موقع أنصار الله مقالات  الشيخ عبدالمنان السنبلي
من غير المعقول أَو المنطقي أن تدّعيَ أنك تدين وتستنكر العدوان الصهيوـأمريكي على غزة، في الوقت الذي أجدُك فيه تؤيِّدُ وتبارك هذا العدوان على اليمن.. 
مهما كانت مبرّراتك.. 
ومهما كانت دوافعك وأسبابك... 
فالمبادئُ لا تتجزأ.. 
والحق والباطل خطان متوازيان لا يلتقيان مهما امتدا.. 
فإما أن تكون مع الحق جملة واحدة.. 
أو أن تكونَ مع الباطل جملةً واحدة أَيْـضًا.. 
إما أن تكون أبيضًا في غزة واليمن معًا.. 
أو أن تكون العكس.. 
لا مجالَ لأن تكون أبيضَ هناك وأسودَ هنا.. 
أو أن تكون أسودَ هناك وأبيضَ هنا إلا أن تكـون واحدًا من اثنتين: إما أن تكون «أراجوزًا» مطاطيًا في يد مهرِّج أجنبي، أَو بيدقًا خشبيًّا في رقعة شطرنج دولية.. 
هكذا تقول النظرية.. 
نظرية «الحرية» المثبتة والمبرهن عليها منذ آلاف السنين.. 
يعني: مثلها بالضبط مثل نظريات الرياضيات والفيزياء والكيمياء المثبتة والمبرهن عليها علميًا.. 
النظرية النسبية «لآينشتاين»، مثلًا، تقول إن سرعة الزمن ليست مطلقةً وثابتة، كما كان يعتقد «نيوتن»، وإنما هي سرعة متغيرة ونسبية.. 
أن تأتي اليوم بتصورات فيزيائية مخالفة تدعم فيها فقط القول بأن سرعة الزمن متغيرة في الوقت الذي ترفض القول بأنها نسبية، فأنت بذلك كمن لا يعتقد بصحة وسلامة هذه النظرية من الأَسَاس.. 
وكذلك نظرية الحرية.. 
أن تأتي رافعًا شعارات الحرية هنا، في الوقت الذي أراك تجسد فيه دور العبد الآبق هناك، فأنت بذلك كمن لا يؤمن بصحة وسلامة هذه النظرية من الأَسَاس.. 
على أية حال، 
أنت اليوم أمام معطيات واضحة تقول: 
«المقصوف» في «غزة» هو نفس «المقصوف» في «اليمن» عقيدة وعرقًا وشكلًا ومضمونا.. 
و«القاتل» في «غزة» هو نفسه «القاتل» في «اليمن».. 
و«آلة» القتل المستعملة في «غزة» هي ذات «الآلة» المستعملة أَيْـضًا في «اليمن».. 
ماذا يعني هذا..؟ 
يعني، بكل بساطة، أنك أمام خيارَين: 
إما أن تكون مع الظالم أَو المظلوم 
مع المجرم القاتل أَو المستضعف المقتول.. 
مع الجلاد أَو الضحية.. 
مع أمريكا و"إسرائيل" أَو اليمن وغزة
لا خيار وسطي أَو متأرجح ثالث لديك إلا أن تكون فاقد الأهلية والإرادَة والقرار.. 
فقل الآن: أين تجد نفسك، وبالعودة طبعًا إلى موقفك المتأرجح والمتذبذب، بين جميع ما سبق..؟
أعتقد أنك عرفت موقعك الآن.. 
وعرفت أَيْـضًا أنك، بموقفك وموقعك هذا، لا تـعدو عن كونك فقط مُجَـرّد «أراجوز» أَو «بيدق» لا أقل ولا أكثر..!
وهذا، في اعتقادي، هو المعقول أَو المنطقي في توصيف حالتك الراهنة والشاذة.. 
قللك: مع أمريكا في اليمن.. 
وضد إسرائيل في غزة.. قال..!