موقع أنصار الله - متابعات – 28 جمادى الآخرة 1447هـ
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، وفاة الرضيع سعيد عابدين، البالغ من العمر 29 يوما، نتيجة البرد القارس في منطقة مواصي بخانيونس، جنوبي قطاع غزة، ما يرفع عدد الوفيات جراء المنخفض الجوي الأخير إلى 17 حالة وصلت المستشفيات.
وأشار المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، إلى أن المنخفضات الجوية خلال الأسبوع الماضي أسفرت عن وفاة 17 مواطنا، بينهم أربعة أطفال بسبب البرد القارس، فيما توفي الآخرون نتيجة انهيارات المباني.
وأوضح بصل أن أكثر من 17 بناية سكنية انهارت بشكل كامل، بينما تعرضت أكثر من 90 بناية لانهيارات جزئية خطيرة، ما يشكل تهديدا مباشرا لحياة آلاف المواطنين.
كما تسببت السيول والأمطار في غرق نحو 90% من مراكز الإيواء، ما أدى إلى فقدان آلاف الأسر لمأواها المؤقت وتلف ملابسهم وأفرشتهم وأغطيتهم، ما زاد من معاناتهم الإنسانية.
بدوره، حذر مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، من الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الأطفال يتعرضون لخطر شديد نتيجة تزامن الحرب والبرد القارس وانتشار الأمراض.
وأوضح أن القطاع بحاجة عاجلة لإدخال كرفانات ووسائل تدفئة آمنة لمواجهة البرد، مؤكدًا أن عدم توفير هذه الاحتياجات سيؤدي إلى سقوط ضحايا كثر من الأطفال.
كما نبه إلى أزمة نقص الأدوية في القطاع، حيث أن نحو 55% من الأدوية غير متوفرة، ما يزيد من معاناة المرضى ويضاعف خطر تفشي الأمراض بين السكان، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية والصعوبات الإنسانية المستمرة.
إلى ذلك، حذرت بلدية غزة، من تفاقم أزمة جمع النفايات الصلبة في المدينة، نتيجة النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الآليات المخصصة للنظافة.
وأشارت البلدية إلى أن استمرار هذا النقص قد يؤدي إلى تراكم كبير للنفايات في الشوارع، مما يفاقم المخاطر الصحية والبيئية على السكان ويزيد من صعوبة السيطرة على الوضع في ظل الظروف الراهنة.
وشهد قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي منخفضين جويين قاسيين تسببوا باستشهاد عشرات الأطفال وتضرر نحو 53 ألف خيمة للنازحين.
وتتفاقم الأزمة بسبب عدم التزام حكومة العدو الصهيوني الغاصب ببنود اتفاق وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني، خصوصا فيما يتعلق بإدخال مواد الإيواء والخيام والمنازل المتنقلة.
ويعيش سكان غزة هذه الظروف القاسية في أعقاب حرب مدمرة استمرت عامين، أودت بحياة أكثر من 70 ألف شخص وأصابت أكثر من 171 ألفا، مع دمار طال نحو 90% من البنية التحتية المدنية.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب إبادة جماعية صهيونية استمرت عامين متواصلين، غير أن "جيش" العدو الصهيوني يمارس خروقات يومية للاتفاق، وما يزال يمنع دخول غالبية المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وخلفت الإبادة الصهيونية في غزة، التي استمرت عامين وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.