موقع أنصار الله - متابعات – 16 ذو القعدة 1446هـ

اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، اساس الفوضى في منطقة غرب آسيا بانه يعود إلى دعم أميركا للمافيا الصهيونية، قائلاً: "ان الكيان الصهيوني يعمل كقوة وكيلة لأميركا في المنطقة، وإيران تطالب بفرض عقوبات سياسية واقتصادية وتسليحية عليه".

وقال قاليباف في كلمة ألقاها الأربعاء في المؤتمر البرلماني التاسع عشر للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي تستضيفه العاصمة الإندونيسية جاكرتا: إن هذه القمة تشكل فرصة ثمينة لمراجعة الإنجازات الماضية ورسم آفاق جديدة لمزيد من التقارب من أجل تحقيق أهداف الأمة الإسلامية. ويتعين علينا أن نعترف بصدق بأن هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به لاستغلال إمكانات الدبلوماسية البرلمانية في معالجة تحديات العالم الإسلامي.

وفي إشارة إلى حقبة غير مسبوقة من التحديات المتزايدة والتوترات والتغيرات والتطورات السريعة وارتفاع الرسوم الجمركية وتغير المناخ والأزمات البيئية وانهيار التجارة العالمية والتحريض على الحرب وانعدام الأمن، وحتى الإبادة الجماعية المستهدفة في العالم، قال: "الآن، تواجه فرضية وجود نظام دولي قائم على القانون شكوكًا خطيرة، والثقة في المؤسسات الدولية في أدنى مستوى لها على الإطلاق".

 

جرح فلسطين القديم يتجلى في جسد الأمة الإسلامية مع أزمة غزة

واستشهد رئيس مجلس الشورى الإسلامي بمثال واضح لهذه التحديات في فلسطين، قائلاً: "إن الشعب الفلسطيني المظلوم يعاني من أطول وأخطر احتلال عرفه التاريخ المعاصر. إن جرح فلسطين القديم ، مع أزمة غزة، أصبح أكثر وضوحاً من أي وقت مضى على جسد الأمة الإسلامية.

وأضاف قاليباف: "في هذه الأرض (قطاع غزة)، نحن لا نواجه حربًا، بل إبادة جماعية شاملة يفرضها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة من خلال القصف الأعمى للمناطق المدنية وتدمير خطوط إمداد المساعدات الإنسانية والجوع وعدم توفر المياه والسجن والإرهاب والتعذيب والتشريد والتهجير القسري".

 

الكيان الصهيوني يعمل كقوة وكيلة لأميركا في المنطقة

وأكد أن العالم يعلم أن كل هذه الأمور هي جرائم ضد الإنسانية، وقال: "لكن ردود الفعل ليست رادعة ومتناسبة، وهذا الكيان الذي يقوم على مبادئ الاحتلال والإبادة الجماعية والتمييز العنصري، أصبح الآن المصدر الأهم لعدم الاستقرار والتهديد للعالم الإسلامي. وبطبيعة الحال، الجميع يعرف أن هذه المافيا الإجرامية غير قادرة على ارتكاب هذا المستوى من الوحشية دون الضوء الأخضر من أميركا. في واقع الأمر، يعمل الكيان كوكيل للولايات المتحدة في المنطقة.

وقال رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "هنا أود أن أشكر جميع الشعوب الحرة في العالم في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا، وجميع الشعوب الإسلامية التي تقف إلى جانب شعب غزة وفلسطين. إن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني هو واجب إنساني وأخلاقي وديني تجاه شعب له الحق، كغيره من شعوب العالم، في العيش بأمن وحرية واستقرار".

وأضاف قاليباف: "الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن الإسلام والإنسانية والسعي إلى العدالة. والآن، في خضم الحزن الناجم عن القتل الجماعي لشعب غزة، يجب على أعضاء هذا الاتحاد البرلماني المهم أن يستخدموا تعاونهم العملي لإجبار الكيان الصهيوني على وقف الإبادة الجماعية المستهدفة. واليوم تتجه أنظار أطفال ونساء غزة نحو قرار دولنا الإسلامية" لافتا الى انه "اليوم يمر شريان الحياة والاقتصاد للكيان الصهيوني عبر بعض الدول الإسلامية".

