التمكين.. السِّـرُ العجيب
موقع أنصار الله ||مقالات ||يوسف المقدم
أصبح كُـلُّ العالَمِ يتفحَّصُ هذا السِّرَّ، الذي لطالما عجز المفكِّرون عن كشفه، وعجز الباحثون عن بحثِه، يقولُ اللهُ في كتابه الكريم: (أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ، إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ).
هل تعلم مَـا هو ذلك السرُّ العجيب؟
هو سِرُّ التمكين والنصر.
لأَنَّ هذه الكراماتِ لن يحقّقَها الإنسانُ العادي مهما كان؛ ولن تحقّقَها تكنولوجيا العصر وتقدُّمُ الاكتشافات والخططُ والمهارات، كُـلُّ تلك لن تحقّقَ هذا السرَّ العجيب.
بما أن تلك التكنولوجيا الحديثة لن تحقّقَ هذا السرَّ وتكشفه، إذن من سيحقّق هذا السر ويكشفُه؟
كشفُ ذلك السر ونجاحُ تحقيقه هو مهمةٌ كبيرةٌ وتكليفٌ إلهي لا ينالُ ذلك الشرفَ غيرُ رجال الله المؤمنين، من جعلهم اللهُ أفضلَ عباده وفضلَهم على سائر الناس.
(لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأموالهِمْ وَأنفسهِمْ، فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأموالهِمْ وَأنفسهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً، وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا).
عظمة كبيرة نالها المؤمنون، ليست تلك العظمة برعاية صاحب السمو أَو مجلس الأمن أَو الدول العشر.
هذه العظمةُ هي من مَلِكِ السماوات والأرض، مَن له العظمةُ والكِبرياءُ والعزة والنصر لمن نصره.
ومن سِرّ تلكم العظمة الإلهية للمؤمنين أحداثٌ كثيرةٌ شهدها التاريخ، وَمن أبرز تلك الأحداث حادثة كربلاء، وكيف سعى أولياء الشيطان للقضاء على النور وإطفائه ومسح معالمه والقضاء على سفينة النجاة (عترة آل البيت)، لكن أراد الله إتمام نوره ونصر دينه وإكمال نعمته.
وإلى واقعنا المعاصر كربلاء العصر حدث ما حدث في كربلاء الطف، ومحاولة مسح ما حاول مسحَه أشياعهم الأولون، لكن لم يرد الله ذلك رغم تلك القدرات والتطورات والاستراتيجيات الحديثة وتعدد الشياطين، ورعاية أمريكية بأيد صهيو سعوديّة وعمالة داخليه، برغم ما بذله العملاء كانت السعوديّة تتهم النظام الظالم بعدم الجدية للقضاء على الحسين وخمسة من طلابية المستضعفين.
وتحَرّك النظام العميل، واستخدمَ كُـلّ قواه لتنفيذ ما يملى عليه من شياطينه للقضاء على الحسين ومسح معالم الدين الإلهي، برغم ذلك لم يطفأ النور، وَارتقى الحسين شهيداً وَنال منزلةً ما نالها أحد، فكان بجوار ربه مبيتاً.
وَحمل الرايةَ أبو جبريل وسار بها صاعقاً بالموت للأمريكي وحمل مشروعاً إلهياً وتكليفاً ربانياً.
فاستاء الشيطان وحشد خَيْلَه ورَجْلَه فشكل تحالفاً عربياً بقيادة السعوديّة ورعاية صهيونية أمريكية.
وتخبط الشيطان وقصف ودمّـر وَحاصر ومارس أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني المؤمن طيلة تسعة أعوام.
ورغم تلك الجهود التي بذلها الشيطان الأصغر كان الشيطان الأكبر يتهمه بالتواطؤ وعدم الجدية للقضاء على هذا المشروع
فسلّم المواجهةَ الشيطانُ الأصغر لشيطانِه الأكبر؛ فلم يحقّقْ شيئاً بل خسر وتورَّط وانهارت قواه.
وسلّم اللهُ مفتاحَ البحر لأبي جبريل ولم يسلِّمْه قط إلا لموسى -عليه السلام- ليغرقَ فرعون ومَلَئِهِ ويمكِّن لموسى في الأرض ويريَ فرعونَ وجنودَه ما كانوا يحذرون.