موقع أنصار الله - متابعات - 16 ذو الحجة 1446هـ
في خطوة تعد الأولى من نوعها على المستوى الدولي، أحالت السلطات القضائية في بيرو رسمياً قضية تتعلق بجرائم إبادة جماعية ارتكبها جندي صهيوني في قطاع غزة إلى المدعي العام لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه الخطوة بناء على شكوى تقدمت بها "مؤسسة هند رجب لحقوق الإنسان"، تتهم فيها الجندي، الحامل لجنسية مزدوجة، بالمشاركة في تدمير أحياء مدنية وبنية تحتية خلال العدوان الصهيوني على غزة بين عامي 2023 و2024.
وبحسب تقارير صحفية، فإن المؤسسة قدمت أدلة موثقة بالصوت والصورة ومصادر استخباراتية، تتهم الجندي الذي خدم في فيلق الهندسة القتالية بـ"جيش" العدو الصهيوني، بـ"المشاركة المباشرة في تنفيذ سياسة الأرض المحروقة ومحو أحياء بأكملها"، معتبرة أن هذه الوحدة العسكرية كانت من الأذرع الأساسية في تحويل مناطق مدنية بغزة إلى أماكن "غير صالحة للعيش".
هذه الخطوة البيروفية تمثل تطورا ملموسا في سياق الولاية القضائية العالمية، وتؤكد على أن المجتمع الدولي قد بدأ فعلاً في تحريك أدواته لمساءلة المتورطين في الجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين.
ويمثل المؤسسة في هذه القضية المحامي البيروفي البارز خوليو سيزار أربيزو غونزاليس، الذي أكد أن النيابة العامة في بيرو بدأت التحقيق في الأدلة بشكل فعلي، عوضاً عن الاكتفاء بتقييم صلاحيتها للنظر في القضية. وقد تم ذلك في إطار التزامات بيرو الدولية، ولا سيما نظام روما الأساسي والقانون الإنساني الدولي.
وقالت المؤسسة إن القضية لا تندرج ضمن الإجراءات الشكلية أو الرمزية، بل تمثل "بداية حقيقية لمحاسبة قانونية".
وأوضح رئيس المؤسسة دياب أبو جحجاح، أن فتح هذا التحقيق يشكل لحظة مفصلية في كسر دائرة الإفلات من العقاب، مؤكدا أن العدالة ليست خيارا، بل واجب، ورسالة واضحة بأن "مرتكبي الجرائم الدولية لن يتمتعوا بالحماية حتى خارج مناطق النزاع".
وكشفت المؤسسة أنها قدمت طلبات اعتقال لألف جندي صهيوني مزدوجي الجنسية في ثماني دول، دون الكشف عن الأسماء، حرصا على عدم تنبيههم لأي إجراءات قضائية مرتقبة قد تطالهم.
ودعت المؤسسة الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي إلى اتخاذ خطوات مماثلة في حال دخول مشتبه بهم من المتورطين في الجرائم المرتكبة بغزة إلى أراضيها.
يُذكر أن مؤسسة "هند رجب" أُسست في عام 2024، وتحمل اسم الطفلة الفلسطينية هند رجب (6 سنوات)، التي استُشهدت في كانون الثاني/يناير 2024، بعد أن علقت لساعات داخل مركبة في حي تل الهوى بمدينة غزة، بينما كانت قوات العدو الصهيوني تستهدفها وتمنع وصول فرق الإنقاذ إليها، رغم مناشداتها المتكررة عبر الهاتف.
وبدعم أمريكي، يرتكب "جيش" العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.. كما يشن عدوانا شاملا على الضفة الغربية والقدس المحتلتين.