موقع أنصار الله . تقرير |
مع ساعات الفجر الأولى، الانفجارات تعم الكيان الصهيوني من حيفا المحتلة إلى "تل أبيب"، انفجارات مفاجئة دون أن تدوي صافرات الإنذار، دمار هائل، أبنية شاهقة تم تسويتها بالأرض، كذلك كان المشهد في مطار "بن غوريون"، ومركز الأبحاث البيولوجية ومراكز القيادة والتحكم العسكرية التابعة للعدو الإسرائيلي في "تل أبيب" وحيفا المحتلة.
الأهداف التي تم دكها اليوم، مربع سكني في "رمات أفيف"، وهي احدى الضواحي الراقية شمال "تل أبيب"، وقد تم تدميره بالكامل. كما شمل القصف الإيراني "نس تسيونا" التي تقع إلى الجنوب من "تل أبيب" وفيها مركز أبحاث يستخدم لتطوير الأسلحة البيولوجية، بالإضافة لمطار اللد (بن غوروين) ومنطقة حيفا بالشمال. وفقًا لشهادات الفلسطينيين في الضفة الغربية فصوت الانفجارات والاهتزازات هي أقوى بكثير مما اعتادوه خلال الحرب. فيما يؤكد "راديو إسرائيل" أن الصواريخ أصابت بشكل مباشر مغتصبة "نيس تسيونا" جنوب "تل أبيب"، و"رامات جان" في "تل أبيب"، و"كارمل" في حيفا.
معهد" إسرائيل" للأبحاث البيولوجية، هو معهد دفاع "حكومي" يختص بالأبحاث البيولوجية، كالكيمياء الطبية وعلم البيئة، يقع في "نيس صهيونة"، على بعد 20 كيلومتر جنوب "تل أبيب"، وهو مركز سري للغاية ومتخصص في مجال السموم .
أما الإصابة الصاروخية المباشرة في حيفا تحديدا فهي قرب برج "مجمع دان" (Daniel Tower) في قلب منطقة "الهدار" – حيفا، وهو موقع ذو أهمية أمنية بالغة، حيث يضم مقار تابعة للشرطة و"الشاباك "، وعلى مقربة مباشرة من شارع "هرتسل" وشارع "هنسيه" الحيويين. الأخطر من ذلك أن الموقع يبعد أقل من 5 كم فقط عن مجمع المصافي البتروكيميائية (باز – Bazan Group)وهي منشأة تُعد من أهم مراكز الطاقة والصناعة الاستراتيجية في الشمال المحتل، وتضم مصافي نفط ومصانع مواد كيميائية ومشتقات طاقة تخدم عمق الكيان.
قناة آي 24 العبرية ذكرت أن "الجيش" الإسرائيلي فتح تحقيقا في عدم انطلاق صفارات الإنذار في حيفا لحظة الهجوم الإيراني. فيما ذكر إعلام العدو أن الصاروخ الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للإسرائيليين هو صاروخ خرمشهر. وهو صاروخ باليستي يبلغ طوله 13 مترًا، ويستطيع حمل ما يصل إلى 1500 إلى 1800كجم من الرؤوس الحربية. والمشكلة هي آلية عمل الصاروخ. حيث تم تصميم الصاروخ للانقسام، حيث تنفصل مركبة العودة عن الصاروخ الرئيسي، ثم تنقسم مرة أخرى إلى عشرات الرؤوس الحربية المتعددة. ويجب أن يتم اعتراضها في الطريق إلى الأعلى، وليس في الطريق إلى الأسفل. وتبلغ المدة الإجمالية للرحلة حوالي 12 دقيقة من إيران إلى فلسطين المحتلة، ما يجعل اعتراضها صعبًا للغاية.
حرس الثورة الإسلامية في إيران أعلن اليوم الأحد عن تنفيذ الموجة العشرين من عملية "الوعد الصادق 3"، مؤكداً انتقال المواجهة إلى مرحلة أكثر تقدماً من حيث التكتيك والدقة التدميرية. وبحسب البيان السادس عشر، فإنّه في هذه الموجة تم إطلاق 40 صاروخاً متنوع الوقود بين الصلب والسائل. وتميّزت الموجة العشرون باستخدام صاروخ "خيبر شكن" البالستي متعدد الرؤوس، للمرة الأولى، وهو من الجيل الثالث من الصواريخ الإيرانية المتقدمة.
