موقع أنصار الله - محمد المطري
لم تمر سوى بضع ساعات على العدوان الصهيوني الغادر ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى تمكنت الأخيرة من استعادة زمام المبادرة في توازن الردع، موجهة سلسلة من الضربات المؤلمة والمتتالية للكيان الصهيوني تحت عنوان عملية "الوعد الصادق 3".
أيام متتالية، والصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيرة تنصبُّ على أراضي فلسطين المحتلة، مستهدفة المنشآت الحيوية والخدمية للكيان الإسرائيلي، لتكون هذه اللحظة شاهدة على قمة الانكسار والهزيمة للمشروع الصهيوني وداعميه من بعض الدول الغربية والعربية المتواطئة، بشكل لم يُشهد له مثيل في التاريخ.
على الرغم من التخطيط الإسرائيلي المسبق للهجوم المفاجئ على إيران ونجاحه في اغتيال القادة العسكريين والعلماء النوويين، إلا أن الجمهورية الإسلامية تمكنت بكفاءة عالية من تجاوز الصدمة، ما أفشل المخطط الإسرائيلي الذي كان يهدف إلى استغلال الحادثة لتدمير القدرات العسكرية الإيرانية بشكل كامل وتأجيج الأوضاع الداخلية عبر تفعيل شبكة الجواسيس.
لا يعتبر الهجوم الصهيوني وليد اللحظة، وإنما نتاج تحضير مسبق جراء الإعداد له منذ سنين طويلة، حيث دأب الكيان منذ وقت مبكر في زراعة جواسيس وخونه في الداخل الإيراني، إضافة إلى شغله الاستخباراتي الدائم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليكتمل مشهد المؤامرة باغتيال القادة العسكريين والعلماء، إضافة إلى استهداف منشآت النووي.
وبحسب الكاتب الصحفي اللبناني حسين الديراني فإن توقيت الاعتداء الصهيوني الغادر أتى بعد تفاديه الخطر من خلال استنزافه المقاومة اللبنانية وإسقاطه لسوريا،
وفي حديث خاص لموقع أنصار الله يفند الديراني الرواية الصهيونية التي تزعم أن الغاية من العدوان على إيران منعها من الحصول على القنبلة النووية، لافتا إلى أن الكيان يحتفظ بأكثر من 200 قنبلة نووية، الأمر الذي يثبت تناقض تلك الرواية.
ويبين أن العدو الإسرائيلي يمعن في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية، دون أن يراعي أيا من القوانين الدولية وحقوق الإنسان التي تتغنى بها دول الغرب.
ويشير إلى أن البلطجة الصهيونية في المنطقة تأتي بدعم أمريكي وغربي كبير للكيان، الأمر الذي يحتم على الدول العربية والإسلامية التكاتف في مواجهة الكيان وإسقاطه.
ويلفت إلى أن الرد الإيراني على الكيان أرعب الصهاينة وحلفاءهم، وأصابهم في مقتل، مؤكدا أن تواصل وتصاعد العمليات العسكرية على الكيان تسهم في تعميق الهزيمة الإسرائيلية وتكريسها إلى الأبد.
ويعتبر العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية فرصة للأخيرة لتأديب الكيان وإلجامه إلى الأبد.
وينوه إلى أن إيران تمتلك الشرعية الكاملة في ضرب الكيان والقضاء التام على قدراته العسكرية، وذلك دفاعاً على النفس، مؤكدا أن على دول العالم التزام الصمت أمام الرد الإيراني على الكيان، أسوة بصمتها المهين والمعيب إزاء المجازر الصهيونية المروعة بحق آهالي قطاع غزة.
ويعتقد أن احتدام المواجهة مع إيران سيشعل المنطقة بالكامل، وذلك بسبب الإصرار الأمريكي على مساندة الكيان، ما يجعل قواعده العسكرية في الخليج عرضة للصواريخ الإيرانية، مؤكدا أن اشتعال المنطقة قد يدفع إيران نحو إغلاق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، وتسريع تخصيب اليورانيوم بأقصى درجاته.
وأمام مشهد الدمار الهائل الذي لحق بالكيان الصهيوني بفعل الصواريخ الإيرانية التي تنهال عليه منذ ثلاثة إيام يتضح للجميع حجم التورط الصهيوني والذي يصفه خبراء ومحللون دوليون بالخطأ الاستراتيجي للكيان.
