أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته ، اليوم الخميس، عن آخر التطورات أن العدوان الإسرائيلي وجرائمه لن تؤثر على شعبنا العزيز في كسر إرادته بل ستزيده قوة وصلابة في تصميمه وعزمه.

وكشف السيد أن عمليات الأسبوعين الماضيين نفذت بـ38 ما بين الصواريخ وطائرات مسيرة. مضيفا أن عمليات سلاح الطيران المسير هي عمليات كثيرة وفعالة وكانت بـ23 مسيرة استهدفت عدة أهداف في الخضيرة ويافا وأسدود، وعسقلان والنقب وأم الرشراش وكان من العملية الموفقة استهداف المطار الذي يسميه العدو الإسرائيلي بمطار رامون وعملية أيضاً مهمة باتجاه مطار اللد، كما كان هناك أيضاً عمليتين لاستهداف سفينتين تجاريتين تابعتين للعدو الإسرائيلي في أقصى شمال البحر الأحمر.

وقال السيد: " منع الملاحة البحرية للعدو الإسرائيلي هل هو موقف يمكن فيه مسرحيات أو مزح أو مغالطات؟! نحن في موقف منع الملاحة البحرية للعدو في موقف راق ومتقدم جداً ومن أكبر وأعلى مستوى في المواقف، كما أن موقف شعبنا ليس فيه مجال للمسرحيات وهو موقف صادق وجاد وعظيم وقوي ومؤثر ويشطب على العدو واحداً من أكبر خطوطه الحمراء".

وأضاف أن القصف بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى عمق فلسطين المحتلة ضد العدو الإسرائيلي موقف لا مجال فيه للمسرحيات وبفضل الله توفيق شعبنا في الموقف الصادق والجاد والعظيم وفي مستوى عالٍ وبسقف عال جداً في موقفه".

وأشار السيد إلى أن استهداف العدو الإسرائيلي لرئيس الوزراء ورفاقه من الشهداء العاملين في الوزارات المدنية لا يمثل أي إنجاز عسكري ولا أمني للعدو الإسرائيلي، فالعدو الإسرائيلي بارتكابه جريمة استهداف رئيس الوزراء ورفاقه هو يبين إفلاسه ويضاعف من رصيده الإجرامي.

وأكد أن جرائم العدو الإسرائيلي تزيد شعبنا عزماً على عزمه وبصيرة إلى بصيرته وثباتا إلى ثباته. لافتا إلى أن الإسرائيلي هو عدو مجرم يستهدف في صنعاء مؤسسات إعلامية في أماكن هي مزدحمة بالمدنيين لأنه يسعى إلى الاستهداف للجميع والعدوان الإسرائيلي بالأمس لا يدل على أي إنجاز وهو إفلاس وإجرام وعدوان.

وجدد التأكيد على أن العدوان الإسرائيلي وجرائمه لن تؤثر على شعبنا العزيز في كسر إرادته بل ستزيده قوة وصلابة في تصميمه وعزمه. مؤكدا أن بلدنا رسمياً وشعبياً في موقف صادق يخوض معركة جادة ويدرك أهميتها وقدسيتها وقيمة التضحيات فيها عند الله وأثرها في الواقع.

وأوضح أن شعبنا يبني نفسه في إطار أن يكون في المستوى المطلوب في خوض هذه المعركة ومواجهة العدو. لافتا إلى أنه لا توجد خيارات بديلة سوى الاستسلام والقبول بمعادلة الاستباحة كما يقبل بها البعض في المنطقة لكن شعبنا أعزّ بإيمانه وثقته بالله تعالى من أن يقبل بالخنوع والخضوع والاستسلام والتخلي عن مبادئه وقيمه.

ولفت إلى أن المعركة التي نخوضها نصرة للشعب الفلسطيني فريضة إيمانية وواجب إنساني وديني وقيمي وأخلاقي، و ندرك أن العدو الإسرائيلي عدو لنا جميعا وخطر يستهدف المنطقة بكلها، كما ندرك من هو العدو الإسرائيلي وماذا يسعى له ومعه الأمريكي والأنظمة الغربية الداعمة له.

وقال السيد: "الموقف ضد العدو الإسرائيلي هو ضروري حتى تبقى لنا إنسانيتنا وبالمعيار الإيماني والأخلاقي، ضروري في الدنيا وضروري للآخرة، الموقف ضد العدو الإسرائيلي ضروري لنكون في موقف العز والشرف والكرامة، وأن نبني أنفسنا لنكون أقوياء، والأمم المتحدة لم تفعل أي شيء لإنقاذ الشعب الفلسطيني، ولم يصل بها الحال إلى فصل العدو الإسرائيلي من عضويته فيها، ولا يمكن الرهان على منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية وغيرها من المنظمات والمؤسسات، ولكن توكلنا على الله وثقتنا به والتزامنا بهديه وتعليماته وطاعتنا له هو الذي سينفعنا وهو خير الناصرين".