 

علينا أن نرغم الكيان الصهيوني على إنهاء حصار غزة

وأضاف رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "لقد حان الوقت للدول الإسلامية لاتخاذ قرار جماعي لإرغام الكيان الصهيوني على إنهاء حصار غزة".

وأضاف قاليباف: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة من الدول الإسلامية بشأن الحظر السياسي والاقتصادي والتسليحي على الكيان الصهيوني، والاعتراف بوقوع جرائم الحرب والإبادة الجماعية والفصل العنصري في فلسطين، والملاحقة القضائية لقادة هذا الكيان في المحافل الدولية.

وأكد: "نعتقد أن الحل الديمقراطي لحق تقرير المصير الفلسطيني وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس واستحصال آراء جميع أبناء الشعب الفلسطيني عبر استفتاء شعبي بعد ضمان حق العودة للفلسطينيين".

 

كلمات ترامب الليلة الماضية تظهر أنه يعيش في الوهم

وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى أن سبب الفوضى في منطقة غرب آسيا هو دعم النظام الأميركي للمافيا الصهيونية، وقال: "في مواجهة هذا الاحتلال والجريمة، لجأت شعوب المنطقة إلى المقاومة".

وأوضح قاليباف أن تصريحات الرئيس الأميركي الليلة الماضية أظهرت أنه يعيش في وهم، وذكّر: "ننصحه بأن يفتح عينيه ويرى الحقيقة الواضحة وهي أن مكان المقاومة هو في قلوب الشعب. ويكفي أن نقول إن المقاومة الفلسطينية لا تزال تتمتع بأعلى شعبية بفارق كبير في آخر استطلاع للرأي بين سكان غزة والضفة الغربية، بعد عام ونصف من القصف".

وأضاف: "في الانتخابات الأخيرة، اختار الشعب اللبناني، بعد فترة طويلة من الضغوط الاقتصادية والعسكرية، خيارات المقاومة في البلديات بأغلبية ساحقة".

وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي: "بدلا من القلق بشأن الوضع الداخلي في إيران، يجب على الرئيس الأمريكي أن يفكر في حقيقة أنه أصبح صاحب الرقم القياسي لأكبر انخفاض في شعبية رئيس في الولايات المتحدة. لن ينسى الشعب الإيراني دور النظام الأميركي في انقلاب عام 1953 (ضد حكومة محمد مصدق الوطنية)، ودعم أميركا لصدام خلال الحرب على إيران والتي استمرت 8 سنوات، واستهداف طائرة الركاب فوق مياه الخليج الفارسي، واغتيال (الشهيد سليماني) القائد الوطني الإيراني في مكافحة إرهاب داعش ، وعشرات الجرائم الأخرى.

 

رسالة المقاومة وصلت أيضًا إلى الجامعات الأمريكية

وأكد قاليباف أن النظام الأميركي مارس أقصى الضغوط على إيران العزيزة، وأضاف: "لكن الثورة الإسلامية في إيران ضيقت المجال أمام نظام الهيمنة أكثر فأكثر يوما بعد يوم، لدرجة أن رسالة المقاومة وصلت حتى إلى جامعاتهم، ما أجبرهم على طرد الطلاب وخفض ميزانيات الجامعات".

واعتبر كلام ترامب صدى لسياسات أدت بمنطقتنا إلى انعدام الأمن لسنوات، قائلا: "إيران ليست داعية للحرب، لكنها ليست مستسلمة أيضا. نحن إخوة مع جيراننا ونعارض مساعي الأميركيين لإثارة الفتنة في المنطقة لتغذية مبيعات الأسلحة".

وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى أن "الجميع يعلمون أن إيران لم تمتلك ولا تسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية. سيتم بناء الأمن الإقليمي من خلال التعاون بين البلدان الإقليمية، بغض النظر عن تدخل البلدان من خارج المنطقة".