موقع أنصار الله - متابعات – 17 محرم 1447هـ
أفاد مصدر دبلوماسي في دمشق، اليوم السبت، بأنّ لقاء مباشرا سوف يجمع مسؤولا سوريا ومسؤولا صهيونيا في باكو على هامش زيارة يجريها زعيم الجماعات المسلحة في سوريا "أبو محمد الجولاني" إلى أذربيجان.
وقال المصدر المطّلع على المحادثات مفضلا عدم الكشف عن هويته، إنه "سيكون هناك لقاء بين مسؤول سوري ومسؤول إسرائيلي على هامش الزيارة التي يجريها الجولاني إلى باكو".
وقال إن المحادثات سوف تتمحور حول "الوجود الإسرائيلي العسكري المستحدث في سورية" في إشارة إلى مناطق توغّلت اليها القوات الصهيونية في جنوبي سورية بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل أكثر من سبعة أشهر.
وفي حين لم تعلن دمشق رسميا عن محادثات مباشرة، فإن السلطات أقرّت منذ وصلت إلى الحكم في كانون الأول/ديسمبر 2024 بحصول مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني، تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنّت "تل أبيب" مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية وتوغلت قواتها في جنوبي البلاد عقب الإطاحة بالأسد.
وتربط دمشق هدف المفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيوني بالعودة إلى تطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، لناحية وقف الأعمال القتالية وإشراف قوة من الأمم المتحدة على المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الطرفين.
وأعلنت سورية في وقت سابق في تموز/يوليو عن استعدادها التعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاق فضّ الاشتباك.
وكان العدو الصهيوني قد أعرب عن اهتمامه بتطبيع العلاقات مع كلّ من سورية ولبنان في تصريحات لوزير الخارجية الصهيوني غدعون ساعر. لكن دمشق وصفت التصريحات عن توقيع اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني بأنها "سابقة لأوانها"؛ بحسب ما نقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر رسمي.
وخلال زيارة للبنان في 7 تموز/يوليو، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، توماس باراك، إن "الحوار بين سورية واسرائيل قد بدأ".
والتقى "الجولاني" بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على هامش زيارته إلى الرياض في أيار/مايو. وقال ترامب حينها أن الشرع أبدى تجاوبا حيال مسألة التطبيع.
وقال لصحافيين "قلت له (الجولاني): آمل أن تنضموا (إلى الاتفاقات الإبراهيمية) بمجرد أن تستقر الأمور، فقال نعم. لكن أمامهم الكثير من العمل".
ومنذ وصوله إلى الحكم، أكد "الجولاني" أن سورية لا ترغب في تصعيد أو صراع مع جيرانها. ودعا لاحقا المجتمع الدولي للضغط على الكيان الصهيوني من أجل وقف هجماته.
ووصل "الجولاني" اليوم السبت إلى باكو في زيارة رسمية حيث التقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، كما أعلن البلدان. وأعلنت أذربيجان أنها ستبدأ بتصدير الغاز إلى سورية عبر تركيا؛ بحسب ما جاء في بيان للرئاسة الأذربيجانية.
وتؤكد الجماعات المسلحة بقيادة "أبو محمد الجولاني" على أن سوريا لن تشكل أي تهديد لدول المنطقة بما فيها الكيان الصهيوني.. كما أبدى "الجولاني" تفهّماً لمخاوف الكيان الصهيوني الأمنية، متعهّداً بـ"عدم السماح لأي جهة أو دولة بتهديد إسرائيل من الأراضي السورية".