وبيّن أننا عندما نقدم التضحيات في إطار الموقف الحق لا يعني أن الآخرين من حولنا في العالم العربي والإسلامي سيكونون في حالة سلام واطمئنان فالكل مستهدف في هذه المنطقة، والكل مستنزف، مستنزفون في صراعات، وفي مواقف كثير منها لخدمة الإسرائيلي والأمريكي وما نقدمه من تضحيات هي أقل بكثير مما يمكن أن يلحق بنا من خسائر لو كنا في خيار آخر وفي اتجاه آخر.

وأكد أن خيارات لو كانت أخرى فهي خيارات استنزاف وضياع ليس لها قيمة ولا أهمية ولا ثمرة ولا نتيجة طيبة لا في الدنيا ولا في الآخرة فالعز كل العز والشرف كل الشرف والخير كل الخير هي مع الله وفي سبيل الله وفي كل ما نقدمه من تضحيات وما نحن فيه من موقف جاد.

وفيما يتعلق بالأنشطة الجامعية، فأشار  السيد إلى الخروج العظيم للجامعات اليمنية الذي يقدم النموذج لكل الجامعات ونأمل أن يكون ضمن الأنشطة الجامعية العناية بالدراسات والأبحاث والندوات فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وبالعدو الصهيوني وعن خلفية الموقف الأمريكي وعن التوجهات وما تبنى عليها والحلول التي تنقذ هذه الأمة من خلال الرؤية القرآنية المباركة.

فعليات المولد لا مثيل لها في كل العالم

وأوضح السيد أن من ضمن عمليات الإسناد من يمن الإيمان في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الاحتفال العظيم الذي لا مثيل له في كل الدنيا بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، مؤكدا أن الاحتفال العظيم الواسع لشعبنا العزيز لا سابقة له ولا مثيل له في كل الدنيا وأتى كإحياء متميز للمناسبة العظيمة. وأضاف: "الاحتفال المليوني الذي لا مثيل له أتى في إطار عملي فشعبنا العزيز بهويته الإيمانية يجسد في واقعه المصاديق لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: الإيمان يمان، والحكمة يمانية".

وأكد أن شعبنا يتحرك لنصرة الشعب الفلسطيني في موقف صادق ومعركة جادة يقدم فيها التضحيات من يومه الأول إلى الآن والمئات من الشهداء والجرحى ارتقوا في إطار الموقف الحق وفي إطار نصرة القضية العادلة بهدف الوصول إلى مرضاة الله.

وأشار إلى أن الإحياء للمولد النبوي الشريف في اليمن كان متميزا وكان عنوان الجهاد من العناوين البارزة في إحياء المناسبة في هذا العام.

ودعا السيد القائد، شعبنا العزيز إلى أن يستمر في الاهتمام في الربيع المحمدي في كل هذا الشهر بالأنشطة المكثفة المرتبطة بعنوان الاهتداء بالقرآن لمواجهة اليهود فمن المهم تكثيف الأنشطة لا سيما في خطب الجمعة وفي المدارس للتوعية بطبيعة الصراع مع اليهود بالاهتداء بالقرآن الكريم".

وفيما يتعلق بالأنشطة العالمية قال السيد: "كان هناك مظاهرات في 13 بلدا من أبرزها مظاهرة كبيرة في بلجيكا وأخرى في المكسيك، وكان هناك اعتقالات في بريطانيا شملت نحو ثلاثمائة متظاهر"، لافتا إلى أن أسطول الصمود يستمر في محاولاته الرمزية التضامنية مع الشعب الفلسطيني ضد الحصار.

الأمة بأمس الحاجة إلى القرآن والتأسي بالرسول الأعظم

وبيّن أن المسلمين فيما يواجهونه من تحديات ومخاطر على رأسها الخطر اليهودي الصهيوني في أمس الحاجة إلى العودة إلى القرآن والى رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله، مشددا أن على المسلمين الاستلهام للدروس والعبر من سيرة الرسول المباركة وفي الاهتداء بالقرآن لمعرفة العدو ومخاطره وطبيعة الصراع معه، كما أن على المسلمين أن يهتدوا بالقرآن لمعرفة مجالات الصراع مع الأعداء بشكل حكيم مثمر له نتائجه المهمة.

