أكد الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة “الميادين”، أن معركة الإسناد التي يخوضها الحزب هي نتيجة طبيعية لمعركة طوفان الأقصى، مشددًا على أن الهدف منها كان التخفيف عن غزة ودفع الاحتلال الإسرائيلي نحو الذهاب إلى الحل.
وأوضح الشيخ قاسم أن خبر عملية طوفان الأقصى وصل إلى سماحة السيد حسن نصر الله بعد نصف ساعة فقط من بدئها، مضيفًا أن السيد نصر الله كان يكرر دومًا أن الحزب لا يريد حربًا في لبنان، وأن قرار الإسناد اتُخذ بالإجماع داخل شورى القرار، كما هي العادة في القرارات الأساسية للحزب.
وقال الشيخ قاسم: “لو خضنا الحرب الشاملة لكان هناك دمار وخراب وتدخل أميركي وتوسع في الأمور على نحو أكبر، من دون تحقيق الأهداف المطلوبة”، مؤكدًا أن بعد مرور شهرين على بدء المعركة، أبلغنا الإخوة في حركة حماس أنهم باتوا مقتنعين بأن المساندة التي قدمناها كانت كافية وتؤدي الغرض المطلوب، خاصة بعد أن تبين مدى تغول الاحتلال والدعم الأميركي المفتوح له.
وفيما يتعلق بعملية طوفان الأقصى، كشف الشيخ قاسم أن معلوماته تؤكد أن إيران لم تكن على علم مسبق بها، وأن جزءًا من قيادة حماس في الخارج لم يكن مطّلعًا عليها كذلك.
وعن ملف الأجهزة المفخخة، أوضح الشيخ قاسم أن قضية البيجر جاءت نتيجة ثغرة في عملية الشراء التي تبيّن لاحقًا أنها كانت مكشوفة للإسرائيلي، وأن عملية شراء أجهزة البيجر المتفجرة تمت خلال السنة أو السنة ونصف الأخيرة.
وتابع قائلاً: “حين ينتهي التحقيق، سأتحدث بصراحة أمام الرأي العام بشأن مستوى الخرق البشري”، لافتًا إلى أن العمالة البشرية كانت محدودة، ولا توجد معطيات عن خرق بشري واسع، أو عن اختراق لشخصيات أو قادة داخل الحزب.
كما كشف أن شحنة من 1500 جهاز بيجر مفخخ كانت ستصل إلى تركيا، وقد طُلب من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي التواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصادرتها وتفجيرها.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن الحزب عاد ووقف على قدميه رغم التضحيات الكبيرة التي منحت زخمًا في الوقت ذاته، مؤكدًا أن الحزب انتصر من خلال الحفاظ على الألفة الداخلية في لبنان، وفشل الاحتلال الإسرائيلي في إثارة أي فتنة داخلية.
وأكد “عمليًا، نحن لا نستطيع أن نبقى صابرين إلى ما شاء الله، وتوجد حدود في النهاية”، موضحًا أنه ليس في موقع لتحديد الآليات أو التوقيت.
وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن الصمود الأسطوري في الجبهة قائم على ركنين أساسيين: الأول هو الشبان المقاومون الذين قاموا بعمل بطولي وأسطوري في الميدان، والثاني هو الدعم الآتي من الخارج.
وشدد الشيخ قاسم على أن حزب الله لا يسكت على الضيم، وأن على العدو كما الصديق أن يعلما جيدًا أن الحزب هو جماعة ميدان.
وكشف الأمين العام لحزب الله أن السيد حسن نصر الله أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري في 25 أيلول/سبتمبر بالموافقة على هدنة تمتد لـ21 يوماً، في إطار الجهود السياسية لاحتواء التصعيد.
وأوضح الشيخ قاسم أن الرئيس بري أرسل المقترح الذي ناقشه مع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين إلى حزب الله، وتمت دراسته بشكل دقيق، حيث وُضعت عليه مجموعة من الملاحظات، قبل أن يُصار إلى إقراره والموافقة عليه بإجماع مجلس الشورى في الحزب.
وأكد الشيخ نعيم قاسم، أن الجمهورية الإسلامية في إيران فعلت كل ما عليها وأكثر، مشددًا على أن الدعم هو مشاركة، وما قدّمته إيران يُعدّ أقصى ما يمكن أن يُقدَّم، وقد أثمر ذلك نفعًا كبيرًا في الميدان.
