أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له، اليوم الأحد، بمناسبة ذكرى ثورة الـ21 من سبتمبر أن كل جهد الأمريكي والإسرائيلي وأدواتهم الإقليمية تجاه بلدنا منصبٌ على إيقاف جبهته المناصرة للشعب الفلسطيني ليأمن الإسرائيلي وحتى لا يبقى النموذج الفريد الذي يحيي الأمل لبقية الشعوب.
وبيّن السيد القائد أن الأمريكي مع الإسرائيلي وأدواتهم الإقليمية والمحلية فشلوا في اليمن ، ومنذ أن دخل شعبنا العزيز في إطار موقفه العظيم والحر في موقف الإسناد والنصرة للشعب الفلسطيني والمواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي العملاء باتوا مكشوفين أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح أن كل شغل أدوات الصهيونية هو التشويه والتشكيك والتقليل من قيمة الموقف اليمني الذي هو موقف عظيم باعتراف العالم أجمع وحتى باعتراف العدو الإسرائيلي. مؤكدا أن موقف اليمن له تأثيره ونتائجه في التأثير على العدو الإسرائيلي في الوضع الاقتصادي في كل الاعتبارات وموقف فريد يراه كل العالم بين محيط من التخاذل الذي عم العالم الإسلامي بشكل مخزٍ للغاية.
ولفت إلى أن الأدوات تكرر المصطلحات الإسرائيلية، والعناوين الإسرائيلية ضد الشعب اليمني ويبرزون استعدادهم للقتال مع العدو الإسرائيلي ووصل بهم الحال إلى ان يستضيفوا جواسيس صهاينة.
وكشف أن كل جهد الأعداء منصب في هذه المرحلة على التخلص من جبهة اليمن بكل وسائل الاستهداف لأنهم يريدون التفرد بالشعب الفلسطيني لحسم الموقف معه.
وأوضح أن الأعداء يعلنون باستمرار أن ما يريدونه هو تغيير الشرق الأوسط وهي كلمة واضحة وعنوان واضح يشمل هذه المنطقة بكلها ، مؤكدا أن العدو الإسرائيلي جلى نفسه في مستوى إجرامه ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ووحشيته وتعامله حتى مع النساء والأطفال والكبار والصغار بأبشع صورة. لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي لا يعترف حتى للمرتزقة، حتى لأسيادهم في الإقليم، لا يعترف لهم بأنهم بشر أصلا.
مؤكدا أن العدو الإسرائيلي يشكل خطورة بالغة على الأمة وهو يتحرك تحت العنوان الواسع "تغيير الشرق الأوسط" . مضيفا أن المؤامرات الإسرائيلية ليست تغييرا في غزة بل أطماعه تمتد للثروات الكبرى في دول الخليج . لافتا إلى أن للعدو أطماع في مقدسات الأمة وخطورته على المسجد الأقصى تمتد إلى مكة والمدينة، والعدو الإسرائيلي يصدر مواقف واضحة تجاه مصر تجاه الأردن، تجاه العراق، اعتدى على الجمهورية الإسلامية في إيران، اعتدى على قطر.
وأوضح أن الاعتداء على قطر درس لكل بلدان الأمة، وفي المقدمة دول الخليج لأنه لم يراعِ كل الاعتبارات التي يركنون عليها ويرون أنها تشكل حماية لهم. مؤكدا أن الموقف الأمريكي والإسرائيلي بعد القمة الإسلامية العربية في قطر هو الإصرار على معادلة الاستباحة وتوسيع دائرتها في الأمة ، موضحا أن العدو الإسرائيلي لم يقدم استثناءات في معادلة الاستباحة لأنه يريد فعلاً أن يفرض هذه المعادلة.
وأوضح أن ما يقال الآن في سوريا أن هناك عملا لإنجاز اتفاق أمني لن يحمي سوريا أبداً وعلى السوري أن ينظر للسلطة الفلسطينية، هل حمتها الاتفاقيات في الضفة الغربية من خطوات الضم والمصادرة لمزيد من الأراضي في الضفة الغربية. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي لم يحترم الاتفاق مع الدولة اللبنانية واعتداءاته مكثفة على لبنان مع أنها اتفاقات كان عليها ضمانة أمريكية.
وأكد أن العدو الإسرائيلي لم يحترم اتفاقه السابق في قطاع غزة، وكان بضمانة أمريكية وضمانة قطرية ومصرية، مضيفا أن العدو الإسرائيلي لا يحترم أي اتفاقات أبداً وسيستمر في توغلاته في تعزيز سيطرته على جنوب سوريا وسيستمر العدو الإسرائيلي في "ممر داود" بهدف الوصول إلى نهر الفرات، كما سيستمر في محاولة استمالة الأقليات مستفيداً من السياسات الغبية للجماعات المسيطرة على سوريا.
وجدد التأكيد على أن الأمة لن يحميها وشعوبها إلا الوقفة العملية الجادة ضد العدو الإسرائيلي في خطوات عملية، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي كيف له أن لا يطمع بأن يستمر في سياساته العدوانية ونهجه العدواني وهو يحظى بالدعم الأمريكي المفتوح والمطلق، موضحا أن التوجه الأمريكي هو في استمرار العدوان ويتخذ الفيتو ليعيق أي مساع لإيقاف العدوان على غزة
وأكد السيد القائد أن خطوة اعتراف بعض البلدان الأوروبية بالدولة الفلسطينية خطوة شكلية وتبقى مجرد موقف إعلامي لن يكون لها أثر فعلي في منع العدو الإسرائيلي من الاستمرار في جرائمه.
