نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرًا موسعًا تناول تصاعد الهجمات البحرية التي ينفذها اليمن ضد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر، مؤكدة أن تلك الهجمات تمثل تحولًا نوعيًا في مسار المعركة المفتوحة، وأن تداعياتها باتت تتجاوز الحسابات العسكرية المباشرة إلى فضح هشاشة المنظومة الغربية وقدرتها على حماية مصالحها في الممرات الدولية.
وقالت الصحيفة إن الهجمات التي ينفذها اليمنيون باستخدام الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيّرة – الجوية والبحرية – المحملة بالمتفجرات، كشفت محدودية فعالية الإجراءات الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية، وفشل الغارات الجوية في تجريد اليمن من قدراته القتالية أو الحد من استهدافه المتصاعد للسفن.
ونقلت "ديلي ميل" عن محللين تأكيدهم أن هذه العمليات تؤشر إلى إخفاق مزدوج للولايات المتحدة و"إسرائيل"، إذ أن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقضاء على جماعة أنصار الله لم تؤتِ ثمارها، بل قابلها الطرف اليمني بإعادة هيكلة عملياته وتنفيذ هجمات أكثر تعقيدًا.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة ألقت بأكثر من 2000 ذخيرة على نحو 1000 هدف داخل اليمن منذ بدء حملتها العسكرية، دون أن تنجح في وقف الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر، مما يعكس فشلًا استخباراتيًا وعملياتيًا واضحًا.
وأشارت إلى أن البنية الدفاعية للسفن التجارية في المنطقة لا تزال ضعيفة، إذ تفتقر تلك السفن إلى أنظمة دفاع جوي فعالة، ويعتمد بعضها على حراس أمنيين يحملون أسلحة خفيفة أو يستخدمون خراطيم المياه وأسلاك الحماية ضد محاولات الاقتحام، في حين أن الطائرات المسيّرة لا تُردع بسهولة، وإسقاط الصواريخ أمرٌ غير ممكن ضمن الإمكانات المتوفرة لتلك الطواقم.
وأضاف التقرير أن "الحوثيين، الذين راكموا خبرات واسعة في تنفيذ هجمات باستخدام المروحيات، باتوا قادرين على التفوق حتى على فرق الحماية الخاصة التي تتكون عادة من 3 عناصر على متن السفن التجارية، ما يجعل من عملياتهم تهديدًا مباشرًا وفعّالًا للممرات البحرية الحيوية".
ورأت "ديلي ميل أن "الحوثيين، التي كانت تُعتبر حتى وقت قريب الأقل قدرة في محور المقاومة مقارنة بحزب الله وحماس، باتت اليوم في موقع متقدم حيث وتمكنوا من توجيه ضربات دقيقة، أربكت واشنطن و"تل أبيب"، وأثبتوا أن ساحة البحر الأحمر باتت اليوم الأكثر فاعلية وتأثيرًا في معركة كسر الهيمنة الغربية على المنطقة.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن التطورات الميدانية الأخيرة، سواء في البحر أو في الجو، تؤكد أن المنطقة تدخل مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها انهيار الردع الأمريكي وامتداد نار المواجهة إلى مفاصل المصالح الغربية، في مشهد يُعيد رسم خريطة القوى في الشرق الأوسط، ليس فقط على مستوى الصراع مع "إسرائيل"، بل في إعادة تعريف مفهوم السيطرة الأميركية على الممرات البحرية الدولية.