يزداد موقف اليمن المتكامل مع غزة قيمة وأصالة ونموذجية في أمته وفي العالم بعنفوان مليونياته المبهرة التي ما كلّت وما ملّت وبعملياته المتصاعدة التي كسرت المعادلات وما تراجعت وما انكفأت.. وكما تفردت قواته العسكرية بتسديد الضربات الموجعة في نحر العدو الأمريكي والإسرائيلي، يواصل شعب الإيمان والحكمة تميزه عن العالم في التعبير عن مواقف الإيمان الجهادية الصادحة بالحق في وجه طاغوت العصر. كباراً وصغاراً وبعزيمة لا تلين خرج شعب الجهاد في مسيرات مليونية بالعاصمة صنعاء تحت شعار " نصرة لغزة.. مسيراتنا مستمرة، وعملياتنا متصاعدة". هكذا يقولها الشعب اليمني ويترجمها عملياً في الميدان بمسيرات في كل القرى والعزل وعمليات بطولية جعلت اليمن مضرب المثل في الشجاعة والإقدام والعزيمة والعنفوان.
واحتشد جماهير الشعب اليمني في أكثر من (1.216) ساحة وميدان أولاها ميدان السبعين، أما في المحافظات: حجة(268) ساحة، الحديدة(248) ساحة، إب (206) ساحات، عمران (106) ساحات، ريمة(82) ساحة، تعز(67) ساحة، الجوف(49) ساحة، المحويت (47) ساحة، ذمار(46) ساحة، صعدة(38) ساحة، البيضاء(23) ساحة، مأرب(18) ساحة، الضالع (15)، لحج (ساحتان).
طوفان عبر عن الهوية اليمنية وعن موقف شعبي قوي وعارم، ترجم بوضوح من خلال تصاعد المشاعر الشعبية الغاضبة ضد العدوّ الصهيوأمريكي، هذه المشاعر ليست جديدة، لكنها تتجدد في سياق متغيرات سياسية وعسكرية واقتصادية معقدة؛ إذ بات لليمن صوت عالمي مميز في دعم المقاومة الفلسطينية ، مع التأكيد اليمني على الاستعداد لمواجهة كُلّ سيناريوهات الأعداء.
حشود الشعب اليمني عبرت عن الفخر والاعتزاز بالعمليات البطولية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني المجرم، وآخرها إغراق سفينتين تابعتين لشركات انتهكت قرار حظر الدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة. وجددّت التأكيد على مواصلة الاستنفار والتحشيد وتعزيز الجاهزية استعداداً لمواجهة أي تصعيد من قبل العدو الإسرائيلي وأدواته، وكذا الثبات على الموقف الجهادي المساند والمناصر للشعب الفلسطيني مهما كانت التضحيات.
جددت الجماهير التأكيد على أن موقفها هو مبدئي ولا يمكن أن يتزحزح حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.. مستنكرة استمرار الخذلان العربي والإسلامي إزاء مظلومية الشعب الفلسطيني المسلم الذي ما يزال يتعرض للإبادة والتجويع والحصار منذ واحد وعشرين شهراً.
كما جددّت الحشود في المسيرة، تفويضها المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والاستعداد الكامل لتنفيذ أي خيارات يوجه بها في إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".
ورددت الجماهير المحتشدة عبارات (هو من يا شعب هو الله.. لا قوة إلا بالله)، (بالله وتأييد الله.. حاصرنا أعداء الله)، (يا غزة هذه جبهتكم.. والبحرية بحريتكم)، (باب المندب باب العزة.. بحر ساحله في غزة)، (كل الساحات اليمنية.. غزاوية فلسطينية)، (في غزة آيات الله.. تتجلى برجال الله)، (غزة شرفت الإسلام.. عزماً وثباتاً إقدام).
وهتفت بشعارات الجهاد والحرية والبراءة من أعداء الله، وعبارات (من يخذل شعب فلسطين.. ليس من الله أو الدين)، (اليهود أشد عداء.. هم ووحوش الغاب سواء)، (يسعون لنزع السلاح.. كي يبقى لبنان مباح)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد)، (يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم).
بيان المسيرات المليونية أوضح أولاً أن المسيرات المليونية، استجابة لله تعالى، وجهاد في سبيله، وابتغاء لمرضاته، ولمواجهة الطغيان والإجرام اليهودي الصهيوني الأمريكي، الذي يرتكب أبشع جريمة إبادة جماعية في غزة على مدى واحد وعشرين شهراً.
البيان أعلن التأييد المطلق لعمليات القوات المسلحة اليمنية والمباركة لعمليات المجاهدين الأبطال في غزة، وأشار إلى أن العدو قد تلقّى بعون الله صفعات قوية ومدوية ورادعة شاهدها العالم كله بالصوت والصورة.. مباركاً التصدي القوي والفعال وغير المسبوق لقواتنا المسلحة في مواجهة العدوان الصهيوني الأخير على بلادنا.
وأضاف البيان: "إننا ونحن نتابع العمليات القوية للمجاهدين في غزة خلال الأيام الأخيرة والتي أرهقت العدو قتلاً ذريعاً، وكمائن نوعية فتاكة، ونتذكر في نفس الوقت معاناة مجاهدي المقاومة ومعهم كل أبناء غزة من شدة المجازر والتجويع والتعطيش والحصار الشديد، نزداد عزيمة وثباتاً وثقة ويقيناً بأن هزيمة العدو ممكنة مهما كانت إمكاناته، ومهما كانت المعاناة، وبأن العدو كما أخبرنا الله عنه ضعيف وجبان مهما أظهر من إجرام ووحشية، وأن ثمار الصبر والعمل والثقة بالله حتماً هو النصر للمؤمنين الصابرين، وهزيمة العدو المجرم".
وجدد التأكيد للقيادة الحكيمة ولمجاهدي القوات المسلحة والمجاهدين في غزة بأن الشعب اليمني المسلم المجاهد وبكل إيمان وبصيرة ووعي وقناعة لن يتراجع، ولن يكل ولن يمل، ولن يتخلى عن موقفه هذا، مهما كانت المعاناة والصعوبات، وأنه سيصبر في سبيل الله، ليقينه بأن الصبر والثبات مع الثقة بالله هو الطريق الأوحد للفتح الموعود والفرج القريب، وأن كل الخيارات الأخرى قطعاً- فيها من المعاناة ما هو أكبر، ولكن بدون أي ثمرة ولا نتيجة إلا الخزي والعار والخسارة في الدنيا والآخرة.