وحول هذا يصف الناشط الإعلامي العراقي مهدي عبد الصاحب الصواريخ الإيرانية بأنها بداية المؤشر للزوال الحتمي للكيان المؤقت.
وفي حديث خاص لموقع أنصار الله يعتبر عملية "الوعد الصادق3" مصداقاً لما وعد به الإمام علي الخامنئي.
ويوضح أن الغاية من العدوان الصهيوني الغادر على إيران حرفُ الأنظار عن عجز الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه العدوانية في قطاع غزة، لافتا إلى أن العدو الصهيوني يعيش في مرحلة ما قبل السقوط النهائي.
ويصف عبد الصاحب المعركة بين الكيان الصهيوني ومحور المقاومة بالحرب الدينية الخالصة بين الإسلام واليهود وحلفائهم، مؤكدا أن النهاية الحتمية للمواجهة ستكون بالنصر المظفر لأولياء الله والخزي والعار لليهود وعملائهم، واصفا جبهة الإسناد اليمنية والجبهة الإيرانية بأصدق الرايات الحاملة للواء النصر.
يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد اللبناني عمر معربوني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية فاجأت العدو الإسرائيلي من خلال تماسكها واستعادتها توازن الردع.
ويوضح معربوني -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن الاعتداء الصهيوني الغادر على إيران أسس لمرحلة جديدة من المواجهة القائمة بين الطرفين من الصعب إنهاؤها، لافتاً إلى أن تداعيات الحرب ستشمل الطرفين، وقد تمتد لتشمل المنطقة بكلها.
ووفقا لمعربوني فإن امتلاك الكيان الصهيوني للأسلحة النووية يكسبه عنصر الرعب في مواجهة إيران، لافتا إلى أن تفوق الرعب الإسرائيلي سيدفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تغيير فتواها في امتلاك السلاح النووي وأن تستبدل بها تصنيع السلاح النووي، وذلك بهدف تحقيق توازن الردع والرعب على حد سواء في مواجهة الكيان.
وعلى الرغم من المساعي الغربية والصهيونية في ترميم الكيان الصهيوني وتصويره وكأنه قوة ردع خارقة يصعب التغلب عليها، تظل أحداث السابع من أكتوبر من العام 2023م أكبر الشواهد على هشاشة وضعف الكيان المؤقت الذي تهاوى على أيدي المقاومة الفلسطينية، ووجه نداء الإستغاثة لحلفائه الغربيين.
ومنذ ذلك الحدث التاريخي وحتى اللحظة تتوالى الحقائق الكاشفة للغرب والفاضحة للعالم، فعلى المستوى الإنساني تفضح المجازر الصهيونية التنكر العالمي للإنسانية!
وحول هذه الجزيئة يؤكد الناشط السياسي صالح السهمي أن معركة "طوفان الأقصى" غيرت موازين القوى العالمية، إذ إن أمريكا الممثلة للغرب والمسيطرة على العالم سقطت هيبتها في المنطقة على أيدي القوات المسلحة اليمنية.
ويوضح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات اليمنية استطاعت بفضل الله تعالى التغلب على الهالة الغربية برغم فارق الإمكانيات، ليتضح للعالم مدى الرعاية الإلهية التي يقدمها الله لأوليائه.
وفي تعليقه حول تداعيات العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية يؤكد السهمي أن إيران لم تخسر المشروع الذي بني على مواجهة وردع الإمبريالية وقوى الهيمنة والاستكبار العالمي منذ ان تفجرت الثورة الايرانية المباركة التي اقتلعت نظام الشاه وعملاء وادوات أمريكا، واقتلعت جذور السفارة الاسرائيلية واستبدلت بها جذوراً فلسطينية.
ويرى أن الضربات المؤلمة والموجعة التي تلقتها إيران لن تؤثر على نظامها السياسي والعسكري، كونه بني على استراتيجية وطنية شاملة، تعرف كيف تتخذ القرارات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية في ظروف صعبة وأجواء معقده، مستدلا باستراتيجيتها في الثمانينيات إبان العدوان العراقي على الجمهورية الإسلامية، والذي امتد لقرابه عقد من الزمن.
ويلفت إلى أن قوة الردع الإيراني تعكس صلابة وعنفوان النظام الإيراني، مشيرا إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستواصل قصف مواقع الكيان بصواريخ قوية ومؤثرة، تجعل قادة العدو الصهيوني في الملاجئ من شدة الرعب والهلع.