موقع أنصار الله - متابعات - 13 ذو القعدة 1446هـ
قالت قناة كان العبرية اليوم الأحد ، أن مصر قررت تأجيل تعيين سفير جديد لدى "إسرائيل"، فيما رفضت في الوقت نفسه اعتماد أوري روثمان سفيراً "إسرائيليا" جديداً في القاهرة، خلفاً للسفيرة أميرة أورون التي أنهت مهامها في صيف 2024، وذلك من دون تحديد موعد بديل.
وتعد هذه الخطوة مؤشراً واضحاً على حالة الجمود العميق التي تمر بها العلاقات بين مصر كيان العدو الإسرائيلي في ظل استمرار العدوان الصهيوني على غزة منذ أكتوبر 2023، وموقف القاهرة الرافض بشدة للسياسات "الإسرائيلية في القطاع.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد" أن الحركة الدبلوماسية السنوية التي تعدّها وزارة الخارجية المصرية لتعيين السفراء في عدد من العواصم، صدرت من دون تعيين سفير جديد في "تل أبيب"، خلفاً للسفير السابق خالد عزمي، الذي أنهى مهامه منذ أشهر وعاد إلى ديوان الوزارة دون أن يُعيّن بديل له حتى الآن.
وظل السفير طارق دحروج ضمن أبرز المرشحين لتولي المنصب في دورة 2025 حين كان يشغل منصب مدير إدارة ليبيا في ديوان وزارة الخارجية، والمعروف بخبرته في الملفات الإقليمية الحساسة، غير أن القرار النهائي اتجه نحو تعيينه الأسبوع الماضي سفيراً لمصر في باريس بدلاً من "تل أبيب".
وأكدت المصادر أن قرار التجميد يرتبط مباشرة بـ"استمرار السياسات العدوانية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتصاعد الخلافات بين مصر و "تل أبيب" بشأن إدارة الحرب، والتصعيد المستمر في رفح"، التي تُعد من الملفات الأكثر حساسية بالنسبة للأمن القومي المصري.
وشهد قصر الاتحادية في مارس الماضي مراسم تسلُم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أوراق اعتماد 23 سفيرا جديدا لدى القاهرة، يمثلون دولاً عربية وأجنبية مختلفة، غير أن اللافت كان خلو القائمة من اسم سفير كيان العدو "الإسرائيلي" الجديد أوري روثمان، رغم انتهاء مهام السفيرة السابقة أميرة أورون منذ نحو ثمانية أشهر.
ووفق مصادر دبلوماسية مصرية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن عدم اعتماد روثمان يرتبط مباشرة باستمرار العدوان على قطاع غزة، وتراجع "إسرائيل" عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم برعاية مصرية وقطرية، فضلا عن إصرار حكومة كيان العدو "الإسرائيلي" على تنفيذ مخططات تهجير واسعة للفلسطينيين.
وأكدت المصادر أن هذا "لا يعني بالضرورة تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية، لكنه يعكس موقفاً سيادياً له أبعاده السياسية والرمزية".
قال رخا أحمد حسن، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، لـ"العربي الجديد" إن تصاعد العدوان الإسرائيلي في غزة والضفة يجعل من غير المقبول سياسيًا تعيين سفير مصري جديد لدى إسرائيل أو الحديث عن "تعزيز التعاون" في ظل الجرائم اليومية والانتهاكات المستمرة.
وأوضح أن تأجيل تعيين السفير يعكس موقفا مصريا واضحًا يشترط التزام "إسرائيل" بعملية السلام ووقف عدوانها، كشرط أساسي لأي علاقة طبيعية. وأضاف أن السياسات الإسرائيلية اليمينية، من حصار وتجويع غزة إلى هدم المخيمات في الضفة، تُظهر نية لتصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي يمتد لسوريا ولبنان واليمن، في انتهاك لسيادة دول المنطقة.
في سياق متصل، رأى المحلل أيمن سلامة في تصريح لـ"العربي الجديد" أن تأخير مصر في اعتماد سفيرها الجديد لدى إسرائيل يعكس رسالة سياسية وقانونية واضحة، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين. وأوضح أن تعيين السفراء يُعد من صميم السيادة الوطنية، ويُمارس وفقاً لتقدير المصلحة، وليس وفق معايير قانونية ملزمة.
وأشار سلامة إلى أن التأخير لا يعني قطع العلاقات، بل يخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، مع استمرار قنوات الاتصال. واعتبر أن الخطوة تأتي في سياق معاهدة السلام، التي تفترض وجود تمثيل فعّال، وأن التوترات الأخيرة – كالتصعيد في غزة وملف محور صلاح الدين – تُفسَّر في القاهرة كمخالفات للمعاهدة، ما يدفع مصر لاستخدام أدوات دبلوماسية، أبرزها تأجيل تعيين السفير، كوسيلة ضغط ورسالة احتجاج.