موقع أنصار الله - متابعات - 24 ذو القعدة 1446هـ
شهدت الضفة الغربية المحتلة، فجر اليوم الخميس، تصعيدا خطيرا من قبل قوات العدو الصهيوني والمستوطنين، شمل عمليات تفجير منازل واقتحامات واعتداءات على الممتلكات والمقدسات الإسلامية، وسط استمرار التوترات الميدانية.
في قرية باقة الحطب شرق قلقيلية، فجرت قوات العدو الصهيوني منزل عائلة عبد الغني، بحجة أن نجل العائلة، سلطان العلي، هو منفذ عملية "كدوميم" التي أدت إلى مقتل مستوطن في أغسطس 2024.
وأفادت مصادر محلية أن قوات العدو الصهيوني داهمت القرية، وحاصرت المنزل، ثم زرعت المتفجرات وفجّرته بعد إخلاء العائلات المجاورة. وقد نُشر لاحقاً مقطع فيديو جوي يوثق لحظة التفجير.
وفي بلدة بروقين غرب سلفيت، اقتحمت قوات العدو الصهيوني منزل عائلة الشهيد نائل سمارة، وأخذت قياساته تمهيدا لهدمه. وكان سمارة قد استشهد برصاص العدو قبل أيام خلال اقتحام البلدة، في إطار التصعيد الإسرائيلي المستمر شمال الضفة.
في سياق مواز، أقدم مستوطنون متطرفون على إحراق مركبة ومدخل مسجد "أبو بكر الصديق" في بلدة عقربا جنوب نابلس. ووفقاً لرئيس البلدية، صلاح جابر، فقد أحبط إغلاق المسجد بإحكام محاولة إحراقه بالكامل، لكن الحادث أسفر عن احتراق مركبة قريبة وخط شعارات عنصرية على جدران المسجد.
وأكد جابر أن بلدة عقربا تتعرض لاعتداءات متكررة، تتضمن تجريف أراضٍ ومصادرة نحو 25 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين، إلى جانب محاولات توسعة الاستيطان في المنطقة.
وفي نابلس، اقتحم مئات المستوطنين فجر الخميس "قبر يوسف" شرق المدينة، وسط حماية مشددة من قوات العدو الصهيوني التي انتشرت في المنطقة الشرقية واعتلت أسطح المباني.
ومنع العدو الصهيوني الفلسطينيين من دخول سوق الخضروات وبعض الشوارع في محيط المقام. ويزعم الاحتلال أن القبر مقدس لليهود، في حين يؤكد الفلسطينيون أنه وقف إسلامي يعود تاريخه لما يزيد عن 200 عام وفق الوثائق العثمانية.
هذا التصعيد المركب يعكس تدهور الأوضاع الأمنية في الضفة، وسط تزايد سياسة العقاب الجماعي، والاعتداءات المنظمة من قبل المستوطنين على الفلسطينيين ومقدساتهم.
30 تجمعا نزح قسرا تحت إرهاب المستوطنين
قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن إرهاب ميليشيات المستوطنين المدعوم من المؤسسة الرسمية في الكيان الغاصب، أدى إلى تهجير أكثر من 30 تجمعا بدويا، تضم 323 عائلة، من أماكن سكنها إلى مواقع أخرى. وكان آخر هذه التجمعات، تجمع "مغاير الدير" الواقع بين قريتي دير دبوان ومخماس شرق رام الله، والذي يضم 25 عائلة مكونة من 124 فردا.
وأوضح رئيس الهيئة، مؤيد شعبان، في بيان صحفي اليوم الخميس، أن تصاعد إرهاب المستوطنين، لا سيما من خلال إقامة مبانٍ استيطانية داخل التجمع، وما تبعه من ترويع وتهديد مستمر للسكان، دفع الأهالي صباح اليوم إلى مغادرة المكان، ليضاف ذلك إلى سلسلة الجرائم المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب في ظل غطاء الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة.
وأشار شعبان إلى أن سياسة التهجير القسري التي تتعرض لها التجمعات البدوية تحمل دلالات خطيرة، إذ تتبع سلطات العدو الصهيوني نهجا منهجيا لفرض بيئة قهرية طاردة من خلال الاعتداءات المتكررة، والتهديدات، والحرمان من الموارد الأساسية كالرعي، والمياه، والخدمات، في محاولة لتفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
وبدعم أمريكي، يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.. كما يشن الكيان الصهيوني عدوانا واسعا على الضفة الغربية والقدس المحتلتين.