||صحافة||
بالتزامن مع جولة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الخليج، كثّفت قوات صنعاء عملياتها العسكرية في عمق الكيان الإسرائيلي بشكل لافت، وذلك في مسعى منها لعزل الكيان عن العالم جواً. وتعرّضت "إسرائيل" لأكثر من هجوم يمني منذ بداية جولة ترامب، أدّت إلى توقف نشاط مطار «بن غوريون» في "تل أبيب" لساعات. وضاعفت زيادة وتيرة الهجمات اليمنية المخاطر المترتبة على شركات الطيران العالمية، والتي لا تزال تنظّم رحلات من الكيان وإليه، ودفعت البعض منها إلى وقف أو إلغاء رحلاتها اليومية، فيما مدّدت أخرى قرارها بوقف الرحلات، والذي كانت قد اتخذته في وقت سابق.
وفيما تعمل صنعاء ضد العدو براحة أكبر في ضوء اتفاقها مع واشنطن على وقف الهجمات المتبادلة، فإنها باتت تعتبر أن العمليات ضد الكيان صارت أكثر جدوى، ويمكن أن تحقّق نتيجة أسرع في دفعه إلى وقف حربه الوحشية على قطاع غزة. وفي هذا الإطار، أكّد مصدر عسكري مطّلع في صنعاء، لـ«الأخبار»، اعتزام القوات المسلحة اليمنية مضاعفة عملياتها ضد مطار «بن غوريون» حتى وقف الحركة الملاحية في المطار بشكل كلي، على غرار وقف الحركة الملاحية في "ميناء إيلات" "الإسرائيلي" الواقع على البحر الأحمر.
وأشار إلى أن الهجمات الثلاثة الأخيرة التي استهدفت المطار في غضون 24 ساعة، حملت أكثر من رسالة إلى العدو، أكّدت فيها صنعاء أن قرار حظر الملاحة الجوية سيُنفّذ بالقوة، وأن التهديد اليمني ضد المطار مستمر في كل ساعة. وأضاف المصدر أن صنعاء تسعى لتعميق أزمة النقل الجوي إلى الكيان، بهدف إجبار العدو على وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات، مشيراً إلى أن استخدامها في خمس عمليات هجومية طاولت مطار «بن غوريون» منذ مطلع الشهر الجاري، صواريخ باليستية، يؤكد أن هجماتها المقبلة الأكثر إشغالاً للعدو ستكون عبر استخدام طائرات مُسيّرة لمنع هبوط أو إقلاع أي طائرة من المطار.
سُجّل تراجع في عدد المسافرين من «بن غوريون» وإليه بما بين 26% و30%
وكانت عمليات قوات صنعاء السابقة ضد المطار أدّت إلى أزمة شديدة في قطاع النقل الجوي "الإسرائيلي"، ونتج منها تراجع عدد المسافرين من المطار بنسبة وصلت إلى ما بين 26% و30%، وتراجع عدد الرحلات الجوية من المطار وإليه بنسبة 34%. ووفقاً لصحيفة «غلوبس» "الإسرائيلية"، فإن 19 شركة طيران أجنبية أوقفت رحلاتها إلى "إسرائيل" حتى الآن، بسبب الهجمات التي طاولت المطار، وفي ظل حالة من عدم اليقين باستئناف الرحلات مرة أخرى.
ومع تصاعد الهجمات اليمنية، عدّلت شركات الطيران الأجنبية، والتي سبق أن أعلنت تعليق رحلاتها إلى إسرائيل لفترات قصيرة من يوم أو يومين، سياستها، وأرجأت موعد العودة إلى فترات غير محدّدة لانعدام الأمن الجوي. وأشارت «غلوبس» إلى أن بيانات هيئة مطارات "إسرائيل" أظهرت أن حركة السفر عبر «بن غوريون» شهدت انخفاضاً حاداً، حيث تراجع متوسط عدد المسافرين يومياً إلى 50 ألفاً فقط.
وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، بدورها، بأن الخطوط الجوية الكندية أعلنت تمديد إلغاء رحلاتها من مطار «بن غوريون» وإليه حتى أيلول المقبل، بعد أن كان مقرّراً أن تعود في حزيران. كما أكّدت «القناة 12» أن شركة الطيران العملاقة «ريان إير»، ألغت رحلاتها إلى "إسرائيل" حتى 3 حزيران، وأن تصاعد الهجمات اليمنية على مطار بن غوريون، أدّى إلى إلغاء الآلاف من التذاكر "الإسرائيلية".
ووفقاً لخبراء اقتصاد في صنعاء، فإن أثر حظر الملاحة الجوية في إسرائيل سيطاول الصناعة والسياحة وعدداً من القطاعات الاقتصادية والإنتاجية "الإسرائيلية"، خاصة أن «بن غوريون» يُعد مركزاً رئيسياً للملاحة الدولية والشحن الجوي من "إسرائيل" وإليها، وعبره يتم تصدير معظم المنتجات الإسرائيلية وخاصة المنتجات التكنولوجية والدوائية ذات القيمة العالية.
رشيد الحداد: الاخبار اللبنانية