يوم كان في الدنيا يحاول يخذِّل أولاده, يخذِّل أخاه, يخذِّل أباه عن أن يعمل في سبيل الله, على أساس أنه خائف على ابنه, خائف على أبيه, يقول لأبيه: في الأخير يأتي يوم القيامة يتمنى لو أنه يمكن, كل هؤلاء الذين كان في الدنيا يبدو أنه رحيم بهم عنده استعداد كامل أن يسلمهم لجهنم تطحنهم! أولاده, زوجته, أخوه, أمه, أبوه, فصيلته, الأسرة التي هو منها, عشيرته, !!.
الذي كان مثلاً في الدنيا يحاول في ابنه أن لا يشترك في أي عمل صالح, خائف لا يسجنونه, خائف لا يلحقه إجارة عسكري تنفيذ, خائف أشياء بسيطة لا يفوته شيء بسيط من الدنيا مقابل أن يتحرك ابنه في سبيل الله.
أنت لست شفيقاً بابنك في الواقع؛ لأنه وقت الشفقة الحقيقية سترى أباك, هذا يعني تذكرة لنا جميعاً كأسر, لا تعتبر أحداً أشفق بك من الله سبحانه وتعالى إطلاقاً؛ لأن أمك وهي تبدو شفيقة هنا في الدنيا, أبوك وهو يبدو شفيق عليك في الدنيا فيوجهك عن أعمال, يقعدك عن أعمال فيها رضى لله سبحانه وتعالى, هذه هي شفقة غير واقعية.
الشفقة التي أنت بحاجة إليها, والشفقة لو كان هناك شفقة حقيقية أنت سترى أباك هذا في المحشر يتمنى أنه يمكن أن يقدِّمك أنت وكل إخوتك وأمكم, أمكم زوجته وبقية أفراد الأسرة يقدمكم لجهنم تحطمكم حطم وهو ينجى.
والله عرض لنا كيف يجب بأن من نفكر بأنه الرحيم بنا هو الله, أمك هي رحيمة بك, أبوك هو رحيم بك, لكن إذا كان يغلط فاعتبر بأنه لا يمكن أن ينفعك, تقول له: هل أنت عندما نصل إلى ساحة الحشر, وترى نفسك أن مصيرك سيئاً هل ستعطينا وجهك بأنك ما تقول في الأخير هل سيكفيكم أولادي وتتركوني أسْلَم؟ في الأخير ستضحي بنا في ساحة الحشر.
يعني: عندك استعداد, إنما فقط ما هم راضين يقبلوا منك, عندك استعداد إنما ما هم راضين يقبلوا منك, فإذا أنت شفيق علينا فوطِّن نفسك من الآن أنك يوم القيامة أن لا يحصل عندك هذا الشعور: أنك مستعد أن تسلمنا جميعاً لجهنم مقابل أنك تسلم, مع أنه شعور لا بد أن يحصل عند كل شخص سيساق إلى جهنم {يَوَدُ المُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ} ثم ينجيه هذا الذي يقدمه يتمنى.
قل لابنك أو قل لأخيك, أو قل لأبيك: أنت في هذا الموقف تبدو شفيقاً بي, لكن هذه ليست شفقة في الواقع, ليست شفقة أن تدعوني إلى عمل فيه هلاك لي ولك, أنت يوم القيامة عندما يكون مصيرك سيئاً ستتمنى أن بالإمكان أن يقبلوا منك أن تقدمني أنا وجميع إخوتي وأمّنا وجميع الأسرة لجهنم وأنت تنجى! أليس هذا صحيحاً؟ صحيح ما فيه شك.
إذاً فاتركنا من الآن نصلَّح نفوسنا, أنت شفيق علينا هنا في الدنيا، أتركنا نصلَّح نفوسنا جميعاً, أتركنا ننطلق جميعاً في الأعمال التي فيها نجاة لنفوسنا ولو وصلنا أينما وصلنا, لا تهب لي رحمة وشفقة هي في الأخير غلط, تنتهي في الأخير بك إلى جهنم, وتنتهي بي في الأخير إلى جهنم, تأتي يوم القيامة أتمنى أنه يمكن أن أسلِّمك وأسْلَم, وأنت كذلك تتمنى أنه يمكن أنك تسلمني لجهنم وتسلم.
ما هم سيكونون مختلفين يوم القيامة؟ هنا في الدنيا ممكن أن الناس يلتقون, الأب وابنه, الأخ وأخوه, الكل تلتقي مشاعرهم على أنه نتحرك جميعاً فيما ينجينا من عذاب الله, فيما ينجينا من سخط الله؛ لنقدم يوم القيامة ونحن كلنا آمنين, وكلنا أصدقاء بشكل قوي, إضافة على أننا أرحام وأقارب, فتكون النتيجة بالنسبة لنا في الآخرة بدل أنك تأتي تفكر لو أنك تقدم لي جهنم.
دروس من هدي القرآن الكريم
آيات من سورة الواقعة
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 10 رمضان 1423هـ
اليمن - صعدة