موقع أنصار الله - متابعات – 14 ذو القعدة 1446هـ

قال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي إن "المفاوضات لإطلاق سراح الجندي الأسير عيدان ألكسندر، والتي أدارها مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من وراء ظهر "إسرائيل"، تحقّق فوائد واضحة لحركة حماس وهي تحصل على فرصة ثانية لتكون طرفًا مباشرًا في الحوار مع الولايات المتحدة  دون وساطة "إسرائيلية" مما يمنحها شرعية وقدرة أفضل على "التلاعب" المباشر بالإدارة الأميركية، حتى على حساب مصالح "إسرائيل""، على حدّ تعبيره.

وأضاف: "عدم إشراك "إسرائيل" في مفاوضات إطلاق سراح الجندي، الذي يحمل الجنسية الأميركية، يعكس انعدام ثقة الإدارة الأميركية بحكومة "إسرائيل"، لكن صرخات الغضب في الإعلام والجمهور "الإسرائيلي" على أن "الولايات المتحدة لم تعد تُحسب حسابًا لـ"إسرائيل"" هي في رأيي مبالغ فيها. بل يمكن القول إن هذه الخطوة الأميركية، التي جاءت برعاية مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تُعتبر خطوة صحيحة ومرغوبة "خارج الصندوق"، كونها تسمح بإعادة تحريك المفاوضات المتعثّرة بشأن إطلاق سراح الأسرى والتوصل إلى صيغة متفق عليها لـ"اليوم التالي" في قطاع غزّة بعد انتهاء القتال".

وأردف يشاي: "وفقًا لكل المؤشرات، فإن النية الأميركية من خلال تشجيع الوسطاء وموافقة حماس، هي أن إطلاق سراح عيدان ألكسندر سيكون بمثابة "كاسر الجليد" — ومن بعده ستُستأنف المفاوضات حول خطة ويتكوف، ومنها إلى صفقة شاملة تؤدي إلى تحرير جميع الأسرى مقابل وقف إطلاق نار طويل الأمد ينهي الحرب"، مشيرًا إلى أنّه "إذا سارت الأمور بهذا الاتّجاه، فقد أحسنت الولايات المتحدة حين اتّخذت إجراءً قد لا يتماشى مع البروتوكول الدبلوماسي تجاه "إسرائيل"، وربما حتّى يُضعف مكانة حكومة نتنياهو على الساحة الدولية، لكنّه قد يجعل عملية "عربات جدعون" العسكرية غير ضرورية — وهي العملية التي يُفترض أن تبدأ خلال أيام بعد انتهاء جولة ترامب في الشرق الأوسط".

وتابع: "إذا كان بالإمكان تحرير الأسرى وتحقيق نزع التهديد من حماس دون عملية عسكرية إضافية، فذلك هو الخيار الأفضل، لا سيما في ظل النقص والتآكل في صفوف جنود الاحتياط"، لافتًا إلى انّه "من هذا المنطلق، يمكن لـ"الاسرائيليين"، وخاصة حكومة بنيامين نتنياهو، أن يبتلعوا الإهانة بل وحتى يرحبوا بالخطوة الأميركية، التي إذا ما قادت فعلًا إلى مفاوضات جدية وضغط فعلي من الوسطاء على حماس، قد تُثبت أنها نعمة نزلت علينا".

ورأى الكاتب الصهيوني "أنه لن يكون من الممكن الحكم على الخطوة الأميركية إلا بعد عدة أسابيع أو أشهر – وذلك بحسب نتائج المفاوضات طويلة الأمد واستقرارها بين "إسرائيل" وحماس، بوساطة مصر وقطر وتحت إشراف مباشر من الولايات المتحدة، والتي من المرجّح أن تبدأ هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل"، مشيرًا إلى أنّه "من المبكر إطلاق صرخات الألم أو الاحتفالات، ويجب الاعتراف بأن الأميركيين تحركوا في وضع لم تكن فيه الحكومة "الإسرائيلية" الحالية — لأسباب داخلية ونتيجة لتركيبتها الائتلافية — قادرة على اتّخاذ خطوات، سوى من خلال الجانب العسكري".

وخلص رون بن يشاي: "من الممكن أن تسمح هذه المفاوضات لنتنياهو بالادّعاء أمام بتسلإيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بأنه لم يكن هو من قام بالتنازلات المطلوبة لتحرير الأسرى، بل أن الأميركيين فرضوها عليه"، وختم "من المبكر القفز إلى الاستنتاجات أو إلصاق صفات سلبية بهذه الخطوة الأميركية المفاجئة وربما المهينة إلى حد ما لحكومة "إسرائيل" أو كما يحب الرئيس ترامب أن يقول: "We shall see what will happen" — سنرى ما الذي سيحدث".

وبدعم أمريكي، يرتكب "جيش" العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.