||صحافة||
هدّدت صنعاء بتوسيع عملياتها ضد إسرائيل، متوعّدة إياها بـ«صيف ساخن»، بعد استهداف طيران العدو، أمس، مطار صنعاء الدولي، وتدميره الطائرة المدنية الأخيرة التي كانت تُستخدم لنقل المرضى اليمنيّين إلى مطار الملكة علياء في الأردن، والحجّاج من كبار السن إلى مطار جدة. ونُفّذ العدوان الجديد بعد دقائق على وصول رحلة قادمة من الأردن تحمل على متنها أكثر من 170 مريضاً من اليمنيين، ما يشير إلى أنه تم وفقاً لمعلومات استخباراتية، علماً أن الطائرة بقيت في مكانها - خلافاً للمعتاد - من أجل نقل دفعة جديدة من الحجّاج إلى مطار جدة.
وباستهداف الناقلة الوحيدة التي بقيت من العدوان الإسرائيلي السابق في أواخر نيسان الماضي على المطار، تم حرمان أكثر من 1400 من الحجّاج كبار السن، كانوا ينتظرون دورهم للانتقال جوّاً إلى جدة، تمهيداً للتوجه منها إلى مكة. وأعلنت شركة «الخطوط الجوية اليمنية» المالكة للطائرة، في بيان، أن الاستهداف جاء قبل لحظات من صعود الحجّاج إلى الطائرة، مشيرة إلى أن هذه الأخيرة تم تدميرها بشكل كلّي، مؤكدة توقف جميع رحلاتها من مطار صنعاء حتى إشعار آخر.
ورأى مراقبون في صنعاء أنّ استهدافاً أخّر طائرة مملوكة لـ«الخطوط اليمنية»، بعدما استهدف الكيان ثلاث طائرات في عدوانه السابق، ما سيدفع بقوات صنعاء إلى مضاعفة عملياتها ضد مطار «بن غوريون» في تل أبيب. وكان قد أكد قائد حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، اعتزام الحركة مضاعفة عملياتها في عمق الكيان. وقال في محاضرة له عشية عيد الأضحى، إن «العدوان (الجديد) يأتي في إطار محاولات العدو الإسرائيلي لاستعادة صورة الرّدع التي فقدها»، مضيفاً إن ما جرى «لن يؤثّر على موقف صنعاء المساند لقطاع غزة، بل سيعزّز هذا الموقف ويضاعف الإسناد».
العدوان سيدفع قوات صنعاء إلى مضاعفة عملياتها ضد مطار «بن غوريون»
وبدوره، زار رئيس «المجلس السياسي الأعلى» الحاكم في صنعاء، مهدي المشاط، مطار صنعاء في أعقاب العدوان، وتوعّد الكيان بـ«صيف ساخن»، مؤكداً أن «المجرم بنيامين نتنياهو لن يستطيع أن يحمي الصهاينة من صواريخنا القادرة على الوصول إلى هدفها، ولن تكون الملاجئ آمنة». وهدّد المشّاط بـ«مفاجأة قادمة مؤلمة»، واعداً بأن «مطار صنعاء سيعود إلى نشاطه».
وأشار إلى أن «دفاعاتنا الجوية قادرة على التعامل مع طائرات أف - 35، وما كان يمنعنا هو اختبارها بالقرب من طيران مدني»، داعياً «جميع شركات الطيران الدولية المستمرة في الوصول إلى مطار اللد المسمى إسرائيلياً بن غوريون إلى وقف رحلاتها إليه كونها معرّضة إلى خطر الاستهداف». كما دعا المسافرين حول العالم إلى «تجنّب الركوب على متن الطائرات المتوجّهة إلى مطار بن غوريون»، باعتباره واقعاً تحت عقوبات اليمن وغير آمن.
ومن جهتها، أبدت الأمم المتحدة مخاوفها من تأثير العدوان الإسرائيلي على الملف الإنساني. واعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في منشور على منصة «إكس»، أن «العدوان الأخير على صنعاء يفاقم الوضع الهش أصلاً في اليمن والمنطقة». ودعا إلى «العودة إلى حوار يمني بدعم إقليمي، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة».
أما الحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، فحاولت استغلال الحادثة، محمّلة حركة «أنصار الله» مسؤولية تدمير أسطول الطيران المدني. وزعمت في بيان لها أن «الحركة تسبّبت بتدمير أربع طائرات مدنية تقدّر قيمتها السوقية بنحو 130 مليون دولار»، إلا أنها لم تُدن العدوان الإسرائيلي، وهو ما قوبل بردّ فعل ساخط من قبل نشطاء يمنيّين ذكّروا تلك الحكومة بوقوفها وراء التحريض على ضرب مطار صنعاء وموانئ الحديدة ومؤسّسات الدولة كافة بذريعة استخدامها من قبل «أنصار الله».
رشيد الحداد: الاخبار اللبنانية