ووفق البيان، فقد جرى اعتماد تكتيكات ميدانية جديدة ومفاجئة "أسهمت في رفع مستوى الدقة والتأثير، حيث استُخدمت صواريخ موجهة قادرة على المناورة والتوجيه اللحظي حتى لحظة الإصابة، ما مكّن من تحقيق إصابات مباشرة في أهداف نوعية وحساسة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة". وأكّد حرس الثورة أنّ الضربات استهدفت كلاً من مطار "بن غوريون"، ومركز الأبحاث البيولوجية ومراكز القيادة والتحكم العسكرية. كما لفت إلى أن هذه الضربات نفذت من دون تفعيل صفارات الإنذار لدى العدو إلا بعد وقوع الضربات، الأمر الذي أفقد العدو توازنه.
وفي رسالة واضحة، بشأن التكتيك الذي تعتمده إيران والمفاجآت التي ما زالت تحتفظ بها وفق الوضع القائم والتصعيد، أكّد الحرس أن القدرات الأهم في ترسانة القوات المسلحة الإيرانية لم تُستخدم بعد.
مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة كانت قد شهدت، صباح اليوم، سقوط رشقات صاروخية كبيرة وواسعة من الهجمات الصاروخية الإيرانية، حيث نقلت إذاعة "جيش" العدو الإسرائيلي أنّ نحو 30 صاروخاً أُطلقت من إيران على دفعتين باتجاه "غوش دان" والشمال، بينما قالت القناة 12 الإسرائيلية إن "نحو 10 مواقع شهدت إصابات صاروخية مباشرة"، بينما سُجلت إصابة 23 بجراح حتى الآن، واشتباه بوجود عالقين في مكان سقوط صاروخ بـ"تل أبيب".
دوي صفارات الإنذار في كل أنحاء الأراضي المحتلة تزامن معه سماع انفجارات قوية ومتتالية هزت "تل أبيب" وحيفا والسهل الداخلي خلال الرشقة الصاروخية الأولى. وفي التفاصيل، نقل الإعلام الإسرائيلي تسجيل إصابات مباشرة بصواريخ إيرانية في 6 مواقع هي: "نس تسيونا" وحيفا و"تل أبيب" وبئر يعقوب والرملة و"أور يهودا"، بينما أفاد التلفزيون الإيراني بأنّ الصواريخ الإيرانية أصابت 10 مواقع مختلفة على الأقل من دون إطلاق صفارات الإنذار.
وأُفيد بـاندلاع حريق في مبنى بمغتصبة "بات يام" الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في الكيان الإسرائيلي، ضمن السهل الساحلي الأوسط، إلى الجنوب مباشرة من "تل أبيب"، وبأنّ أكثر من 20 صاروخاً سقطت في مناطق مختلفة، بعضها في حيفا، حيث اشتكى المغتصبون من عدم تفعيل أجهزة الإنذار.
أمّا الرشقة الصاروخية الثانية، فاستهدفت منطقة الشمال، حيث دوّت صفارات الإنذار مجدداً في حيفا وإصبع الجليل، ومناطق أخرى.
وأدّى سقوط الصواريخ الإيرانية إلى إصابة نحو 23 إسرائيلياً بينهم 2 بحال حرجة، وإلى أضرار كبيرة في البنية التحتية، بحسب الإعلام الإسرائيلي وما أظهرته مشاهد الفيديو.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى دمار كبير لحق بالمباني في "تل أبيب" وفي مواقع أخرى، بالإضافة إلى سقوط عدد من الإصابات الحرجة والمتوسطة والطفيفة. وفي إثر ذلك، طلب المتحدث باسم "جيش" الاحتلال عدم نشر أو مشاركة معلومات أو مشاهد عن أماكن سقوط الصواريخ الإيرانية. كما طلبت الشرطة الإسرائيلية من المغتصبين عدم التوجه إلى مناطق سقوط الصواريخ الإيرانية، في حين أشار الإعلام الإسرائيلي إلى تقييد حركة وسائل النقل العام، واقتصارها على حالة الطوارئ فقط بسبب تشديد إجراءات الجبهة الداخلية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "الدمار الذي لحق بمبنى القطار القديم في رمات أفيف شمالي تل أبيب، من الصعب تخيله".
ونظرا لكون الموجة الصاروخية الأخيرة اتبعت تكتيكات جديدة ومفاجئة، مما تسبب في دمار واسع بعدة مواقع داخل الكيان الإسرائيلي، مما دفع العدو الإسرائيلي إلى فتح تحقيق حول انخفاض نسبة نجاح أنظمة الاعتراض. ففي "تل أبيب" ومستوطنة "رمات غان" وومستوطنة "نيس تسيونا" وحيفا المحتلة، تحوّلت العديد من المباني إلى ركام، وارتفعت أعمدة الدخان في السماء، وانتشرت السيارات المحترقة في الطرقات، في وقت أسفر فيه الهجوم عن إصابة 27 شخصا، بينهم مصابان في حالة حرجة.
