موقع أنصار الله - متابعات – 29 ذو الحجة 1446هـ

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الأربعاء، استشهاد الطفل ريان تامر حوشية (14 عامًا)، متأثرًا بجراح حرجة أُصيب بها برصاص قوات العدو الصهيوني في بلدة اليامون غرب جنين.

وكانت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني قد أفادت عصر اليوم، بأن الطفل أُصيب بجروح خطيرة جدًا، جراء إطلاق نار مباشر من جنود العدو خلال اقتحام البلدة، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، قبل أن يُعلن عن استشهاده لاحقًا.

وبحسب شهود عيان، اندلعت مواجهات في البلدة عقب اقتحام قوات الاحتلال، التي أطلقت الرصاص الحي باتجاه المواطنين، ما أسفر عن إصابة الطفل ريان برصاصة في الوجه.

وفي سياق متصل، كانت قد اقتحمت قوات العدو الصهيوني، مساء اليوم الأربعاء، السوق التجاري في مدينة جنين.

وقالت مصادر محلية، إن قوات العدو اقتحمت السوق التجاري وداهمت محلاً تجارياً قرب سوق الخضار وسط المدينة.

كما أطلق العدو الصهيوني قنابل الغاز المسيل للدموع قرب المسجد الكبير في محيط منطقة الاقتحام، كما داهمت اليات الاحتلال المنطقة الصناعية في المدينة، ومنزلاً في شارع الناصرة في المدينة يعود لعائلة العدس.

وتواصل قوات العدو تصعيدها العسكري في مختلف أنحاء الضفة الغربية، عبر فرض إجراءات تعسفية على مداخل ومخارج المدن والبلدات، وإغلاق معظمها بالحواجز الثابتة والدوريات العسكرية والبوابات الحديدية.

وترافق هذا التصعيد مع تكثيف عمليات هدم المنازل والاعتداءات المتكررة من قبل عصابات المستوطنين، التي تنفذ هجمات إرهابية ممنهجة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في ظل حماية "جيش" العدو.

فجر الأربعاء، ارتكبت قوات العدو الصهيوني جريمة جديدة في مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة، حيث استشهدت المواطنة زهية جودة العبيدي (66 عامًا) بعد إصابتها برصاصة في الرأس أطلقها جنود الاحتلال خلال اقتحام المخيم.

وأكدت محافظة القدس أن السيدة كانت داخل منزلها لحظة إصابتها، في مشهد يعكس فداحة الانتهاكات التي تطال المدنيين العزل.

وشهدت مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، وعلى رأسها القدس، وجنين، وسلفيت، والخليل، ورام الله، ونابلس، حملة اقتحامات واعتقالات واعتداءات مكثفة.

ففي بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس، اعتقل شاب فلسطيني خلال مداهمة منزله. كما اقتحمت قوات العدو الصهيوني بلدة الرام شمال المدينة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع داخل الأحياء السكنية، وداهمت ضاحية البريد التابعة للبلدة.

وفي بلدة حزما شمال شرق القدس، أقامت قوات العدو الصهيوني حاجزا عسكريا داخليا، وشرعت بتوقيف مركبات الفلسطينيين وتفتيشها بشكل استفزازي.

في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، اقتحمت قوة عسكرية صهيونية كبيرة المنطقة، وداهمت عددا من المنازل، وأجبرت سكانها على إخلائها بالقوة قبل تحويلها إلى مواقع عسكرية.

كما أعلنت قوات العدو الصهيوني فرض حظر تجول كامل في البلدة "حتى إشعار آخر"، وشنّت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين.

ويستمر العدوان الصهيوني على مدينة ومخيم جنين منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وسط اقتحامات متكررة، وتدمير للبنى التحتية، وملاحقة مستمرة للفلسطينيين.

في رام الله، اقتحمت قوات العدو الصهيوني بلدة بيتونيا واعتقلت شابا، كما داهمت بلدة دير دبوان، ونصبت حاجزًا عسكريًا وسطها، واقتحمت أيضا قريتي بيتين وبرقا المجاورتين.

وفي قرية أم صفا شمال غرب رام الله، بدأت جرافات العدو الصهيوني بتجريف أراضٍ زراعية تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين في منطقة "جبل الرأس"، بهدف توسيع بؤرة استيطانية أقيمت بشكل غير قانوني على أراضي القرية.

وأوضح رئيس المجلس القروي أن العدو الصهيوني كان قد أصدر أوامر عسكرية بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي المواطنين هناك.

وفي قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، استولت قوات العدو على بناية سكنية تعود لعائلة نائل عويس، وحولتها إلى ثكنة عسكرية، ورفعت الأعلام الإسرائيلية على سطحها. وانتشرت آليات الاحتلال في شوارع القرية، بينما ضيقت فرق المشاة على تحركات المواطنين.

وتصاعدت في الفترة الأخيرة سياسة تحويل منازل الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية ومراكز مراقبة ميدانية. وبحسب تقرير صادر عن مركز الاتصال الحكومي، يتم إجبار العائلات على إخلاء منازلها بالقوة، ويتعرض السكان خلال تلك العمليات للضرب والإذلال، وسرقة ممتلكاتهم وأموالهم من قبل الجنود.

ويستخدم "جيش" العدو الصهيوني تلك المنازل كنقاط مراقبة، ومراكز قيادة، ومواقع قنص، أو أماكن لاحتجاز المعتقلين والتحقيق معهم. وفي بعض الحالات، يتم تحويل بنايات كاملة إلى مواقع عسكرية مغلقة، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدولية.

هذه الانتهاكات، المترافقة مع هجمات المستوطنين، تعكس تصعيدا ميدانيا خطيرا من قبل العدو الصهيوني، يهدد بمفاقمة الأوضاع الإنسانية والأمنية في الضفة الغربية، ويؤكد استمرار سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني.

وبدعم أمريكي وأوروبي، يرتكب العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023، جريمة إبادة جماعية وحصار مطبق على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 187 ألف شهيداً وجريحاً من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات الآلاف من النازحين.. كما يشن عدوانا على الضفة الغربية والقدس المحتلتين.