موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

 

ونحن العرب لا نفهم، وهذه هي بساطتنا، وهذا هو ما جعلنا ضحية لليهود، نحن من دائمًا نضع حدًا لأعمال المفسدين، ونضع حدًا للفساد.. أنه إنما سيصل إلى هنا فقط، ولا نعلم بأن الفساد لا ينتهي، أن الفساد لا حد له، أن الفساد لا يتوقف عند نقطة معينة، أن الظلم والباطل لا يتوقف عند نقطة معينة. من الذي كان يتصور أن بالإمكان أن تصل بنا الحال إلى أن نُمْنَع في مساجدنا من ترديد مثل هذا الشعار؟ أوليس الأمر قد وصل إلى ذلك؟ لقد عُمم هنا في اليمن على المساجد ألا يتحدث الناس فيها عن أمريكا، وكنا نحن لا نتصور إلا أنه فقط مُنع في الحج.

عندما جاء المنع في الحج تجاوب المسلمون ولم يكونوا يهتموا بأن عليهم أن يقفوا موقفًا يجعل أولئك ييئسون من أن باستطاعتهم أن يوقفونا عن أداء الواجب الإلهي الملقى على عواتقنا نحن العرب في مثل قوله تعالى {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ} (آل عمران: من الآية110) لكنا هكذا قلنا لا بأس في الحج. بعد الحج ما الذي حصل؟ منع في المساجد، فقلنا: لا بأس فالمساجد هي للعبادة، كما قال أولئك: . سنقول نفس الشيء: .

هل المساجد أعظم من القرآن الكريم؟ القرآن الكريم مليء بتلك الآيات التي تلعن الظالمين، وتلعن الفاسقين، وتلعن اليهود والنصارى من مثل هذه الآية {لُعِنَ الَّذينَ كَفَروا مِن بَني إِسرائيلَ عَلىٰ لِسانِ داوودَ وَعيسَى ابنِ مَريَمَ ۚ ذٰلِكَ بِما عَصَوا وَكانوا يَعتَدونَ} (المائدة:78).

قلنا: (لا بأس المساجد ليست لهذا هي للصلاة)؛ لأننا أصبحنا لا نفهم دور المساجد، ولا دور الصلاة.

ثم بعد ذلك سيقولون لنا: . وهكذا سنرى أنفسنا نطارد، نطارد ونحشر إلى زاوية ضيقة.

ما الذي انقلب في هذا الموضوع؟ هم يحشرونا إلى زاوية ضيقة مظلمة لا نرى فيها النور، ولا نتحدث عن النور، ولا نصل بالنور إلى قيد أنملة في هذا العالم، وهم من يتحركون، هم من يقولون، بدل أن نتحدث عن الجهاد يتحدثون هم عن .

وإنني أقول: إن علينا أن نتحدث عن كلمة ؛ لأن كلمة هي الآن محارَبة بعينها، يُوضع ويرسخ بدلًا منها كلمة ، فإذا كان الله أراد من الجهاد أن تكون كلمة شرَّف بها ذلك الصراع الذي كان العرب يتعودون عليه، ألم يكن العرب متعودين فيما بينهم على القتال على التناحر؟ سمَا بالعرب لأن الإسلام جاء شرف للعرب {وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ} (الزخرف: من الآية44).

 



دروس من هدي القرآن


الإرهاب والسلام


ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي


بتاريخ: 8/3/2002م


اليمن صعدة