وأكد أن الإسلام في قرآنه ونبيه وتعليماته المقدسة والمباركة أسمى وأعظم وأقدس من أن تكون ثمرة الارتباط به هذه الحالة المخزية للمسلمين فالإسلام منزه عن أن تكون حالة الخزي هي الثمرة للارتباط بنبيه وقرآنه، بل هي حالة انحراف وتفريط وتحريف لمفاهيم مهمة في الإسلام.

وأوضح أن خيارات ما يسمى بالسلام والرهان على أمريكا هي عبارة عن استسلام وتدجين. مؤكدا أن الرهان على أمريكا من تعتقد بالمعتقد الصهيوني شيء رهيب وغريب جداً. مضيفا أن تسمية أمريكا براعية السلام هي كارثة وغباء رهيب جداً، وهذه التسمية هي جرم بحد ذاتها.

وقال السيد: "الأمة بحاجة إلى الجهاد لأنه وسيلة حماية ولأنه الذي سينقذها من هذه الحالة المتردية المتدنية على كل المستويات، الأمة تعاني من حالة تدنٍ في الروح المعنوية وفي الواقع التربوي وتدنٍّ على مستوى القيم والأخلاق والعزة والإباء، الضمير الإنساني يموت في واقع الأمة الإسلامية، والإحياء لها لا يكون إلا بالدين والإيمان الذي يلحظ كل الجوانب، الأمة الإسلامية لا تنقصها الإمكانات لكنها تعاني من الوهن ومن انعدام الرؤية والبصيرة وتعاني من مفاهيم التدجين والإخضاع للعدو"، مؤكدا أن الجهاد في سبيل الله هو مسيرة بناء وتربية، وهو ليس تصرفا عسكريا فقط في الساحة.

ولفت إلى أن الأمة بحاجة للإحياء الإيماني التربوي الأخلاقي لبناء القدرات والإمكانات وإحياء الشعور بالمسؤولية وإذا فُصلت الجوانب التربوية عن مسألة الجهاد تبقى محدودة التأثير ومحدودة النتائج.

وأضاف: "سقف الجهاد عالٍ وعظيم يرتقي بالأمة وينتشلها من حالة الوهن المخزي والضعف المستشري، الجهاد في سبيل الله هو السقف لبناء الأمة تربويا وأخلاقيا وتعليميا وحضاريا وعلى مستوى القدرات والإمكانات".

وبيّن أن في كل العالم يجعلون مسألة التحدي للعدو والمخاطر حافزا للبناء، وعند أمتنا جُعلت مستويات البناء هابطة جدا، مشيرا إلى أن الجهاد يبني الانسان في وعيه وبصيرته ومعرفته، ويعالج مشكلة أميّة المفاهيم والأمية في الفهم الخاطئ لكل شيء.

وأشار إلى أن الحق واضح والمظلومية واضحة، لكن لا بد من موقف ولا بد من تحرك ضد المخطط الصهيوني، وأضاف: "لماذا لا يقبل المسلمون على دراسة مسيرة النبي الجهادية للاستفادة منها والاهتداء بها والتحرك على أساسها".

دعوة للتضرع إلى الله

وقال السيد القائد: "وصلتنا دعوة من كتائب القسام تدعو أبناء أمتنا إلى التضرع إلى الله تعالى أن يكشف الكرب عن إخوانهم في غزة بركعتين خاشعتين في جوف الليل ثم بالفرج لأهل غزة مساء اليوم في ليلة الجمعة، ولذلك ندعو إلى الاهتمام بدعوة كتائب القسام والاستجابة لها على نطاق واسع فالدعاء والتضرع مع الموقف جزء أساسي في مسيرة الجهاد في سبيل الله تعالى.

وحث السيد القائد على الدعاء المستمر والالتجاء إلى الله تعالى من موقع العمل ومن موقع الاستجابة لله تعالى.

دعوة لمسيرات مليونية

ودعا السيد القائد شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني العظيم يوم غد إن شاء الله الجمعة في العاصمة صنعاء وفي مختلف المحافظات والساحات استجابة لله وجهاداً في سبيله، ونصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وتضامناً مع كل أبناء أمتنا الإسلامية ةتعبيراً عن ثباتنا في مواجهة العدو الإسرائيلي مهما كانت جرائمه مهما كانت اعتداءاته على بلدنا.

وأوضح السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن خروج شعبنا أيضاً لا يزال في إطار الربيع المحمدي فنحن لا نزال في أجواء هذه المناسبة المباركة، مضيفا أن خروج شعبنا غدا لنعلن التضامن مع كل المستهدفين من أبناء أمتنا، مع قطر مع الوفد المفاوض مع حركة حماس مع أبناء أمتنا الذين يستهدفهم العدو الإسرائيلي.