موقع أنصار الله - متابعات – 3 رجب 1447هـ
رفضت تايلاند طلب كمبوديا عقد مفاوضات في أرض محايدة لإنهاء نزاع حدودي أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً ونزوح مئات الآلاف، خلال أسبوعين.
وبالرغم من أن الدولتين قد اتفقتا، أمس، على إجراء المحادثات، غداً الأربعاء، إلا أن الخلاف حول مكان انعقادها لا يزال قائماً.
ووصف وزير الخارجية التايلاندي، سيهاساك فوانغكيتكياو، خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في كوالالمبور، اليوم، الاتفاق السابق بأنه كان "متسرعاً"، معتبراً أنه "أحياناً يجب الجلوس ومناقشة الأمور بعمق".
وشدد فوانغكيتكياو، على أن المفاوضات "ستجري في إطار لجنة الحدود المشتركة القائمة"، التي تعقد اجتماعاتها بالتناوب في كل دولة. وأوضحت اللجنة أن الجولة السابقة استضافتها كمبوديا، وأن الجولة المقبلة مقررة في تايلاند، في مقاطعة تشانثابوري، وهو خيار تعارضه بنوم بنه.
من جهته، طالب وزير الدفاع الكمبودي، تي سيها، بعقد الاجتماع في "مكان آمن ومحايد" بسبب القتال المستمر على طول الحدود، فيما وافقت ماليزيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لآسيان، على انعقاد الاجتماع في كوالالمبور.
لكن تايلاند أصرّت على عقد المفاوضات في أراضيها، معتبرةً أن مقاطعة تشانثابوري "لا تشهد قتالاً تقريباً" حالياً، بحسب وزير الدفاع التايلاندي، ناتافون ناركفانيت. وأشار المتحدث باسم وزارته، سوراسانت كونغسيري، إلى أن الاجتماع سيُعقد في تشانثابوري وأنها "آمنة"، مضيفاً أن "الأمر يعتمد على كمبوديا إذا كان ذلك سيعرّض المحادثات للخطر".
وتعود الموجة الأولى من العنف بين الجانبين إلى، تموز الماضي، وأسفرت عن مقتل 43 شخصاً ونزوح نحو 300 ألف، خلال خمسة أيام، قبل التوصل إلى هدنة.
وفي نهاية تشرين الأول الماضي، وقّع الطرفان اتفاقاً لوقف إطلاق النار، في كوالالمبور، غير أن بانكوك علّقته، بعد أسابيع، إثر انفجار لغم أدى إلى إصابة جنودها. وتجدد القتال في 7 كانون الأول الجاري، على خلفية تنازع المملكتين على أراضٍ تضم معابد إمبراطورية الخمير، على امتداد الحدود البالغ طولها نحو 800 كيلومتر.
وبحسب الحصيلة الرسمية، سقط 44 قتيلاً منذ تجدّد الاشتباكات، 23 في تايلاند و21 في كمبوديا، وأسفر النزاع عن نزوح أكثر من 900 ألف شخص من جانبي الحدود.