الخبير العسكري راشد: الدفاعات الجوية اليمنية سجلت تطورا ملحوظا وغير مسبوق في اعتراض الطائرات المعادية.
الخبير العسكري شمسان: اليمن أسس معادلة جديدة في المواجهة مع الدول الغربية بقيادة أمريكا.

 

 

موقع أنصار الله - محمد المطري

تسجل العمليات العسكرية اليمنية ضد كيان العدو الإسرائيلي تزايدًا ملحوظًا من حيث النوع والكم.

وتهدف القوات اليمنية من خلال استهداف العمق الإسرائيلي بشكل متكرر إلى ترسيخ معادلة فرض الحصار الجوي والبحري ردًا على التصعيد الإجرامي في قطاع غزة.

ويساعد القصف المتواصل للمغتصبات الصهيونية في زيادة الضغط على كيان العدو، وتعميق الانقسامات الداخلية بين المغتصبين، نتيجة فشل المنظومات الدفاعية في التصدي للصواريخ اليمنية.

بينما تمطر الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة المغتصبات الصهيونية متجاوزة أنظمة الدفاع المختلفة. يواجه العدو الإسرائيلي صعوبة كبيرة في الرد على الهجمات، ما يعكس تآكل استراتيجيته في الردع.

في ظل العشرات من العمليات النوعية اليمنية التي أدت إلى تدمير بعض المرافق الحيوية لدى العدو مثل ميناء "إيلات" وآثار سلبية أخرى لمطار الّلد وميناء حيفا، يسعى كيان العدو الإسرائيلي لاستعادة هيبة الردع من خلال استهداف مطار صنعاء وميناء الحديدة مرتين متتاليتين.

ويشير الخبراء والمحللون العسكريون إلى أن الغارات العدائية الإسرائيلية على اليمن تأتي في إطار محاولة استعراض القوة بهدف تهدئة المغتصبين الصهاينة، وإيهام حلفائه من دول الخيانة والتطبيع بأنه لا يزال قويًا وقادرًا على الرد عسكريًا.

تصريحات المجرم نتنياهو التي هدد فيها بالرد بشكل مضاعف على الهجمات من اليمن تتنافى تمامًا مع الواقع، حيث تتناقض مع أقوال القادة العسكريين الذين أوضحوا أن أي عملية هجومية ضد اليمن ستستلزم كيان العدو الإسرائيلي تكاليف مالية مرتفعة، ومدة زمنية أطول تتجاوز الأربعة أيام.

وعلى الرغم من العوائق المالية والجغرافية التي يواجهها العدو الإسرائيلي في كل محاولة هجومية يخطط لها ضد اليمن، يُبرز استهدافه المتكرر لمطار صنعاء وميناء الحديدة عجزه وإفلاسه في مواجهة القدرات العسكرية اليمنية.

دفاعات متطورة تحمي السيادة الوطنية

من جهة أخرى فإن تصريحات الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بشأن التعامل مع الطائرات الإسرائيلية من طراز F-35، ووعوده بإسقاطها وتحويلها إلى موضوع سخرية أمام العالم، تظهر إنجازا نوعيا يضاف إلى سجل الإنجازات المتزايدة للقوات المسلحة اليمنية.

وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير العسكري العميد عزيز راشد أن تصريحات المشاط التي تحدد طرق أعمال العدوان التي يستخدمها كيان العدو الإسرائيلي خلال غاراته العدوانية على البلاد، وتحذيره لشركات الطيران المدنية من استخدامها، تدلّ على أن القوات اليمنية قد وضعت خطة دفاع استراتيجية تساهم في حماية الأجواء الوطنية، ما يعرض طائرات العدو للخطر.

وفي حديث خاص لموقع أنصار الله، يدعو عزيز راشد شركات الطيران المدنية التي تتبع المسارات المحددة في العمليات اليمنية إلى الابتعاد عن هذه المسارات حرصًا على سلامتها.

