موقع أنصار الله | القول السديد | 

 

إحياء هذه المناسبة له أهميةٌ كبيرة من جوانب متعددة: 

 فهو أولاً من الشكر لله "سبحانه وتعالى"؛ لأنها مناسبةٌ عظيمةٌ، لها صلةٌ بكمال الدين وتمام النعمة، ففي هذه المناسبة نزل قول الله "تبارك وتعالى": {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، وأيٌّ نعمةٍ أعظم من نعمة الله "سبحانه وتعالى" بالدين، وبكماله، وبتمام النعمة به، فهي نعمةٌ عظيمة، فواحدٌ مما نعبِّر به عن شكرنا لله "سبحانه وتعالى": أن نحتفل، وأن نعترف لله "سبحانه وتعالى" بنعمته، وعظيم فضله، وأن نتوجه إليه بالشكر. 

كما أنَّ من أهم ما في هذه المناسبة، ومن أهم ما يفيده إحياؤها، هو: أيضاً الحفظ للنص والبلاغ النبوي العظيم، الذي نزل بشأنه آيةٌ عظيمة، هي قول الله "تبارك وتعالى": {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}، هذا البلاغ النبوي العظيم، الذي له هذه الأهمية التي وردت في الآية، والتي سنتحدث عن بعضٍ مما تدل عليه وتفيده في نصها الواضح، الذي يلفت النظر بشكلٍ مباشر إلى الأهمية القصوى لهذا البلاغ. .


الحفاظ على هذا البلاغ، وإعلانه في أوساط الأمة جيلاً بعد جيل، من الحفظ لنصٍ مهمٍ ومبدأ عظيم من مبادئ الدين، ومن النصوص النبوية، التي تمثل أساساً مهماً في الدين، الحفاظ عليه، والتبليغ له، بلاغ حرص النبي "صلوات الله عليه وعلى آله" إلى أن يصل إلى كل الأمة، قال للحاضرين، وهم كانوا عشرات الألوف، قال لهم: ((ألا هل بلغت؟))، وعندما أقروا له بالبلاغ، قال: ((اللهم فاشهد))، ثم قال لهم: ((فليبلغ الشاهد منكم الغائب))، كان حريصاً على أن يصل هذا البلاغ للأمة، وأن تسمع به الأمة، وأن تعرف به الأمة؛ لأهميته لها، للأمة نفسها، فالحفاظ على هذا البلاغ، وإعلانه، وإيصاله إلى الناس، والتأمل فيه، والتأمل في دلالاته، ولا سيما وهو محارب، محاربٌ بالكتمان، محاربٌ في دلالته ومعناه، محاربٌ فيما يفيده، حربٌ شعواء موجهةٌ ضده على مدى أجيال وقرون في داخل الأمة، فالحفاظ على هذا النص والتبليغ له أيضاً من الأعمال العظيمة، من الأعمال الدينية، مما يؤجر الإنسان ويثاب عليه، إن انطلق فيه بنيةٍ خالصةٍ لله "سبحانه وتعالى"..

مما يفيد إحياء هذه المناسبة، مما يفيده إضافةً إلى ذلك، هو: الترسيخ لمبدأٍ عظيم، هو مبدأ الولاية، الذي يحمي الأمة من الاختراق من جانب أعدائها، ويحصنها من داخلها من تأثير المنافقين فيها، والأمة في أمسِّ الحاجة؛ لأن الأعداء يسعون إلى اختراقها فيما يتعلق بالولاية، الولاية لأمرها من جانب، والولاء في الموقف أيضاً من جانبٍ آخر، فالمسألة لها أهميتها الكبيرة، وسنتحدث عن هذه المسألة بشكلٍ أكبر في إطار الكلمة إن شاء الله.

كلمة السيد القائد بمناسبة يوم الولاية
الأحد 18-12-1443ه 17-يوليو-2022م