أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي  أن ثورة 21 سبتمبر، انتصار تاريخي عظيم، وإنجاز فريد حققه الشعب اليمني، مهنئاً ومباركاً كل اليمنيين الذين شاركوا في صنع هذا الحدث.

وأوضح السيد القائد في خطاب ألقاه اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى 11 لثورة 21 سبتمبر المجيدة، أن الميزة الأبرز لثورة 21 سبتمبر هي أصالتها وكونها خالية تمامًا من أي تبعية أو تأثير خارجي.

وشدد على أن الثورة انطلقت من إرادة شعبية يمنية خالصة، وأن تحركها العملي وجهودها كانت بتمويل يمني بحت، مبيناً أن الشعب هو من قام بتمويل الثورة من خلال "قوافله" التي كانت تتجه لدعم المقاتلين والمتحركين، حيث و هذا الاعتماد على الذات وثقة الشعب بالله هو ما جعل الثورة تحقق نتائجها العظيمة.

وقال: "اعتماد شعبنا على الله وثقتهم به، ثم جهدهم وعطاؤهم وتضحياتهم وعزمهم ووعيهم بأهمية ما يقومون به كان هو الشيء الواضح والذي جعل الله له الثمرة العظيمة والنتيجة الكبيرة".

وأشار السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى أن ثورة 21 سبتمبر كانت في الأساس ثورة تحررية تهدف إلى إنهاء السيطرة والوصاية الخارجية التي كانت مفروضة على اليمن، موضحاً أن هذه السيطرة كانت قد استحكمت قبضتها على البلاد، بسبب خضوع بعض القوى المحلية لها.

وانتقد بشدة الدور الذي كان يلعبه السفير الأمريكي في صنعاء قبل الثورة، واصفًا إياه بأنه كان بمثابة "رئيس الرئيس" يتحكم في كل شؤون البلاد، من سياسات وقرارات، بما يخدم المصالح الأمريكية على حساب مصالح الشعب اليمني، مبيناً أن هذا التدخل أدى إلى إهدار تام للسيادة والاستقلال، مؤكداً أن القوى المحلية التي كانت في السلطة كانت "مرتهنة للخارج ارتهانًا كاملاً" وفتحت المجال للتدخل الأمريكي ليسيطر على كل شيء، في المقابل، حقق الشعب اليمني من خلال ثورته انتصارًا على القوى الخارجية التي انتهكت استقلاله وسيادته.

وأفاد السيد القائد أن ثورة 21 سبتمبر هي نموذج للتحرر، حيث كانت إرادتها وفكرتها وتحركها العملي كلها نابعة من الداخل اليمني، دون أي تدخل أجنبي، مشيراً إلى أن أداء الثورة كان راقٍ ونظيف بما لا مثيل له، مؤكدًا أنها اتسمت بـانضباط عالٍ حتى في تعاملها مع أشد المعارضين لها.

ولفت إلى أن ثورة 21 سبتمبر لم تشهد أي اعتداءات، تعسفات، أو تجاوزات ظالمة، ولم يتم خلالها تصفية حسابات سياسية أو شخصية، وهو ما يبرز الأخلاق الإيمانية التي تحكمت في مسارها، كما أن الثورة، فور تحقيقها للانتصار عملت على توفير الأمن والاستقرار لكل الأهالي، بغض النظر عن انتماءاتهم أو توجهاتهم السياسية.

وقارن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بين مشروع الثورة ومشروع أدوات أمريكا وإسرائيل، موضحاً أن هذه الأدوات، التي تعمل بتمويل من بعض الدول الخليجية وإشراف أمريكي، ليس لديها أي مشروع حقيقي لخدمة اليمن، مؤكداً أن كل أنشطة هذه الأدوات، بما في ذلك ضخها الإعلامي المكثف، يهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية والعرقية، منوهاً إلى أن هذه الأدوات لديها عقدة شديدة جدًا من تاريخ الشعب اليمني، وأن كل عملها يتجه في اتجاه معاكس لقيم الإسلام.

وذكر أن أدوات الأمريكي والصهيوني يشتغلون على تمزيق نسيج شعبنا الاجتماعي وتقطيع الاواصر والروابط، ويكفي أن هذه الأدوات انكشفوا واثبتوا أنهم مفلسون من أي مشروع صحيح يدعو للأخوة وللتعاون، مضيفاً أن دعوة أدوات الأمريكي والإسرائيلي والأدوات الإقليمية هي دعوة للفرقة والفتنة والكراهية والبغضاء، وقد رصدنا لها أنشطة ذات طابع استخباراتي لإثارة الفتن بين هذه القبيلة وتلك لإثارة النزاعات والصراعات والمشاكل.

وأضاف السيد القائد: "ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي ثورة نظيفة لم تشبها الشوائب التي لدى الآخرين من الأدوات الخاضعة التي تعمل للعدو، وعندما حقق الله الإنجاز العظيم لهذا الشعب لم يكن هناك تصفية حسابات ولا إبادات جماعية بل إن قادة تلك الأدوات المحلية كانوا في غاية الإطمئنان، قدم آنذاك مشروع السلم والشراكة وأتت له صيغة سياسية موقعة من الجميع، ومعترف بها دوليا، معترف بها من الجهات الدولية والإقليمية وغيرها، لكن الأدوات المحلية انقلبت بأمر من الخارج على اتفاق السلم والشراكة انقلابا تاماً و تنكرت له بوضوح".