نشرت صحيفة The Jewish Independent العبرية تقريراً فضحت فيه حجم العجز الذي يعيشه كيان العدو أمام تصاعد عمليات الدعم اليمني للشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدةً أن اليمن تحول إلى كابوس يومي يضرب عمق الكيان المحتل رغم بُعد المسافة بين الجبهتين بأكثر من ألفي كيلومتر.

وأوضح التقرير أن قوات الجيش اليمني نفذت منذ انطلاق معركة الطوفان أكثر من 350 عملية هجومية ضد العمق الصهيوني باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى شل ميناء "إيلات" الاستراتيجي ودفعه نحو الإفلاس الكامل بفعل تعطل حركة التجارة الآسيوية عبر البحر الأحمر.

وكشف التقرير أن التصعيد اليمني لم يتوقف عند حدود "إيلات"، بل أعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية مؤخراً أن ميناء حيفا في عمق البحر الأبيض المتوسط سيكون الهدف القادم للضربات الصاروخية اليمنية في حال استمرار العدوان الصهيوني على غزة.

وأشار التقرير إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية شلّت كذلك الحركة في مطار "بن غوريون" الدولي، حيث أصابت الصواريخ الباليستية البنية التحتية للمطار مباشرةً، وأحدثت حفراً عميقة في مرافقه الحساسة، وهو ما أدى إلى انسحاب أكثر من 14 شركة طيران دولية من السوق الإسرائيلي، بينها شركات أوروبية كبرى مثل لوفتهانزا وراين إير، محدثةً أضراراً اقتصادية قدرت بمليارات الدولارات".

ورغم محاولات كيان العدو تنفيذ غارات جوية على الأراضي اليمنية، اعترفت الصحيفة أن هذه الهجمات لم تحقق أي تأثير ملموس في قدرات اليمنيين ولا في إرادتهم الصلبة التي تزداد تصاعداً وثباتاً كلما طال أمد العدوان.

وحاول التقرير تصوير العقيدة الإيمانية لأنصار الله كعقبة رئيسية أمام قدرة العدو على إضعافهم أو دفعهم للتراجع، معترفاً بأن ثبات العقيدة والإيمان المطلق بعدالة القضية جعل من اليمنيين خصماً عصياً على الانكسار.

وأكد التقرير العبري أن البنية العسكرية المتطورة للجيش اليمني  تطورت بشكل مذهل خلال سنوات العدوان الأمريكي السعودي، حيث باتت تمتلك قدرات صاروخية متقدمة وطائرات مسيرة وأنظمة بحرية متطورة أعادت رسم خارطة التوازنات في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وجعلت من اليمن قوة إقليمية مؤثرة يصعب تحييدها.

وفي إشارة إلى مأزق العدو، أقر التقرير أن إنهاء العمليات اليمنية مرهون بإيقاف العدوان الصهيوني على غزة، وهو ما أعلنه اليمن مراراً عبر قيادته الثورية والعسكرية، مبيناً أن صنعاء التزمت بوقف مؤقت لإطلاق الصواريخ أثناء سريان الهدنة السابقة، لكنها عادت للتصعيد بعد أن خرق العدو الصهيوني وقف إطلاق النار واستأنف عدوانه على قطاع غزة.

وفي ختام التقرير، أشار الإعلام العبري إلى أن "تل أبيب" باتت عاجزة عن فتح جبهة مواجهة مباشرة مع اليمن، محذراً من أن أي مغامرة ضد إيران ستدفع الكيان المحتل إلى عزلة دولية أعمق في ظل اعتماد مصيري على الدعم الأمريكي الذي يتزعزع مع تغير مواقف الإدارة في واشنطن.

وأكدت الصحيفة أن المستوطنين سيضطرون للتعايش مع صافرات الإنذار اليومية وتكرار سقوط الصواريخ في عمق الأراضي المحتلة، مع أملهم اليائس في قدرة منظوماتهم الدفاعية على التصدي للضربات، وهو ما لا يمكن ضمانه أمام تصاعد القدرات اليمنية ودقتها.