ووصف أحد الصهاينة لصحيفة "هآرتس" اللحظات الأولى لما شهده هذا الصباح، قائلا إن كل شيء اهتز دفعة واحدة، ثم انقطع التيار الكهربائي، ففرّ إلى الملجأ حيث احتمى مع الجيران. وقال آخر إن "الهزة كانت عنيفة للغاية، معربا عن صدمته، فرغم سلامته الجسدية، فإنه اعتبر أن ما رآه لا يُصدق، "إذ اختفى صف كامل من المنازل في لحظة واحدة".
وفي أول تصريح له منذ تعيينه، أكّد قائد حرس الثورة في إيران، اللواء محمد باكبور، استمرار العمليات الجوفضائية لحرس الثورة في إيران، مشدداً على أنّ "الكيان الإسرائيلي لن ينعم بالهدوء".
ووجه اللواء باكبور، في تصريح من داخل غرفة عمليات "الوعد الصادق 3"، التحية "للشهداء الذين سقوا بدمائهم تراب البلاد وشجرة الثورة". وأشار إلى المرحلة الحساسة التي تمر فيها إيران، ولكن "العمليات الجوفضائية لا تتوقف، وسلبت الهدوء من الكيان الاسرائيلي".
وكشف اللواء باكبور عن تزايد عدد طلبات الالتحاق "بالتعبئة الشعبية"، الأمر الذي يشير إلى "ازدياد تضامن الشعب الإيراني"، وأضاف: "كلما ضاعف العدو ضرباته زاد تماسكنا وانسجامنا، والوحدة بين كل أبناء الشعب مثال يحتذى به".
الأضرار التي تحدثها الضربات الإيرانية لا يمكن حصرها بسهولة نظرا للدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحية في الكيان الصهيوني، وكنموذج على مدى التأثير فقد أعلنت قيادة "الجبهة الداخلية" في "الجيش" الإسرائيلي أنّ نحو 240 مبنى في "إسرائيل"، فيها أكثر من 2000 شقة سكنية، قد دُمّرت أو تضرّرت بشدة نتيجة الصواريخ الإيرانية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو. وأضافت القيادة أنّ نحو 9 آلاف شخص فقدوا منازلهم، في وقت أكّد فيه "اتحاد السلطات المحلية" في "إسرائيل" أنّ الآلاف من هؤلاء تمّ إيواؤهم في فنادق، بينما انتقل آخرون إلى منازل أقاربهم أو أصدقائهم.
في ذات السياق ذكر إعلام العدو عن "صندوق تعويضات مصلحة الضرائب" التابع للعدو الإسرائيلي أنه تم حتى الآن تقديم (30,735) مطالبة منذ بداية الحرب، منها (25,040) مطالبة عن الأضرار التي لحقت بالمباني. و (2,623) مطالبة عن الأضرار التي لحقت بالمركبات، و(3,006) مطالبة عن الأضرار التي لحقت بالمحتويات والمعدات. كما تم إجلاء(8,190) صهيونيا من منازلهم.
في ذات السياق،حذرت صحيفة "غلوبس" العبرية من أن خزانة العدو تقترب من الاستنزاف الكامل بفعل الإنفاق العسكري المتسارع، إذ تُقدّر التكاليف اليومية للحرب بأكثر 300 مليون دولار.
وكشفت أن "وزارة مالية" الكيان تقدمت بطلب إلى "لجنة المالية" في "الكنيست" الإسرائيلي لنقل 3 مليارات "شيكل" من بند "النفقات الطارئة للدفاع"، وتقدمت بطلب آخر لزيادة ميزانية "وزارة الحرب" بـ700 مليون "شيكل" إضافية يتم تمويلها عبر اقتطاعات من "وزارات" مدنية، في ظل غياب خطة طويلة الأمد لتغطية نفقات الحرب.
وتقول الصحيفة إن "حكومة" العدو كانت قد خصصت مسبقًا 10 مليارات "شيكل" للاحتياطيات الدفاعية، لكنها استُهلكت في وقت سابق لتغطية تكاليف تجنيد 450 ألف "جندي احتياط" خلال العدوان على غزة، قبل حتى اندلاع القتال مع إيران. وتشير التقديرات إلى أن "وزارة الحرب" الإسرائيلية أنفقت حتى الآن أكثر من 20 مليار "شيكل" من ميزانيتها الأصلية.