موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالله عبدالعزيز الحمران
إلى أصحابِ الجلالة والفخامة والسمو، مُلُوك السعوديّة، وقطر، والإمارات، حفظتكم البنوك، ورعتكم المصارف، أما الشعوب؟ فالله يتولَّى أمرَها، فقد تعبت وهي تراقب المشهد، ضرع يُحلب، وكرامة تُسلب، وأنتم تصفقون للحلاب!
من منبر المتابع، نكلِّمُكم لا بلُغةِ المجاملات، بل بلغة الواقع... بلغة الحظيرة السياسية، حَيثُ أصبح الحاكمُ بقرةً، والحلاب أمريكيًّا، والصفقة: “أمنٌ مقابل الحليب”!
أتتذكرون ترامب؟ أيوه، ذاك الراعي الأشقر الذي قالها بصريح العبارة:
"أنتم بقرة تُدرّ ذهبًا، وسنحلبُكم ثم نذبحكم!"
قالها أمام الكاميرات، على مرأى ومسمع من العالم، ولم نرَ استنكارًا، ولا حتى استياءً، بل استقبلتموه استقبالَ الفاتحين، وكأن الحرم انتقل إلى مدرج المطار.
سَجَّادٌ أحمر، عروضُ خيل، طائرات ترسمُ القلوبَ في السماء، ومليارات في العقود، والنتيجة؟
فلسطين؟ راحت!
غزة تذبح وتدمّـر؟
والجوع يفتك بأرواح أطفال غزة نتيجة الحصار الصهيوني المطبق!
والصمت العربي المشؤوم؟
القدس؟ صارت عاصمة لـ (إسرائيل)، بمباركة صمتكم!
ومن نتائج التطبيع والتقارب العربي مع العدوّ الصهيوني أصبح الموقف مع غزة خيانة، والصمت على الجريمة الوحشية بحق سكانها حكمة.
كرامة الأُمَّــة؟ بيعت في المزاد العلني، والدفع بالدولار من دول عربية!
ورغم كُـلّ هذ، ما زلوا يدفعون، وتبتسمون، ويصوِّرون المشهدَ كأنه "شراكة استراتيجية"، وهو في الحقيقة شراكة بين بقرة وذباح!
يا ملوكَ الجزيرة، حتى البقرةُ إذَا أُهينت، ترفُسُ برجلها، وإن زاد الضغط، امتنعت عن الحلب. أما أنتم؟ تضحكون، توقعون، تدفعون... والشعوب؟ تقرأ، تتألم، وتبكي... ثم تدعو:
اللهم لا تجعلنا من المطبِّعين، المنبطحين، المحلوبين، ولا من المطبِّلين لمن حلب!
ونختم الحديثَ بآية من كتاب الله تعالى:
"وَلَنْ تَرْضَىْ عَنْكَ اليَهُوْدُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ".
لكن يبدو أنهم قرأوها بالعكس.. فقرّروا تجربةَ حظهم في موسم الحلب الجديد، وكل أملهم أن ينالوا لقبَ: "البقرة المثالية لعام 2025م".
هذا ما لدينا، والعاقبةُ للشعوب الواعية.