ويصف تصريحات المشاط بالمبّشرة والمطمئنة لكل اليمنيين، مؤكدا أن الدفاعات الجوية اليمنية سجلت تطورا ملحوظا وغير مسبوق في مجال اعتراض الطائرات العدائية، لافتا إلى أنه من المتوقع نجاح الدفاعات الجوية اليمنية في تحييد طائرات العدو إف35 وطائرات بي تو القاذفة، وهي أحدث ما يملك العدو من الطائرات الحربية.

تتوافق توقعات راشد مع ما تم تداوله في وسائل الإعلام الأمريكية من تصريحات حول تزايد قدرات الدفاع الجوي في اليمن، ونجاحها في تتبع طائرات إف 35، وإعاقة تنفيذ المهام من قبل الطائرات القاذفة.

ويشير راشد إلى أن امتلاك اليمن لأنظمة دفاع جوي متطورة يمنحها حصانة أكبر في مواجهة التهديدات المحتملة من قبل أي جهة معادية في العالم، مشدداً على أن هذه الدفاعات تعزز سيادة اليمن وتفتح أمامه مزيداً من الفرص للقيام بعمليات هجومية ضد الأعداء.

اليمن مصدرُ نفوذ إقليمي

وفقاً للأسس العسكرية المتعارف عليها عالمياً، تكمن قوة النفوذ الدولي في قاعدتين رئيسيتين هما: استراتيجية الردع المطلق، وحماية سيادة الدولة.

وبالنظر إلى التصريحات المعادية، مثل أمريكا و"إسرائيل"، حول صعوبة المواجهات في اليمن، والتي وُصفت بأنها الأكثر ضراوة منذ الحرب العالمية الثانية، يمكن القول إن اليمن أصبح فاعلاً إقليمياً له تأثير دولي يصعب تجاهله.

وفي هذا السياق، يؤكد الخبير العسكري العميد مجيب شمسان أن اليمن استطاع، بفضل الله، أن يُسقط الهيمنة الأمريكية والصهيونية والغربية على حد سواء.

ويشرح -في تصريح إعلامي له- أن تمكن اليمن من بناء معادلة جديدة في المواجهة مع الدول الغربية تحت قيادة أمريكا يفقد كيان العدو الإسرائيلي الحماية الغربية التي اعتمد عليها منذ احتلاله الأراضي الفلسطينية وحتى الآن.

يعتبر البعض أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن وقف عدوانها على اليمن جاء كمفاجأة كبيرة للكيان الصهيوني، ما أصابه بالإحباط. ويشير هؤلاء إلى أن الجهود الصهيونية لاستعادة الردع قد باءت بالفشل أمام القدرات العسكرية اليمنية المتطورة.

وعند النظر في توسيع نطاق العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ونجاحها في استهداف العديد من الأهداف الحيوية والاستراتيجية، يتضح أن القوات اليمنية قادرة على الوصول إلى مختلف أماكن الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يسهم في زعزعة استقرار المغتصبات الصهيونية، ما يؤدي إلى هروب المستثمرين ورؤوس الأموال.

 

أسلحة استراتيجية جديدة

تستمر القدرات العسكرية اليمنية في التطور والنمو، حيث تمثل الصواريخ اليمنية تحديًا كبيرًا للكيان، خصوصا بعد تصريحات وزارة الدفاع والإنتاج الحربي الأخيرة التي تشير إلى امتلاكها صواريخ ذات رؤوس حربية متعددة وانشطارية، ما يمثل تهديدًا إضافيًا لهذا الكيان نظرًا لقدرتها العالية على إصابة الأهداف المعادية.

وبناءً على ذلك، تتعمق أزمة الكيان الإسرائيلي مع تصاعد العمليات العسكرية تجاهه، ما يجعل رهاناته في مواصلة العدوان على قطاع غزة تحمل آثارًا سلبية متزايدة على الكيان نفسه.

ويظهر أن الخيار الأمثل لنجاة الكيان الصهيوني من العمليات النوعية اليمنية هو الاستجابة لمطالبها المشروعة بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

بشكل عام، فإن كشف القوات المسلحة عن أسلحة جديدة بين الفينة والأخرى يعزز مصداقية تصريحات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حيث يؤكد على حدوث تطور مستمر في القدرات العسكرية اليمنية، بما يفاجئ العدو بطرق غير مسبوقة في التاريخ.