موقع أنصار الله - متابعات – 12 صفر 1447هـ
وقع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم، أمراً تنفيذياً يضيف رسوماً جمركية على السلع الهندية بنسبة 25 في المئة، وذلك "رداً على استمرار شراء النفط الروسي"، وفق ما أعلن البيت الأبيض على منصة "أكس".
تضاف هذه الضريبة الجديدة إلى رسوم سابقة بنسبة 25 في المئة من المقرر أن تسري اعتباراً من يوم غد الخميس، تزامناً مع رسوم يعتبرها ترامب "متبادلة" وتدخل حيز التنفيذ خلال 21 يوماً، بحسب المرسوم.
وتحتل الهند المرتبة الثانية في قائمة مشتري النفط الروسي وهو ما يوفر عليها مليارات الدولارات من خلال شراء النفط الخام بسعر مخفّض.
عندما اندلعت الحرب عام 2022 استغلت الهند فرصة انخفاض أسعار النفط الخام، فارتفعت وارداتها من روسيا بشكل كبير، ما أثار ذلك غضب الرئيس الأميركي الذي هدد الهند بزيادة الرسوم الجمركية، ما دفع نيودلهي إلى اعتبار أي قرار محتمل بهذا الخصوص "غير مبرر وغير منطقي".
تعتمد الهند، أحد أكبر مستوردي النفط الخام في العالم، على الموردين الأجانب لتلبية أكثر من 85% من احتياجاتها النفطية.
واعتمدت نيودلهي، تقليدياً، على دول الشرق الأوسط، ولكن منذ 2022، تحولت بشكل حاد نحو النفط الخام الروسي بأسعاره المخفضة مستفيدة من سوق مشترين نشأت في موازاة الحظر الغربي على صادرات موسكو.
37% من إجمالي صادرات موسكو النفطية
عام 2024، بلغت حصة روسيا ما يقرب من 36% من إجمالي واردات الهند من النفط الخام مقارنة بنحو 2% قبل الحرب، وفقاً لبيانات نشرتها وزارة التجارة الهندية.
في ذروة التعاملات مثلت روسيا أكثر من 40% من واردات الهند من النفط الخام في 2024.
وبلغت مشتريات نيودلهي ما يقرب من 1,8 مليون برميل من النفط الخام الروسي يوميا في 2024. ومثّل ذلك نحو 37% من إجمالي صادرات موسكو النفطية.
وكانت وزارة الخارجية الهندية قد أعلنت، الإثنين، أنها "بدأت الاستيراد من روسيا لأن الإمدادات التقليدية تم تحويلها إلى أوروبا بعد اندلاع الحرب" في أوكرانيا.
وأشارت الوزارة إلى أن واشنطن آنذاك "شجعت الهند بنشاط على هذه الواردات بهدف تعزيز استقرار سوق الطاقة العالمية".
وأدت العقوبات الغربية إلى خفض أسعار النفط الخام الروسي، وقد ساعد ذلك مصافي التكرير الهندية على توفير مليارات الدولارات من تكاليف الاستيراد، ما حافظ على استقرار أسعار الوقود المحلية نسبياً.
ورغم أن ميزة الأسعار تراجعت من نحو 14% في السنة المالية 2023-2024 إلى نحو 7% في السنة المالية 2024-2025، لا يزال النفط الخام الروسي "جذاباً" من الناحية الاقتصادية للهند.
وتؤكد نيودلهي أن مشترياتها من النفط الخام ساهمت في الحفاظ على استقرار أسعار النفط الخام العالمية، وتعتبر أنه لولا هذه الواردات لارتفعت الأسعار العالمية إلى 120-130 دولاراً للبرميل.
هل لدى الهند بدائل؟
لا تزال الهند تستورد النفط الخام من الشرق الأوسط، وخصوصاً من العراق والمملكة العربية السعودية. وقد مثلت هذه الواردات ما نسبته 45% من إجمالي الواردات في عام 2024، مقارنة بـ 60% تقريباً قبل 2022، ولكن أياً من البدائل لا يقدم الميزة نفسها من حيث السعر.