هناك اليوم عندنا في اليمن أشكال كثيرة من الحرب التي تستهدفنا في المبادئ والمفاهيم، حتى في المبادئ الرئيسية، حتى في الانتماء الكلي للإسلام، اليوم استجد في ساحتنا اليمنية نشاط جديد يأتي ضمن هذه الحرب هو نشاط البهائية، تحرك البهائية المستجد اليوم في ساحتنا اليمنية، هذا القادم وهذا الوافد الشيطاني إلى بلدنا يطعن في الإسلام بكل صراحة ووضوح، يشن حرباً فكرية تضليلية ضد الإسلام كدين، ويسعى إلى الإقناع للبعض للخروج عن الإسلام والارتداد عن الإسلام والكفر بهذا الإسلام، ويلقى هذا النشاط اهتماماً ورعاية ودعماً ومساندة من الغرب، ما إن مثلاً تقوم الدولة ضمن صلاحياتها القانونية والدستورية بأي إجراء، إلا وبدأ البريطاني يصيح، والأمريكي يصيح، والفرنسي يصيح، والأوروبي يصيح، كُلٌ يصيح من هناك.
أين منشأ هذا النشاط؟ منشأ هذا النشاط وانطلاقته ومنبعه يتجه من مدينة عكّا في فلسطين المحتلة. إسرائيل تحتضن هذا التحرك، ترعى هذا التحرك، تؤمّن لهذا التحرك الحرية الكاملة لينطلق من هناك، من داخل هذه الرعاية الإسرائيلية إلى بقية العالم، ويتحرك كل تركيزه في الطعن على الإسلام، في التشويه للإسلام، في السعي إلى دفع المنتمين للإسلام للخروج عن هذا الإسلام والكفر بهذا الإسلام، هذا ضمن الحرب الناعمة، هذا استهداف عدواني يشتغل ضد الإسلام لإخراج الأمة من الإسلام والكفر به.
شكل آخر: الأحمدية: كذلك تشبه البهائية في الطعن في الإسلام، في إخراج الناس عن الإسلام، في الكفر بالإسلام، في الكفر بخاتم النبوة والأنبياء برسول الله محمد "صلوات الله عليه وعلى آله". الإلحاد كذلك، نشاط، هناك من ينشط ويتحرك في هذا الاتجاه. التبشير بالنصرانية لإخراج أبناء شعبنا وأمتنا عن الإسلام، وكذلك على نفس النمط أشكال كثيرة جدًّا، لكن إلى هذه الدرجة إلى هذا المستوى، هذه الحرب شرسة وخطيرة لهذه الدرجة، ثم تحت العنوان الإسلامي كم تأتي من اتجاهات لتستهدفنا، كما هو الحال بالنسبة للتكفيريين تحت العنوان الإسلامي، فيشتغلون لمسخ الهوية الإيمانية والاتجاه بالإنسان اتجاهاً آخر، يصبح فيه مطوعاً ضمن تلك الجماعات التكفيرية، مرتبطاً في نهاية أمره بالنظام السعودي والنظام الإماراتي امتداداً للسيطرة الأمريكية المباشرة. فهم أصابع في الذراع السعودي في الجسد الأمريكي والصهيوني.
المسألة لها نشاط أيضاً واسع، أوسع من هكذا، في مواقع التواصل الاجتماعي يأتي- مثلاً- البث بكثير من الأفكار، بكثير من المفاهيم، إما تشكيكاً في مفاهيم، وإما زرعاً لمفاهيم أخرى باطلة، متناقضة مع قيمنا، مع أخلاقنا...
نشاط واسع، والمسؤولية اليوم كبيرة، أولاً على المجتمع الإسلامي أن يكون مدركاً لطبيعة هذه الحرب؛ لأن هذا الإدراك سيجعل الإنسان متنبهًا حذرًا مستيقظًا، حتى لا يعيش حالة السذاجة، كما قلنا- كالصحن- يعيش كالصحن اللاقط ما وصل إليه تقبله وما سمعه تأثر به، يعيش حالة التثبت، التبين، الانتباه، الوعي، اليقظة، يتحصن بالمفاهيم الصحيحة، بالمبادئ الصحيحة، وتترسخ لديه حتى يحتمي بها من هذا الاختراق.
هنا مسؤولية كبيرة على الجانب الرسمي والجانب الشعبي والجانب العلمائي والنخب والمتنورين والواعين والمثقفين أن يتحركوا ضد هذه الحرب وفي هذا المسار بالتحديد على نحوٍ نشط وبشكلٍ كبير وفي كل حقول المعرفة.
السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
جمعة رجب 1439هـ