وأوضح أن العرب لم يصلوا بعد إلى أبسط موقف فعلي وهو المقاطعة وإيقاف التعاون مع العدو على المستوى العسكري، مضيفا أن هناك بعض الأنظمة الخليجية وبعض البلدان العربية متعاونة مع العدو الإسرائيلي استخباراتيا.
وكشف أن هناك بلدان من أغنى ومن أقوى هذه البلدان العربية تقف مع العدو الإسرائيلي وتعادي معه الجبهات التي تقف بوجهه وبعض الدول العربية تتبنى بالصراحة مسألة نزع سلاح المجاهدين في غزة ولبنان وتتبنى نفس العناوين الإسرائيلية ضد جبهة اليمن.
وأكد السيد أن العدو الإسرائيلي لو تخلص من الجبهات في غزة واليمن ولبنان وإيران لاتجه لاستهداف الآخرين وهم مهيئون للهزيمة الكاملة والانهيار التام، موضحا أن بعض الأنظمة العربية كان عليها أن تستفيد من هذه الجبهات لا أن يتآمروا عليها اقتصادياً واستخباراتيا وعسكريا. وأضاف: "الخطوات الشكلية لهذه الأنظمة مع الشعب الفلسطيني تتزامن مع استمرار تقديم مليارات الدولارات للعدو الإسرائيلي.
وأوضح أن المصلحة الحقيقية لكل المسلمين وللعرب جميعاً هي في توجيه الموقف والجهود المنسقة ضد العدو الإسرائيلي، أما التعاون مع العدو الإسرائيلي فلن يجدي أحداً شيئاً والتخاذل لن يحمي أحداً.
وأشار إلى أن الموقف العربي الآن على المستوى الرسمي لكثير من الأنظمة العربية، لم يصل إلى مستوى كولومبيا، ولا مستوى أسبانيا، ولا مستوى فنزويلا، ولا جنوب افريقيا.
وأبدى السيد القائد الجهوزية التامة للتنسيق مع كل أبناء أمتنا في إطار التوجه القرآني فيما يخدم الأمة ويزيدها منعة ضد الخطر الإسرائيلي الصهيوني. مؤكدا أن المخطط الصهيوني يستهدف الجميع دون استثناء.
وأكد السيد القائد أن شعبنا ثابت على موقفه وأن مسارنا الثوري مستمر إن شاء الله في العمل على تصحيح الوضع الرسمي، وإصلاحه، والسعي للنهضة الاقتصادية، كما أكد أن مسارنا الثوري مستمر في مواجهة الأعداء رغم الظروف الصعبة والإرث الرهيب على مدى عقود من الزمن نهبت فيه ثروات هذا البلد.
وكشف أن أكثر من 500 مليار دولار ضاعت على الشعب من ثرواته النفطية دون أن تبني له بنية اقتصادية على مدى أكثر من 30 عاماً . وأكد أن معظم الأمور على مدى 30 عاما بنيت على خلل رهيب جداً وفق اعتبارات فئوية وحزبية ومصالح شخصية.
وقال السيد:"من الواضح أن الذين كانوا يسيطرون على الوضع في البلد آنذاك كانوا يحسبون حساب مصالحهم الشخصية، من كانوا يسيطرون على البلد أصبح لهم شركات وإمكانات ضخمة وفي تقرير لمجلس الأمن أكثر من 60 مليار دولار حصة شخص واحد وهذا مما بقي في العروق بعد الذبح".
وبيّن أننا في حرب مواجهة مع أمريكا وإسرائيل وأعوانهم في ظروف ضاغطة وحرب اقتصادية وشعبنا بتوفيق الله هو شعب عظيم بأصالته الإيمانية يمتلك الوعي والبصيرة القرآنية واثق بالله وبهذا سيتجاوز كل الصعوبات والتحديات، و الله لن يخذل شعبا مؤمنا توكل عليه واعتمد عليه واتبع نهجه وخضع له وتحرر من كل طواغيت الأرض. وأضاف: "بتوفيق الله وبمعونته والتوكل عليه سيتجاوز شعبنا كل العوائق والتحديات وسيجني الثمرة الكبرى لهذه الثورة التحررية العظيمة في بناء حضارة رائدة".
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في ختام كلمته أن هذه التحديات تساعد شعبنا العزيز أن يحولها إلى فرص وأن يبني بنية قوية، متماسكة ويتحول إلى بلد يمتلك اقتصاداً مقاوماً، إنتاجاً محلياً، زراعة قوية. مضيفا ان التحديات ستحول اليمن إلى بلد منتج في الوضع الاقتصادي وقوي عسكرياً. مؤكدا أن شعبنا ثابتٌ في مواقفه العظيمة، ثابتٌ في نصرته للشعب الفلسطيني، في مواجهة مشروع المخطط الصهيوني الذي هو لاستباحة الأمة.