موقع أنصار الله - متابعات – 20 جمادى الأولى 1447هـ

حذّرت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، اليوم الثلاثاء، من تدهور الوضع الإنساني والبيئي في قطاع غزة بعد عامين متواصلين على الإبادة الجماعية الصهيونية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.

وأكدت "حشد" أن القطاع تحول إلى منطقة منكوبة بالكامل يعيش فيها أكثر من مليوني نسمة في ظروف غير صالحة للحياة.

جاء ذلك في مذكرة رسمية أرسلتها الهيئة، إلى كبار المسؤولين الأمميين، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمقررة "الخاصة المعنية بحقوق الإنسان" في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، والمفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني، والمقرر الخاص بحق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية ديفيد بويد، و"المفوض السامي لحقوق الإنسان" فولكر تورك، ومدير "برنامج الأمم المتحدة للبيئة" إينغر أندرسن.

وقالت "حشد" في مذكرتها إن الجرائم الصهيونية المستمرة ضد المدنيين تشكل جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب مكتملة الأركان، مع تدمير شامل للبنية التحتية وحرمان السكان من الخدمات الأساسية والمياه والكهرباء والدواء، ما أدى إلى كارثة بيئية متكاملة.

وأكدت أن أكثر من 1.7 مليون شخص يعيشون نازحين داخليًا في مدارس ومراكز إيواء مؤقتة وخيام بدائية، وسط ظروف مأساوية تتسم بالاكتظاظ الشديد ونقص المياه والغذاء والدواء، وانتشار الأوبئة، وغياب الخصوصية، ما يفاقم معاناة النساء والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة.

وأشارت المذكرة إلى أن نحو 90% من الأسر الفلسطينية تعاني من انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه أكثر من 650 ألف طفل خطر الموت جوعًا نتيجة نقص الغذاء وحليب الأطفال واستهداف مخازن الإغاثة.

وذكرت أن أكثر من نصف المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع خرج عن الخدمة، فيما تنتشر الأمراض المعدية مثل الكوليرا والجرب والإسهالات وسوء التغذية الحاد، إلى جانب تدهور الصحة النفسية للسكان بسبب الصدمات المتكررة.

وحذّرت "حشد" من تدهور البيئة الطبيعية في غزة نتيجة القصف الواسع، وتلوث الهواء والمياه والتربة، وتسرب الوقود والمخلفات الصناعية، وتراكم ملايين الأطنان من القمامة، ما أدى إلى بيئة خصبة للأوبئة، إضافة إلى خطر الذخائر غير المنفجرة وتدهور النظام الساحلي نتيجة تصريف مياه الصرف في البحر.

ولفتت إلى توقف العملية التعليمية بشكل شبه كامل بعد تدمير آلاف المدارس وتحويل المئات إلى مراكز إيواء، مما حرم أكثر من 785 ألف طالب من التعليم، واستشهد منذ بداية العدوان أكثر من 13,500 طالب و830 معلمًا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت الهيئة إلى انهيار شبه كامل للقطاعات الإنتاجية والزراعية والصناعية، مع تدمير 268 ألف وحدة سكنية و94% من الأراضي الزراعية، ما رفع نسبة الفقر إلى 90% والبطالة إلى 75%، وأدى إلى تفكك النسيج الاجتماعي وارتفاع معدلات العنف الأسري والانتحار.

ودعت "حشد" المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل، مطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي فورًا، وحماية المدنيين والبنية التحتية، وإرسال بعثة تحقيق دولية لتوثيق الانتهاكات ومساءلة مرتكبيها أمام "المحكمة الجنائية الدولية"، وتفعيل دور برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمعالجة الأضرار البيئية، ورفع الحصار عن غزة فورًا للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية وإعادة الإعمار، وإنشاء صندوق دولي لإعادة الإعمار البيئي والإنساني تحت إشراف الأمم المتحدة، وفرض عقوبات على العدو الصهيوني، مع الاعتراف بما حدث في غزة كجريمة إبادة جماعية بيئية وإنسانية.

وأكدت أن حماية البيئة في غزة هي حماية للإنسان وحقه في الحياة الكريمة، محذرة من أن أي تأخير في التدخل الدولي سيؤدي إلى كوارث صحية وبيئية تمتد آثارها لأجيال قادمة.

ومنذ الـ 8 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ارتكب العدو الصهيوني بدعم أمريكي إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 68800 ألفا شهيد فلسطيني، وما يزيد على 170 ألف جريح، و10 آلاف مفقود ودمار هائل في البنية التحتية العمرانية والخدماتية والمؤسساتية.