نشر موقع "Stimson" مقالًا للكاتبة باربرا سلافين، سلّطت فيه الضوء على الانتكاسات الاستراتيجية التي لحقت بالولايات المتحدة جراء عدوانها الجوي على اليمن، رغم محاولات واشنطن تقديم حملتها كنجاح تكتيكي ضد ما تسميه "التهديد الحوثي".

وأشارت الكاتبة إلى أن الغارات الأميركية، التي استمرت لثلاثة أشهر قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفها في مايو/أيار الماضي، لم تحقق أهدافها المعلنة، بل أسهمت – بشكل مباشر – في تعزيز صورة قوات صنعاء وموقعها العسكري والسياسي داخل اليمن وخارجه".

وبحسب المقال، فإن "الحملة الجوية الأميركية، التي زُعم أنها أضعفت قدرات صنعاء العسكرية، لم تمنعها من إطلاق صواريخ باليستية على مدينة يافا في فلسطين المحتلة، بعد العدوان الإسرائيلي على إيران منتصف يونيو/حزيران، ما كشف – بحسب ما ورد – عن تنسيق إقليمي بين محور المقاومة، لا يمكن عزله عن مشهد التصعيد في البحر الأحمر".

ورغم هذا التصعيد، تقول الكاتبة إن "قوات صنعاء أبقت على التهدئة مع واشنطن، رغم انضمام الأخيرة للعدوان الإسرائيلي، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه يعكس تفوقًا سياسيًا ومرونة عسكرية من جانب صنعاء، مقابل تخبط استراتيجي داخل البيت الأبيض. وتكشف الكاتبة أن الغارات الأميركية، التي وُجهت بالأساس عبر الأقمار الصناعية، أصابت أهدافًا محدودة مثل منشآت التجميع، لكنها فشلت في الوصول إلى المخازن الحيوية للصواريخ الباليستية، أو إلى بنية منظومة الردع الصاروخية التي لا تزال تعمل".

المقال أشار كذلك إلى ما وصفه بخسائر جسيمة تكبدها الجيش الأميركي خلال هذه الحملة، منها سقوط طائرتين مقاتلتين من طراز F/A-18، بالإضافة إلى عدد من الطائرات المسيّرة، في حين لم تُحقق العمليات العسكرية هدفها الرئيسي بإضعاف قدرات صنعاء".

ونقل الموقع عن محللين تأكيدهم أن الغارات الأميركية عكست "ضعفًا استخباراتيًا" وعجزًا عن تحديد مواقع الأصول الاستراتيجية، رغم مشاركة حاملات الطائرات وطائرات الشبح والطائرات المتقدمة من طراز F-35 وB-2.