موقع أنصار الله - فلسطين - 18 ذو القعدة 1446هـ

أدى عشرات آلاف المصلين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رغم حصار العدو الصهيوني مدينة القدس والبلدة القديمة، ومنع العشرات من الشبان الوصول إلى المسجد.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، أن عشرات آلاف المصلين أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، والغائب على أرواح شهداء قطاع غزة والضفة الغربية.
وأفاد مراسل وكالة "صفا"، بأن قوات العدو فرضت حصارًا حول مداخل مدينة القدس، وخاصة حي الشيخ جراح بالتزامن مع ما يسمى "عيد الشعلة" اليهودي.
وأشار، إلى أن قوات العدو أغلقت مداخل حي الشيخ جراح، ونصبت الحواجز الحديدية، وتمركزت القوات بكثافة في الشارع الرئيس الواصل بين شمال القدس ووسطها.
ولفت إلى أن قوات العدو انتشرت في محيط البلدة القديمة بالقدس وبواباتها، وأوقفت العشرات من الشبان وفحصت هوياتهم، ومنعت آخرين من دخول البلدة القديمة للوصول إلى المسجد الأقصى.
وقال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ خالد أبو جمعة، "نحن في زمن تقلب فيه الحقائق قلباً وتسمى بغير أسمائها وتصور بصورة مختلفة لا تعبر عن حقيقتها أبداً، وهي أداة في يد الجلادين الظلمة تزييف وتزوير للحقائق والوقائع، أدوات في أيديهم لتبرير الظلم والقهر والمكائد والمؤامرات على أفعالهم، ونتيجة لهذه الأخلاق السيئة والسلوكيات الشائنة وتعاطي الجائر مع الوقائع والأحداث والكيل بأكثر من مكيال".
وأضاف أبو جمعة: "ساعدت هذه الثنائيات الشائنة الظالمة على تغيير الحقائق بل طمسها، وأخطرها انتشار لغة المساواة بين الجلاد والضحية والظالم والمظلوم والقاتل والمقتول، وغير ذلك من ثنائيات لا تعد ولا تحصى، وما خفي أعظم وأجرم، وهو دليل على فساد كثير من مؤسسات العالم اليوم".    
وتابع: "ومن أشهرها ما أطلق عليها زوراً وبهتاناً بحقوق الإنسان، فالأمر مكشوف مفضوح وأصبح يدرك عاره وقبحه القاسي والداني، والقريب والبعيد، حتى أن فوح رائحته النتنة أزكمت أنوف الشرفاء من الناس".
وأردف أبو جمعة قائلًا: "فإذا قتل شخص ما من دين ما في مكان ما تقوم الدنيا ولا تقعد، وسائل الإعلام تحلل والساسة يستنكرون ويشجبون والمؤسسات الدولية تقف على قدم واحدة قلقلة مضطربة".
وأكمل: "بينما في بلادنا في فلسطين، وما يحدث فيها بالمدن والقرى والبلدات والمخيمات من تهجير وهدم للبيوت والبنية التحتية، ومن قتل للنساء والشباب والشيوخ، وما يقع على المدارس والمستشفيات ودور العبادة من خراب ودمار، والذي يأتي على المكان بأكمله ولا يستثني بشراً ولا حجراً، ولا يرحم طفلاً صغيراً ولا يوقر شيخاً كبيراً، ولا يرأف بإمرأة ضعيفة على مرأى ومسمع من العالم، ولا يحرك هذا العالم ساكنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله".
وأكد أبو جمعة، أن "واقعنا اليوم بكل ما فيه من نكبات وويلات قد سهل على صناع أفلام الرعب والخيال العلمي مهمته، إذ سيجدوننا مادة دسمة من غير عناء واصطناع، وكل هذا جاهز وما عليهم إلى أن يقصوا من مشاهدنا وأحداثنا ويلصقوا".
وفي الخطبة الثانية، شدد أبو جمعة، على أن "التاريخ الإسلامي للمدينة المقدسة وفلسطين المباركة، تاريخ مشرق نحن أمة ذات عراقة وتاريخ وحضارة جذورنا ضاربة في هذه المدينة المقدسة، وفي هذه الأرض المباركة، كشجرة الزيتون موحدة لا شرقية ولا غربية، أصلها ثابت وفرعها ثابت في السماء، ماضيها عز وسيادة وحاضرها مرتبط بماضيها قدوة وأسوة ، تاريخ كان فيه الأنبياء قادة والمؤمنون والمسلمون سادة".
وقال: "لقد حظيت مدينة القدس بمكانة مرموقة في التاريخ الإسلامي والإنساني، لم تساويها في ذلك أي مدينة، تميزت بخصوصية نالتها من تفردها بالبعد الروحي المرتبط بالزمان بالمكان والزمان والإسلام، دلالة على قداستها وعظمتها، وبهذه القداسة والمكانة نظر المسلمون إلى القدس ومسجدها الأقصى المبارك، على أنه جزء من عقيدتهم، فشدوا إليه الرحال وأحرموا منه للحج والعمرة".
وأكد قائلًا: "لذلك سيظل بيت المقدس بمسجده الأقصى في قلب ووجدان كل مسلم، وستظل علاقتهم به علاقة دينية عقائدية حضارية عميقة، وهذه الحقائق التاريخية تثبت أن هوية بيت المقدس إسلامية، وأن الادعاءات التي تصدر من هنا وهناك بملكيته محض افتراءات وأباطيل لا أصل لها".