موقع أنصار الله - متابعات – 8 صفر 1447هـ
بدأ موظفون أميركيون يعملون لدى شركة عسكرية خاصة غير معروفة، مقرها الولايات المتحدة، بتقديم شكاوى إلى وسائل الإعلام وأعضاء في "الكونغرس"، اتهموا فيها الشركة باستخدام الذخيرة الحيّة للسيطرة على الحشود، إضافة إلى ارتكاب إجراءات تعسفية ضد مدنيين عزّل كانوا يسعون للحصول على الطعام من مراكز توزيع الأغذية التي يديرها الصندوق الإنساني العالمي (GHF) في قطاع غزة، بحسب ما نقل موقع "Responsible state craft" الأميركي.
وكان الصندوق الإنساني العالمي قد استعان بشركتين لتأمين وتوصيل الطعام إلى غزة بينها "UG Solutions" ، وزعم أنه وفّر، بمساعدة شركات عسكرية خاصة، نحو 100 مليون وجبة لسكان القطاع. وقد وضعت "إسرائيل" "الصندوق الإنساني العالمي" تحت سيطرة ما كان يُعرف سابقاً ببعثة الإغاثة التي تقودها الأمم المتحدة
ومع ذلك، وصفت الأمم المتحدة النموذج الجديد بأنّه "عمل بغيض لا يقدم سوى التجويع وإطلاق النار على شعب غزة"، في إشارة إلى استشهاد أكثر من ألف غزّي بالقرب من مراكز "الصندوق الإنساني العالمي" أو داخلها منذ أيار/مايو الماضي.
وتحمّل هذه التقارير، ومنها روايات من متعاقدين أميركيين، "جيش" العدو الصهيوني مسؤولية إطلاق النار وقصف مدنيين عزّل، في حين قال بعض المتعاقدين إنهم أُمروا صراحة باستخدام الذخيرة الحيّة ضمن "عمليات السيطرة على الحشود"، بحسب ما نقل الموقع.
غير أنّ هذه الوقائع تثير تساؤلات كثيرة حول استخدام متعاقدين عسكريين أميركيين في منطقة نزاع حساسة، وحول هويتهم القانونية ومكانتهم، إذ تشير المعلومات المتاحة إلى أنّ شركة "UG Solutions" لا تعمل بموجب عقد مع وكالة حكومية أميركية، بل تحت غطاء كيان أجنبي، ما يضعها، بحسب التحقيق، في خانة "المرتزقة".
ما هي المرتزقة؟
يعود التحقيق إلى تعريف الأمم المتحدة للمرتزقة، الذي يقوم على 6 معايير، من بينها: التجنيد للمشاركة في نزاع مسلح، والانخراط في أعمال عدائية، والدافع المالي، وغياب الانتماء الرسمي لأي من أطراف النزاع، وليسوا أعضاءً في القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع، ولم يوفدوا من قِبل دولةٍ في مهمةٍ رسمية.
ووفقاً لمقارنة قانونية وتحليل ميداني، فإنّ الشركات العسكرية الخاصة، مثل "UG Solutions"، تستوفي أربعة من هذه المعايير الستة، ما يجعلها بحكم القانون أقرب إلى المرتزقة منها إلى المتعاقدين الشرعيين.
هل تُعتبر "UG Solutions" نوعاً جديداً من المرتزقة؟
ووجد تحقيق الموقع أنّ "UG Solutions" تُعدّ "مجموعة مرتزقة، تستوفي جميع المعايير"، بحيث إنّها "ليست طرفاً في النزاع في غزة، ولم تُرسلها الحكومة الأميركية، وليست من رعايا طرف في النزاع، ولا جزءاً من جيش، بل هي موجودة لتحقيق مكاسب شخصية".
وعلى غرار "بلاك ووتر"، تُنفذ هذه الشركات عمليات دفاعية بشكل رئيسي، وقد أسهمت وزارة الخارجية الأميركية في تمويلها، لكن مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، وتعمل لمصلحة جهة أجنبية في منطقة قتال، مقابل المال.
وعليه، أكّد التحقيق أنّ الوقت حان لتسمية الأمور بمعناها الحقيقي، فالشركات الأميركية "متورطة بشكل مباشر في أعمال المرتزقة، وتحاول التستر على نفسها متخفيةً تحت ستار كونها متعاقداً عسكرياً خاصاً".
ويواصل العدو الصهيوني فرض إغلاق تام على قطاع غزة وتمنع إدخال المساعدات والمواد الإغاثية والطبية والوقود منذ 2 مارس/ آذار الماضي، وسط تفاقم حالة المجاعة بين الفلسطينيين.
وبدعم أمريكي، يرتكب "جيش" العدو الصهيوني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 203 آلاف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود.