من الجبل والآخرون يشاهدونهم؟ لم يتكلموا، عندما يسكت الناس فالسكوت أحيانًا يعبر عن الموقف الجماعي، فيكون الكل مستحقون للعقوبة.

والقرآن الكريم أكد على أن العقوبات تحصل في الدنيا، وأي عمل يعمله الناس العقوبة هنا تكون مفاجئة، عندما مال المشركون مالوا وفاجأوا المسلمين، وهم يجمعون الغنائم، كانت هزيمة منكرة للمسلمين حقيقة، كانت هزيمة منكرة، وبقي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مع مجموعة من أهل بيته، ومن خواص أصحابه، بقيوا يدافعون عنه، والمشركون شمتوا بالنبي (صلوات الله عليه وعلى آله) حتى قال قائلهم: ، قالوا: إن أبا سفيان قال: .

فكانت ضربة شديدة، الله قال عنها وهو يذكر القصة هذه - لأن غزوة أحد لم يكن فيها نصر للمسلمين حقيقة، النتيجة النهائية لم يكن فيها نصر، لكن كان فيها دروس كثيرة مهمة ما تزال مسطرة إلى الآن، وما يزال المسلمون بحاجة إليها إلى الآن.

 



دروس من هدي القرآن


دروس من عزوة أحد


ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي


بتاريخ: ذو الحجة 1422هـ


جبل الرماة -المدينة المنورة