وأضاف الشيخ قاسم أن سماحة الإمام السيد علي الخامنئي كان يتابع الأحداث في غزة ولبنان يوميًا، وتصل إليه التقارير أولًا بأول، وكان يحرص دائمًا على توجيه المسؤولين نحو الدعم والمتابعة المستمرة.
وحول الموقف من الساحة السورية، أوضح الشيخ قاسم أن حزب الله أعلن منذ اليوم الأول أنه لا علاقة له بالوضع السوري الداخلي، مضيفًا: “نتمنى أن يقف النظام السوري في مواجهة الكيان الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن ما جرى في سوريا شكّل خسارة لمحور المقاومة بأكمله، لما كان لها من أهمية كطريق دعم عسكري للمقاومة، لافتًا إلى أن هذا التطور ترك أثرًا مباشرًا في غزة، بالنظر إلى أن النظام السوري كان من الداعمين الأساسيين للمقاومة الفلسطينية.
وشدد على أن سوريا يجب ألا تمضي في مسار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مشددًا على أن الشعب السوري لن يقبل بهذا الخيار.
ولفت الشيخ نعيم قاسم إلى ان من حق الحزب أن يتعامل مع المعطيات والتقارير الواردة بحذر ومسؤولية، موضحًا أن هناك تقارير من دول أجنبية وعربية تشير إلى وجود رغبة لدى بعض الأطراف في استخدام سوريا ضد لبنان.
من جهة ثانية، قال الشيخ قاسم “حول السلاح نريد أن نقوم بحوار بشأن الأمن الوطني وهناك ضغوط من أميركا وبعض الدول العربية على الرئيس عون باستخدام المقاومة لكنّه يعلم أنّ هذا الأمر فتنة”، واكد “نحن شركاء في بناء الدولة وهناك أناس يعملون على ألّا نكون كذلك، ولا نعيش ازمة خطر وجودي ونحن قد حالنا”.
ولفت الشيخ قاسم الى انه “سيكون لحزب الله على الصعيد السياسي حوارا واسعا وشاملا مع جميع الأطراف”، وتابع “حزب الله كيان قائم ومقاوم وهو الأكبر في لبنان وليس السلاح سبب بقائه بل السلاح سبب بقاء لبنان قويا”، واضاف ” نحن جزء من الحكومة ولا مشكلة لدينا في العلاقات بالدول العربية والخليجية على قاعدة الندية”.
وشدد الشيخ قاسم على ان “حزب الله هو الذي أخرج إسرائيل من لبنان والبلد كان منتعشا اقتصاديا منذ عدوان تموز لأنها مرتدعة”، واضاف “أطمئن الجميع أننا داخل حزب الله (سمن وعسل) حتى لو تباينت الآراء في بعض الأمور لكن الحزب واحد والقيادة واحدة”.
وعن عمل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان(اليونيفيل)، قال الشيخ قاسم “نحن مع استمرار عمل اليونيفيل في لبنان على أن تلتزم بموجبات مهمتها ولا يمكن لهم الدخول للأملاك الخاصة والقرى”.
وفي سياق آخر، قال الشيخ قاسم “نحن مع الوحدة الوطنية بمعنى أن علينا بناء لبنان ومؤسساته واحترام دستوره وتطبيق الطائف”، واضاف “أولويتي أن أحافظ على الخط والمبادئ التي رسمها الشهيد السيد حسن نصر الله لأنها أصل وجود حزب الله والمفتاح الأساسي”، وتابع “ملتزمون الثوابت ومنها إيماننا بتحرير فلسطين ونحن مع وحدة المسلمين وليس لدينا شيء اسمه فتنة سنية شيعية”.
وعن سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله، قال الشيخ قاسم “سماحة سيد شهداء الأمة قائد قلّ نظيره في العالم بل عبر التاريخ فهو أسس مشروعاً من أخطر وأصعب المشاريع”، واضاف “سماحة السيد كان يتحدث من القلب ولا يقول شيئاً غير مقتنع به ولا يعرف أن يعبر عن حب غير نابع من قلبه”، وتابع “أقول لسماحة السيد أنت ارتقيت وحصلت على ما تريد ونحن أطلقنا شعار (إنّا على العهد) أي إنّنا مستمرون.