موقع أنصار الله - متابعات – 23 ربيع الأول 1447هـ
أكّد أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، أنّ بلاده "عازمة على فعل كلّ ما يلزم ويتيحه القانون الدولي للحفاظ على سيادتها ومواجهة العدوان الإسرائيلي".
وفي كلمته الافتتاحية خلال القمّة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، اليوم، وصف العاهل القطري العدوان بأنّه "سافر وغادر وجبان"، مشدّداً على أنّ "من يعمل بشكلٍ مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه، إنّما يقصد إفشال المفاوضات".
واعتبر أنّ تحرير الأسرى "ليس من أولويات العدو"، بل إنّ المفاوضات بالنسبة لإسرائيل "مجرد جزء من الحرب، تكتيك سياسي يرافقها ووسيلة لتعمية الرأي العام الإسرائيلي"، مضيفاً: "ما تريده فعلاً هو جعل غزة غير صالحة للعيش الإنساني تمهيداً لتهجير سكانها".
وأشار إلى أنّ رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، "يؤمن بما يسمى أرض إسرائيل الكبرى، ويستغل الحرب لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، والتضييق على السكان في الضفة الغربية، فضلاً عن التخطيط لضمّ أجزاء منها".
ولفت بن حمد إلى أنّ "هذا الاعتداء الغادر على سيادتنا كشف أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي يتباهى بأنّه غيّر وجه الشرق الأوسط، يقصد فعلياً فرض دخول إسرائيل إلى أيّ مكان تشاء ومتى تشاء".
وحذّر من أنّ حكومة المستوطنين المتطرفين "تحلم بجعل المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، إلى حدّ أن يصبح إرسال سلاح الطيران الإسرائيلي لقصف بلدان المنطقة أمراً معتاداً".
وعن الاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية الأخرى، قال أمير قطر: "في لبنان يُواجَه قبول الحكومة اللبنانية بورقة أميركية بالقصف والاغتيالات، وتسعى إسرائيل إلى الزجّ به في حرب أهلية لوقف اعتداءاتها عليه. وبالنسبة لسوريا، يعلن نتنياهو بوضوح أنّ لا تفاوض على الجولان المحتل، ويتكلّم ويتصرّف وكأنّ المناطق الواقعة جنوب دمشق هي عملياً مناطق نفوذ لإسرائيل التي تعمل على تقسيم سوريا".
وأكد بن حمد أنّ الموقف لا يقتصر على الدعوة إلى عقد قمة طارئة، بل يتطلّب اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة ما وصفه بـ"حالة جنون القوة والغطرسة وهوس التعطّش للدماء التي أصيبت بها حكومة إسرائيل وما نجم وينجم عنها".
السوداني: لضرورة ردع "إسرائيل"
من جهته، جدّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إدانة العراق للاعتداءات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، مؤكداً أنّ "استمرار سياسات إسرائيل دون رادع سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار".
وشدّد السوداني على أنّ "أمن واستقرار أيّ دولة عربية أو إسلامية هو جزء لا يتجزأ من الأمن الجماعي، وهو ليس ملفاً للتفاوض".
ودعا إلى "التعامل مع أي استهداف للدول العربية والإسلامية على أنّه تهديد للأمن القومي المشترك، ويستوجب تحركاً دبلوماسياً متناسقاً وإجراءات رادعة للحيلولة دون تكرار الاعتداءات".
كما أكّد السوداني "ضرورة ردع الكيان المحتل الذي يتحدث علناً عن تغيير الحدود الدولية بالقوة، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار".
ملك الأردن: التهديد الإسرائيلي بلا حدود
أمّا العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، فاعتبر أنّ الحكومة الإسرائيلية "تتمادى في هيمنتها لأنّ المجتمع الدولي سمح لها أن تكون فوق القانون. وعلينا نحن في العالم العربي والإسلامي، أن نراجع كلّ أدوات عملنا المشترك لمواجهة خطر هذه الحكومة المتطرفة".
ولفت إلى أنّ "العدوان على قطر دليل على أنّ التهديد الإسرائيلي ليس له حدود"، مضيفاً أنّ "ردّنا يجب أن يكون واضحاً، حاسماً ورادعاً".
السيسي: لإنشاء آلية عربية - إسلامية للتنسيق
بدوره، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رفض "الاعتداء على سيادة دولنا"، و"لن نسمح بإفشال جهود السلام، وسنقف جميعاً صفاً واحداً دفاعاً عن الحقوق العربية والإسلامية، وفي مقدمتها حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعيش بحرية وكرامة وأمن".
وأشار السيسي إلى أنّه "أصبح لزاماً علينا في هذا الظرف التاريخي الدقيق، إنشاء آلية عربية ـ إسلامية للتنسيق والتعاون، تمكننا جميعاً من مواجهة التحديات الكبرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية، التي تحيط بنا".
إردوغان: للتضييق على إسرائيل اقتصادياً
من جانبه، أكّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، وجوب أن يكثّف العالم الإسلامي جهوده الدبلوماسية لزيادة العقوبات على إسرائيل.
ووصف أردوغان إسرائيل قائلاً: "أمامنا عقلية إرهابية تتغذى على الفوضى والدم ومتجسدة في شكل دولة"، مشدّداً على أنّ "العالم الإسلامي يمتلك الحكمة والوسائل اللازمة لإحباط مطامع إسرائيل التوسعية".
وأعرب عن اعتقاده الراسخ بوجوب التضييق على إسرائيل اقتصادياً.
بزشكيان: العدو يهدف إلى إفشال الجهود الدبلوماسية
ورأى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن "العدوان الوقح الأخير على قطر كان هجوماً مخططاً له مسبقاً من قبل الكيان الصهيوني، هدفه القضاء على الجهود الدبلوماسية المبذولة لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة".
وأضاف بزشكيان أنّ "هذا العدوان على الدبلوماسية لا يعدّ مجرد جريمة، بل إعلاناً علنياً وفاضحاً بأنّ القوة العسكرية هي المحدد وليس القانون".
عباس: "إسرائيل" لن تكون شريكة بالاستقرار
وأكّد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أنّ "الحكومة المتطرفة" في إسرائيل لا يمكن أن تكون شريكاً في الأمن والاستقرار في المنطقة.
وجدد عباس التأكيد على أنّ مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة يكمن في "وقف حرب الإبادة والتهجير وسرقة الأرض والأموال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، على خطوط عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية".
وكان العدو الصهيوني قد شنّ عدواناً على العاصمة القطرية، يوم الثلاثاء الماضي، استهدف مقارّ سكنية تابعة لحركة حماس، ما أدّى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وعنصر من الأمن الداخلي القطري.