شنّ العدو الإسرائيلي، عصر اليوم، غارة جوية استهدفت شقة سكنية تقع في شارع العريض بمنطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ما تسبب بدمار واسع في المكان وتأثر عدد من المحلات التجارية المجاورة.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت، بحسب حصيلة أولية، عن استشهاد 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين بجروح.
وأكد مصدر طبي لوسائل الإعلام في بيروت تسجيل عدد من الإصابات جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت شقة سكنية في أحد المباني بحارة حريك في الضاحية الجنوبية، فيما لم تُعلن حتى الآن حصيلة نهائية للضحايا، وتواصل فرق الإسعاف نقل المصابين من الموقع.
وكانت الغارة العدوانية قد استهدفت المبنى عبر إطلاق عدد من الصواريخ باتجاه الشقة السكنية الواقعة في الشارع العريض بحارة حريك، ما أسفر عن أضرار جسيمة في السيارات والمباني المجاورة.
ويأتي هذا الاعتداء في إطار تصعيد اسرائيلي خطير، يضاف إلى سلسلة الاعتداءات التي يقوم بها العدو في جنوب لبنان والبقاع.
النائب علي عمار: الاعتداء على لبنان هو تجاوز للخط الأحمر
وأكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار من موقع العدوان في حارة حريك على أن العدوانية الإسرائيلية تضرب كل لبنان منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن.
وشدد على أن كل اعتداء على لبنان هو تجاوز للخط الأحمر وهذه العدوانية متأصلة في كيان العدو الذي يستهدف كرامة لبنان وسيادته وأمنه.
قماطي: الدولة مطالبة بتحرك فعال لمواجهة الاعتداءات الصهيونية
ومن جانبه، طالب عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي الدولة اللبنانية يتحرك فعال لمواجهة الاعتداءات الصهيونية المستمرة لسيادة لبنان.
طلال حاطوم: استهداف الضاحية عدوان إسرائيلي غادر وعلى الدولة التحرك
وشدّد عضو المكتب السياسي في حركة أمل طلال حاطوم على أن العدوان الإسرائيلي الذي أصاب اليوم منطقة الضاحية الجنوبية، وهي إحدى المناطق العزيزة من لبنان، يمثل تصعيدًا خطيرًا يأتي بعد سلسلة من التحريض والتهويل الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهر، تحت ذريعة وجود مخازن أسلحة وصواريخ في المنطقة، في حين تؤكد المشاهد أن المبنى المستهدف مدني بالكامل وقد تعرّض للغدر والعدوان في وضح النهار.
وأشار في مقابلة مع مراسل المنار من مكان العدوان، إلى أن هذا الاستهداف يأتي في ظل حديث الدولة اللبنانية عن إمكانية الحلول الدبلوماسية، بينما يعلن الكيان الإسرائيلي رسمياً رفضه لكل أشكال المفاوضات وتطبيق الاتفاقات مع لبنان بغض النظر عن الجهة الراعية أو الضامنة.
رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون أن استهداف الكيان الإسرائيلي للضاحية الجنوبية من بيروت بعد ظهر اليوم، والذي تزامن مع ذكرى الاستقلال، يمثل “دليلاً جديداً على عدم اكتراث إسرائيل بالدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، ورفضها تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة بأسرها”.
وأضاف عون: “إن لبنان، الذي التزم بوقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة حتى اليوم، وقدم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والتدخل بقوة وجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه، منعاً لأي تدهور يعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة أخرى”.
من جانبه قال رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إن “الاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم يتطلب توحيد كل الجهود خلف الدولة ومؤسساتها”.
وأضاف سلام في بيان له الأحد إن “حماية اللبنانيين ومنع انزلاق البلاد إلى مسارات خطرة هي أولوية الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة”، وتابع: “هي ستواصل العمل بشتى الوسائل السياسية والدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل حماية اللبنانيين، ومنع أي تصعيد مفتوح، وبما يضمن وقف اعتداءات إسرائيل وانسحابها من أرضنا وعودة أسرانا”.
واعتبر سلام أن “الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار يمر عبر التطبيق الكامل للقرار 1701، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه”.
المقاومة الفلسطينية تدين
دانت فصائل المقاومة الفلسطينية العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معتبرة أن هذا الهجوم يشكل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية، وخرقًا للقوانين والمواثيق الدولية، ويأتي في إطار السياسة العدوانية التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي ضد شعوب المنطقة.
وأعربت الفصائل في بيانات رسمية عن تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني ومقاومته، مؤكدة على حق لبنان في الدفاع عن أرضه وسيادته ورفضها لكل أشكال الابتزاز والضغوط الدولية التي تمارس على الدولة اللبنانية.
الجهاد الإسلامي تدين غارة الضاحية: جريمة حرب وتصعيد خطير يستهدف الشعب اللبناني وسيادته
أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان لها، أن الغارة التي نفّذها كيان العدو الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت عصر اليوم، واستهدفت منطقة سكنية مكتظة بالمدنيين، تشكل جريمة حرب وتصعيداً خطيراً في مسلسل الاعتداءات المتواصلة بحق الشعب اللبناني وسيادة دولته.
ورأت الحركة أن هذا العدوان يأتي في سياق انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار والقوانين والأعراف الدولية، ويأتي أيضاً ضمن الضغوط المستمرة التي تمارسها الإدارة الأميركية على الحكومة اللبنانية بغرض إبقاء الشعب اللبناني في حالة ابتزاز دائم.
وقالت الحركة في بيانها: “ندين هذا العدوان ونسأل الله أن يتغمّد الشهداء برحمته ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، كما نؤكد وقوف أبناء شعبنا الفلسطيني إلى جانب الشعب اللبناني العزيز في مواجهة هذا العدوان الذي يستهدف جميع شعوب المنطقة”.
حركة المجاهدين الفلسطينية: العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية انتهاك للسيادة وتصعيد يهدد المنطقة
أصدرت حركة المجاهدين الفلسطينية بيانًا أدانت فيه بشدة العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معتبرة أن هذا الهجوم يشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية ويأتي ضمن سياق الحرب الصهيونية المفتوحة ضد الأمة والمنطقة.
وأكد البيان أن هذا العدوان الجديد يمثل انتهاكًا متجدداً لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، كما هو الحال في قطاع غزة، ويعد خرقًا لجميع المواثيق والأعراف الدولية، ودليلاً على أن الكيان الصهيوني هو مصدر الإرهاب والتخريب في المنطقة.
وحمل البيان الإدارة الأمريكية المسؤولية عن تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة، عبر توفير الدعم والغطاء السياسي والعسكري الذي يتيح له مواصلة هجماته الإجرامية.
وجددت الحركة في بيانها تضامنها ووقوفها التام إلى جانب الشعب اللبناني ومقاومته في مواجهة العدوان الصهيوني الإجرامي، مؤكدة على حق لبنان في الدفاع عن أرضه وسيادته الوطنية.
ودعت الحركة جماهير الأمة إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود في مواجهة العدو الصهيوني الذي يستهدف أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” قد أفادت نقلاً عن مصدر إسرائيلي أن العدوان الذي نفذه الاحتلال في الضاحية الجنوبية لبيروت تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة، التي كانت تعارض سابقاً أي عملية عسكرية في بيروت.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر سياسي، أن "تل أبيب" أخطرت الولايات المتحدة مسبقاً قبل تنفيذ العدوان على الضاحية الجنوبية.
المصدر: موقع المنار