قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن الغارات الإسرائيلية على اليمن لا تردع الجيش اليمني عن مواصلة عملياته المساندة لغزة، مشيرة إلى أن الهجمات اليمنية تسبب أضراراً اقتصادية ومعنوية جسيمة لإسرائيل، وأن وقف إطلاق النار في غزة هول الحل الأسهل لوقف هذه الهجمات".
ونشرت الصحيفة، اليوم الأربعاء، تقريراً، جاء فيه أن “الهجمات التي شنّها سلاح الجو الاسرائيلي على أهداف مثل ميناء الحديدة وحتى مطار صنعاء، لا تردع الحوثيين”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “منذ 7 أكتوبر 2023، أطلقت قوات صنعاء نحو 250 صاروخاً باليستياً وطائرة مسيرة على إسرائيل، بمعدل هجوم واحد كل يومين تقريباً”.
وقالت إن “الصواريخ التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية تسببت في أضرار جسيمة، سواء على المستوى الاقتصادي، مثل الصاروخ الذي أصاب طريق الوصول في مطار بن غوريون وأدى إلى تعليق رحلات معظم الشركات الدولية، أو على مستوى الروح المعنوية الوطنية التي تضررت عندما اضطر ملايين الإسرائيليين مراراً وتكراراً للهروب إلى الملاجئ والمناطق المحمية”.
وفيما يتعلق بالحملة الأمريكية ضد اليمن، ذكرت الصحيفة أنه “في مرحلة ما، أمرت إدارة ترامب "إسرائيل" بالتوقف عن الرد على الهجمات من اليمن، ووعدت بأن تتولى القيادة العسكرية الأمريكية معالجة المشكلة، ولكن في الواقع لم تهتم الولايات المتحدة إلا بمصالحها الخاصة، وتوصلت واشنطن إلى تفاهم يقضي بتوقف الحوثيين عن مهاجمة السفن الأمريكية، مقابل توقف الجيش الأمريكي عن مهاجمة اليمن”.
وأضافت: “لقد تم استبعاد إسرائيل من المعادلة، والخطوة الأحادية التي اتخذتها إدارة ترامب تركت "إسرائيل" وحيدة في مواجهة صواريخ الحوثيين”.
ونقلت الصحيفة عن حاييم تومر، المسؤول الكبير السابق في جهاز الموساد الإسرائيلي، قوله إن “الهجمات الإسرائيلية على اليمن تستهدف مجموعة من الأهداف المهمة، ولكنها ليست حاسمة”.
وأضاف: “بالنسبة لإسرائيل وكذلك الولايات المتحدة، ليس من السهل ضرب أهداف عسكرية في اليمن مثل قواعد الصواريخ ومواقع الإطلاق، لأنه ليس من السهل تحديد مواقع هذه الأهداف، فقد بنيت داخل الجبال وفي أعماق الأرض”.
وقال إنه من أجل تحديد مثل هذه الأهداف “يتطلب الأمر تواجداً ميدانياً عن طريق بناء شبكة من العملاء والمساعدين الذين يقدمون المعلومات، ويُمكّنون سلاح الجو من الوصول إلى الأهداف وضربها”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن “إسرائيل تبذل بالفعل جهوداً لجمع معلومات استخباراتية من شأنها تحسين قدرة الجيش الإسرائيلي على ضرب الأهداف العسكرية لكن هذه عملية طويلة، وستستغرق وقتاً لتنضج”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “بناء بنية تحتية استخباراتية تسمح باغتيال قادة الحوثيين سيستغرق أيضاً بعض الوقت”.
وذكرت الصحيفة أن “بعض مسؤولي المخابرات الغربيين الذين التقوا مع ممثلين يمنيين في الماضي طرحوا فكرة استهداف مزارع القات في اليمن”، مشيرة إلى أنه “من المحتمل أن يثور السكان المحليون على قيادة الحوثيين إذا تم استهداف القات، وفي هذه الحالة، سيُجبر الحوثيون على التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل وهو: التوقف عن تدمير محصول القات مقابل وقف إطلاق النار”!!!
واعتبر التقرير أن “الطريق الأبسط بالطبع لكبح جماح الحوثيين هي وقف إطلاق النار في غزة، وقد أوضح الحوثيون مراراً وتكراراً أنه إذا توقفت الحرب، فسيتوقفون عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل”.
ونقل التقرير عن المسؤول السابق في الموساد حاييم تومر قوله: “الجميع يدرك أنه ما دامت استراتيجية إسرائيل هي النصر الكامل، أي رفض إنهاء الحرب وإعادة الرهائن، فسيواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ”.
وأضاف: “الحقيقة هي أن إسرائيل لا تستطيع إخضاع الحوثيين وحدها بحل عسكري.. ويجب على إسرائيل أن تطالب بعدم تكرار الاتفاق الأمريكي الأحادي الجانب مع الحوثيين، الذي تركها وحيدة، وعلى إسرائيل أن تطالب بأن أي اتفاق نووي جديد توقعه إدارة ترامب يجب أن يتضمن وقف إطلاق النار من اليمن”.