موقع أنصار الله - متابعات – 12 ذو القعدة 1446هـ
قالت متحدثة باسم جامعة كولومبيا في نيويورك، يوم الجمعة، إن الجامعة علّقت دراسة عشرات الطلاب ومنعت خريجين وآخرين شاركوا في مظاهرة مؤيدة لفلسطين وضد حرب الإبادة على قطاع غزة داخل المكتبة الرئيسية للجامعة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقد وضعت المؤسسة التابعة لرابطة اللبلاب في مانهاتن أكثر من 65 طالبًا تحت التعليق المؤقت، ومنعت 33 آخرين، بمن فيهم طلاب من مؤسسات تابعة مثل كلية بارنارد، من دخول الحرم الجامعي.
وبحسب موقع كولومبيا الإلكتروني، فإن التعليق المؤقت يعني عمومًا أن الطالب لا يمكنه الحضور إلى الحرم الجامعي أو حضور الصفوف الدراسية أو المشاركة في أنشطة جامعية أخرى. ورفضت الجامعة الإفصاح عن مدة سريان الإجراءات التأديبية، مشيرة فقط إلى أن القرارات لا تزال قيد التحقيق.
كما مُنع عدد غير مُعلن من الخريجين الذين شاركوا في الاحتجاج من دخول أراضي الجامعة، وفقًا لما ذكرته كولومبيا.
وقد اعتُقل نحو 80 شخصًا على صلة بالمظاهرة التي جرت، مساء الأربعاء، في مكتبة باتلر التابعة للجامعة. وقالت الشرطة إن معظمهم يواجه تهم التعدي على ممتلكات الغير، في حين قد يواجه البعض الآخر تهم السلوك غير المنضبط.
وقد اقتحم المحتجون، الذين كانوا يضعون الأقنعة والكوفية الفلسطينية، المبنى بعد تجاوزهم عناصر الأمن الجامعي، ورفعوا أعلامًا فلسطينية ولافتات أخرى على رفوف الكتب.
وقد فرّقت شرطة مدينة نيويورك، المزودة بخوذ ومعدات واقية، المظاهرة بناءً على طلب من مسؤولي الجامعة، الذين نددوا بالاحتجاجات بوصفها "تعطيلًا فاضحًا" للطلاب الذين يدرسون ويستعدون للامتحانات النهائية.
وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن مكتبه سيراجع وضع التأشيرات للمشاركين في الاستيلاء على المكتبة لاحتمال ترحيلهم.
وقد سحبت إدارة ترامب بالفعل التمويل الفيدرالي واحتجزت طلابًا دوليين في جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات الأميركية المرموقة بسبب تعاملها مع احتجاجات الطلاب ضد الحرب في غزة.
وكانت قد كشفت جامعة كولومبيا الأميركية، التي خفضت إدارة الرئيس المجرم دونالد ترامب تمويلها الفدرالي بسبب ما شهدته من احتجاجات طلابية ضد الحرب على غزة، ومزاعم بمعاداة بعض المتظاهرين للسامية، عن حزمة سياسات جديدة، في منتصف آذار الماضي، في محاولة لاسترضاء الرئيس.
وكانت أنشطة الحركة الطلابية في جامعة كولومبيا في مقدمة الاحتجاجات، التي كشفت عن انقسام عميق بين الأميركيين بشأن حرب غزة. ووصف الناشطون الطلاب احتجاجاتهم بأنها إظهار دعم للشعب الفلسطيني، في حين ندد ترامب بها، واعتبرها معادية للسامية.
وخفض الرئيس 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي لجامعة كولومبيا، متهماً المؤسسة الأكاديمية بعدم توفير الحماية الكافية للطلاب اليهود من المضايقات. وأعلنت جامعة كولومبيا، الجمعة، عن "تحسينات في إجراءاتنا التأديبية"، بالإضافة إلى إلزام المتظاهرين بالتعريف عن أنفسهم عند اعتراضهم، حتى لو كانوا يضعون أقنعة، كما فعل كثيرون خلال ذروة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
كما أعلنت عن توسيع فريقها الأمني، بما في ذلك توظيف 36 ضابطا يملكون صلاحية إبعاد أو اعتقال كل من يخالف قوانين الجامعة. وفي الوثيقة التي أصدرتها تحت عنوان "تعزيز عملنا لمكافحة التمييز والمضايقة ومعاداة السامية في كولومبيا"، أعلنت الجامعة عن تحديث سياساتها لمكافحة هذه التصرفات، التي يتعرض لها الطلاب والمجموعات، وإنشاء مكتب لتلقي الشكاوى بشأنها. وجاء في الوثيقة إن هذه السياسات "سوف تتضمن تعريف معاداة السامية، كما أوصى به فريق العمل المعني بمعاداة السامية في جامعة كولومبيا في آب/أغسطس 2024".
وبالإضافة إلى خفض الميزانية الفدرالية لجامعة كولومبيا، استهدف مسؤولو الهجرة زعيم الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، محمود خليل. واعتُقل خليل، الطالب في كولومبيا من أصول فلسطينية، والمقيم الدائم في الولايات المتحدة، من قبل ضباط الشرطة، حيث جرى احتجازه في لويزيانا، والتهديد بترحيله. وكانت الرئيسة الانتقالية لجامعة كولومبيا، كاترينا أرمسترونغ، قد أقرت في بيان صدر مؤخراً بأن التعليم الجامعي يمر بـ"لحظة حرجة".
وبدعم أمريكي يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.