موقع أنصار الله - متابعات – 11 جمادى الآخرة 1447هـ
قال المستشار الإعلامي لوكالة "الأونروا" عدنان أبو حسنة، إن سلطات الكيان الصهيوني تحتجز 6 آلاف شاحنة تابعة للوكالة محمّلة بمواد غذائية تكفي قطاع غزة لمدة 3 أشهر، إضافة إلى مئات الآلاف من الخيام والأغطية المخصّصة لنحو 1.3 مليون فلسطيني في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأوضح أبو حسنة، في مقابلة مع قناة "الجزيرة"، أن عدد الشاحنات التي تدخل غزة حالياً يفوق المعدل الذي كان يدخل قبل وقف إطلاق النار، لكنه شدد على أن هذه الكميات لا تتناسب مع حجم الاحتياجات الهائل داخل القطاع.
وأشار إلى أن العدو الصهيوني لا يزال يمنع إدخال مئات الأصناف الحيوية، تشمل مستلزمات الصحة والصرف الصحي والمياه والمواد الغذائية، لافتاً إلى أنها تسمح بدخول مواد للقطاع التجاري أكثر مما تسمح به للمؤسسات الإنسانية والإغاثية.
وأكد أبو حسنة أن معظم سكان غزة يعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية، في ظل انعدام القدرة الشرائية لدى السكان، باستثناء عدد محدود من موظفي المنظمات الأممية وما تبقى من موظفي السلطة الفلسطينية.
وأوضح أن المنظمات الإنسانية تتقدم بطلبات لإدخال مواد ضرورية مثل قطع غيار محطات التحلية والصرف الصحي والمعدات الطبية والفرق والموظفين الدوليين، إلا أن الكيان الصهيوني يرفض معظم هذه الطلبات، وتقتصر موافقته على إدخال الأساسيات كالمعلبات والطحين وبعض الأدوية.
وحذّر أبو حسنة من أن استمرار الوضع سيعيد غزة إلى المربع صفر، مشيراً إلى أن أمطاراً محدودة خلال اليومين الماضيين تسببت في اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي نتيجة تدمير البنية التحتية، ما أدى إلى انهيارات واسعة في عشرات آلاف الخيام.
وفي السياق نفسه، تتكدس النفايات وتغمر مياه الصرف الصحي الشوارع الضيقة قرب خيام النازحين جنوبي القطاع، بينما يعيش الأطفال في بيئة محفوفة بالأمراض والأوبئة، وفق شهادات النازحين.
وقال مسؤولون في البلديات لمراسل "الجزيرة" هاني الشاعر إن أزمة الوقود الحالية هي الأسوأ منذ اندلاع الحرب قبل عامين، وتشل مختلف جوانب العمل البلدي، إذ تتوقف آليات البلديات المتهالكة عن العمل بسبب نفاد الوقود، في وقت لم تسمح فيه سلطات العدو الصهيوني بدخول آليات جديدة.
كما يواجه جهاز الدفاع المدني تحديات قصوى مع النقص الحاد في الوقود، ما يمنع طواقمه من الوصول إلى مناطق الاستغاثة في الوقت المناسب، سواء في عمليات الإنقاذ خلال المنخفضات الجوية أو في مهام انتشال الضحايا وإزالة الأخطار عن السكان.
وخلفت الإبادة الصهيونية في غزة، التي استمرت عامين وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.